-
العنوان:اعتراف غربي بدولة فلسطينية.. صحوة ضمير أم مؤامرة جديدة؟
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:الأنظمة الغربية التي تعترف اليوم بدولة فلسطينية هي من أوجدت الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة، وجمعت المستوطنين الصهاينة من كافة أنحاء العالم إلى المنطقة العربية، ووفرت لهم كافة أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة بما فيها السلاح النووي والبيولوجي والكيماوي وغيرها من أسلحة الدمار الشامل التي لا تمتلكها دولة أُخرى في المنطقة.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
تصور بعض القنوات العربية المتصهينة اعتراف
الدول الغربية بدولة فلسطينية على أنه إنجاز تاريخي تحقّق للشعب الفلسطيني، وهو في
الحقيقة مؤامرة غربية جديدة للقضاء على أهم أركان هذه الدولة وهو الشعب.
لا شك أنَّ إقدام الدول الغربية على
الاعتراف بدولة فلسطينية في هذه المرحلة إشارة غربية للكيان الصهيوني بالقضاء
على ما تبقى من الشعب الفلسطيني؛ لذلك سوف نشاهد خلال الأسابيع والأشهر
القادمة تصعيدًا غير مسبوق من الكيان الصهيوني في عدوانه وجرائمه ضد الفلسطينيين
في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
لو كان الغرب صادقًا في توجّـهه
لأوقف الإبادة والمجاعة الجارية في قطاع غزة أولًا، وكيف يمكن تصديق أنَّ الغرب
جاد في توجّـهه وهو يرسل كافة أنواع الأسلحة والذخيرة للكيان الصهيوني في نفس
الوقت الذي يعترف فيه بدولة فلسطينية؟ ولماذا تأخرت هذه الخطوة حتى الآن ولم
يتخذها الغرب من قبل؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى أن الأُمَّــة العربية للأسف
لا تفهم أَو لا يُراد لها أن تفهم علاقة الكيان الصهيوني بالأنظمة الغربية.
الأنظمة الغربية التي تعترف اليوم
بدولة فلسطينية هي من أوجدت الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة، وجمعت المستوطنين
الصهاينة من كافة أنحاء العالم إلى المنطقة العربية، ووفرت لهم كافة أنواع الأسلحة
الحديثة والمتطورة بما فيها السلاح النووي والبيولوجي والكيماوي وغيرها من أسلحة
الدمار الشامل التي لا تمتلكها دولة أُخرى في المنطقة،
وجندت كافة الحكومات والأنظمة في المنطقة لخدمة الصهاينة، وسمحت له بانتهاك كافة
القوانين والأنظمة، وفتحت له الأسواق الأُورُوبية على مصراعيها، وأقامت معه شراكة استراتيجية
في كافة المجالات.
واليوم المستوطنون الصهاينة في
فلسطين المحتلّة من كافة الدول الغربية؛ لذلك تعتبر كُـلّ دولة من هذه الدول هذا
الكيان اللقيط جزءًا منها، وقاعدة من قواعدها العسكرية في المنطقة، ومشروعها الاستراتيجي
للسيطرة على الدول العربية ونهب ثرواتها وخيراتها؛ لذلك فالكيان الصهيوني بالنسبة
للدول الغربية مسألة لا نقاش فيها.
إذ لم تتخذ الدول الغربية يومًا قرارًا
ضد الكيان الصهيوني منذ أكثر من سبعين عامًا، ولن تتخذ يومًا لصالح الشعب
الفلسطيني قرارًا، وكل الاتّفاقيات التي جرت بين الأنظمة العربية العميلة والكيان
الصهيوني -برعاية غربية- كانت لصالح الكيان المجرم، بدءًا من "كامب
ديفيد"، ومُرورًا بوادي "عربة" و"أوسلو"، ووُصُـولًا إلى
الاتّفاقيات الإبراهيمية.
كما لم تستفد دولة عربية واحدة من
هذه الاتّفاقيات التي شرعنت وجود الكيان الصهيوني، ووسعت حضوره في المنطقة، وعززت
أمنه واستقراره خلال العقود الماضية، لذلك ليس صحيحًا ما تروّج له قنوات
"العربية" و"الجزيرة" و"الحدث" وأخواتها أن اعتراف
الدول الغربية بدولة فلسطينية إنجاز تاريخي للشعب الفلسطيني، ما كان له أن يتحقّق
لولا الدبلوماسية العربية بقيادة المملكة السعوديّة؛ بل هو طعنة أُخرى في ظهر
القضية الفلسطينية ستظهر آثارها خلال الأيّام القادمة.
ولو كانت الدبلوماسية العربية ناجحة
لما استمرت معاناة الشعب الفلسطيني إلى اليوم، هذه الدبلوماسية العربية ليست سوى
قالب لتغليف المؤامرات الغربية على شعوب الأُمَّــة، وخيانة صريحة لله ولرسوله
وللمؤمنين. هذه الأنظمة والقنوات العربية ليست أعلم من الله بأعدائنا، وخبثهم
ومكرهم بنا؛ فهو القائل: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَآئِكُمْ، وَكَفَىٰ بِاللَّهِ
وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾.
الذين تصفهم هذه الأنظمة العربية
بالأشقاء والأصدقاء، هم الذين قال الله عنهم: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ
وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، وهو القائل: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ مِنْ أهل ٱلْكِتَٰبِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم
مِّنْ خَيْرٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ﴾.
هذا هو المنظار الدقيق الذي يجب على
الأُمَّــة أن تنظر إلى الأمور من خلاله، لا سِـيَّـما إذَا كانت من قبل اليهود
والنصارى، وهذا ما أرشدنا إليه القرآن الكريم بقوله: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ
مِّنَ الْأَمْنِ أَو الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ
وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ
مِنْهُمْ﴾. هذه القواعد الإلهية العظيمة هي وحدها من تقي الأُمَّــة من أعدائها.
* أمين عام مجلس الشورى
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع أركان بدر و عصري فياض و علي حمية و نضال زهوي 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع د. وليد محمد علي، و العميد علي أبي رعد، و العقيد أكرم كمال سيروي، و د. نزيه منصور 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع العميد عمر معربوني و حسين مرتضى و محمد جرادات و حمزة البشتاوي و محمد عثمان و إيهاب شوقي 08-05-1447هـ 30-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة | مع عماد أبو الحسن و عبدالإله حجر 08-05-1447هـ 30-10-2025م
🔵 الحقيقة لاغير | المجرم نتنياهو يصف #اليمن بالخطر الكبير جدًا على "إسرائيل" .. ماهي الأسباب والأسرار ؟ | 11-05-1447هـ 02-11-2025م
الحقيقة لاغير | ما هي أسباب وأسرار العداء السعودي التاريخي لليمن وماذا عن وصية عبد العزيز لمنع استقرار اليمن واستقلاله؟ | 06-05-1447هـ 28-10-2025م
لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م