• العنوان:
    ثورة 21 سبتمبر.. تصحيح المسار وبناء المستقبل
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    امتدادٌ لروحِ الأنصار الأحرار، عفويةً لا تحَرّكها الأجنداتُ، محصَّنةٌ ضدَّ محاولاتِ الالتفاف والتشويه، اقتحمت أسوارَ السفاراتِ الكبرى، نقية من شوائبِ الفتنِ، جامعة لا مفرّقة، وتحمل في داخلِها روحَ التغييرِ المُستمرّ نحو الأفضل.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

جاءت ثورةُ 21 سبتمبر كتصحيحٍ تاريخيٍّ لما سبقها من مراحل انحراف وفساد، ثورةٌ وُلِدت من رحمِ معاناةِ شعبٍ كابد الظلمَ والتهميشَ، فآمن بضرورةِ التغييرِ وانتفض على واقعٍ أليمٍ، رافعًا رايةَ الكرامةِ والسيادةِ.

لم تكن مُجَـرّد موجةِ غضبٍ عابرةٍ، بل كانت ثورةً واعيةً، أصيلةً، تميّزت بعمقِ الرؤيةِ ونقاءِ الهدفِ، وبتكاملٍ غيرِ مسبوقٍ بين القيادةِ والشعبِ، ناهيكَ عن الأهداف الواضحةِ التي لامست آمالَ الناسِ وتطلعاتِهم.

ما يميز هذه الثورةَ أنها محصَّنةٌ ضدَّ محاولاتِ الالتفاف والتشويهِ، جاءت عفويةً لا تحَرّكها الأجنداتُ، بل تُجسّد أسمى معاني الإنسانيةِ والحريةِ والعدالةِ الاجتماعيةِ، فكانت ثورةً شاملةً، نزيهةً، دعت إلى السلمِ وفتحت الأبواب أمام الشراكةِ الوطنيةِ لكل المكوّناتِ دون إقصاءٍ أَو تهميش.

من أبرز ملامحِها أنها حافظت على مؤسّساتِ الدولةِ والممتلكاتِ العامةِ والخَاصَّة، وأسّست لجانًا ثوريةً لتأمينِ المرافقِ وحمايةِ مصالحِ الناسِ، في مشهدٍ يعكس مستوى رفيعًا من الوعي والانضباط الشعبيِّ، فلم تكن ثورةً لتصفيةِ الحساباتِ، ولا مجالًا للطائفيةِ والمذهبيةِ النتنةِ، بل كانت نقيةً من شوائبِ الفتنِ، جامعةً لا مفرّقةً.

لقد بلغت هذه الثورةُ أروقةَ القرارِ الدوليّ، واقتحمت أسوارَ السفاراتِ الكبرى، فدفعت جنودَ المارينز إلى الانسحاب مذعورين، في مشهدٍ مهيبٍ يعكس قوةَ الإرادَة الشعبيّة حين تتجسّد على الأرض بوعيٍ وتنظيمٍ ودقّةٍ في التوقيتِ والحسم.

ثورةُ 21 سبتمبر امتدادٌ لروحِ الأنصار الأحرار، فاجتمع فيها التاريخُ بالحاضرِ، وانصهر فيها الإيمانُ بالحقِّ مع العزمِ على التغييرِ، فسجّلت حضورًا لافتًا في المشهدِ الإقليميِّ والدوليِّ، وفرضت معادلتها الخَاصَّة بثوابتها ورؤيتها وصمودِها.

قادةُ هذه الثورةِ لم يكونوا مترفين خلف الأسوار ولا حبيسي المكاتبِ، بل خرجوا من بين صفوفِ الشعبِ، عاشوا معاناتَه وشاركوه أحلامه وآمالَه، وكانوا أوفياءَ لمطالبِه، وقد أثبت الشعبُ اليمنيُّ، من خلال هذه الثورةِ، أنه يملك من الوعيِ والحكمةِ والبصيرةِ ما يجعله عصيًّا على الخداعِ والتضليل.

وما تزال هذه الثورةُ، حتى اليومِ، تنبض بالحياةِ، وتحمل في داخلِها روحَ التغييرِ المُستمرّ نحو الأفضل..

إنها ثورةٌ مِن أجلِ السيادةِ والاستقلال؛ مِن أجلِ كرامةِ الإنسان وحرّيتِه، ومن أجل بناءِ دولةٍ عادلةٍ تسودها الشراكةُ ويُصان فيها القانون.

وفي الختامِ، يوجّه هذا الشعبُ الثائرُ رسالتَه الصارخةَ إلى كُـلّ من يحاول العبثَ بأمنِ الوطنِ وسيادتِه، إلى المتآمرين في الداخلِ والخارج، إلى من باعوا أنفسَهم للسفاراتِ، فيقول لهم بصوتٍ واحدٍ:

"إياكم.. إياكم.. إياكم.. اتقوا نارَ الحليمِ إذَا غضبَ!"

إنها ثورةُ شعبٍ حرٍّ عزيزٍ، لا يرضى بأنصافِ الحلولِ، ولا يهادن في الحقوقِ، ثورةٌ ستبقى منارةً لكلِّ الأحرار في هذا العالم، ونموذجًا يُحتذى به في الإرادَة والصبرِ والتصميم.