• العنوان:
    وَحدة الصف.. واجب مقدَّس ومسارٌ إجباري
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كل من يحاول أن يأتي بعناوين مثل "26 سبتمبر" وغيرها لإثارة المواطنين في الداخل، فَــإنَّه يعيش في وهم. مصير اليمن ومستقبل أجياله القادمة يعتمد على مدى قدرة الأطراف على تجاوز خلافاتها، والوقوف صفًّا واحدًا تحت منهجٍ وقيادةٍ حكيمة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

   

وَحدةُ الصف اليمني ضرورةٌ وجودية لا تقبَلُ التسويف؛ إذ يُعاني اليمن اليوم من جماعات تعتاش على حالة تشرذم غير مسبوقة، حَيثُ تتعدد الأجندات وتتضارب مصالح الكفيل السعودي والإماراتي؛ ممَّا أَدَّى إلى تعميق الأزمة الإنسانية للشعب اليمني.

وفي خضم هذا الواقع المرير، تبرز وَحدة الصف لليمنيين الشرفاء كأولوية قصوى وواجب مقدَّس.

إن تجاهل هذه الحقيقة يعني القفزَ فوق التحديات الوجودية التي تهدّد كَيانَ الدولة ومستقبل الشعب اليمني.

تحديات داخلية ودولية

تتغذى الانقساماتُ اليمنية من مصادرَ متعددة؛ إذ تتصارع القوى السياسية والعسكرية الخاضعة للاحتلال السعودي الإماراتي -بدعمٍ من العدوّ الأمريكي والإسرائيلي- على النفوذ والموارد، وأَدَّت التدخلات الإقليمية والدولية إلى تعقيد المشهد، وتحويل اليمن إلى ساحة لتصفية حسابات لا علاقة لها بمصلحة اليمنيين.

الخارج العدوّ -في الإقليم أو في العالم- كان السببَ في ما يعيشه اليمن اليوم، الخارج اللدود هو من أنشأ قوى الخيانة والعمالة وموّلها وما يزال، ويحاول الآن أن يجيّرَها للقتال مع العدوّ الصهيوني، وقد أبدى قادةٌ عملاءُ استعدادَهم علنًا للقتال نيابةً عن كَيان الاحتلال والاستباحة والإبادة؛ بُغيةَ منع اليمن من الإسناد الإنساني والأخلاقي لمستضعَفي غزة.

وفي كُـلّ هذا، يظل الشعب هو الخاسر، تتدهور الخدمات الأَسَاسية، وتتزايد أعداد النازحين، وتتفاقم أزمة الغذاء والدواء في المناطق المحتلّة.

الوحدة ليست ترفًا سياسيًّا

في ظل هذه التحديات، يجب أن يدرك الجميع أن وحدةَ الصف ليست ترفًا سياسيًّا يمكن الجدل حوله، بل هي شرطٌ أَسَاسي لتحقيق السلام والاستقرار.

فما دام كُـلّ طرف يغني على ليلاه، ويسعى لتحقيق مكاسب خَاصَّة على حساب المصلحة العامة، فَــإنَّ جهود السلام ستظل عقيمة، ولن تتمكّن أية مبادرة من إخراج البلاد من نفق الصراع.

إن توحيد الكلمة والموقف تجاه قضايا مثل: استعادة مؤسّسات الدولة، وتحرير المناطق المحتلّة من قبل الإمارات وغيرها، ومكافحة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، هو السبيل الوحيد لبناء دولة حديثة قادرة على تلبية تطلعات شعبها.

دعوة إلى التنازل؛ مِن أجلِ الوطن

إن تحقيق وحدة الصف يتطلب من الجميع تقديم تنازلات مؤلمة.

وعلى القادة السياسيين أن يضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم الشخصية والحزبية.

و كل من يحاول أن يأتي بعناوينَ مثل "26 سبتمبر" وغيرها لإثارة المواطنين في الداخل، فَــإنَّه يعيش في وهم.

وعلى الأطراف المختلفة أن تدركَ أن استمرارَ الصراع لن يُنتِجَ سوى المزيد من الدمار، وأن الحل الوحيد يكمن في التوافق على رؤية مشتركة لبناء اليمن الجديد.

إن هذا الواجب الوطني لا يقع على عاتق السياسيين وحدهم، بل هو مسؤولية كُـلّ مواطن يمني، من خلال نبذ خطاب الكراهية، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.

إذن.. الخيار الوحيد الذي يضمن للشعب اليمني كرامته وسيادته هو عدم التأثر بالمواضيع والعناوين الزائفة، مثل عنوان "26 سبتمبر"؛ لأَنَّ ثورة 21 سبتمبر جاءت لتحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر.

ولأنها كذلك، فهي أمرٌ ملزمٌ وواجبٌ مقدسٌ لا يخضع للتسويف أَو الجدل، بل يستدعي عملًا فوريًّا وجادًّا من الجميع.

إن مصير اليمن ومستقبل أجياله القادمة يعتمد على مدى قدرة الأطراف المختلفة على تجاوز خلافاتها، والوقوف صفًّا واحدًا تحت منهجٍ وقيادةٍ حكيمة.