• العنوان:
    21 سبتمبر.. ثورة شعبيّة خالصة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    سواءٌ أاختلفت الآراء حولها أَم اتفقت، فَــإنَّ جوهرَها الأول كان صوتًا شعبيًّا صارخًا ضد الظلم والمعاناة وتعبيرًا عن الوجع الجمعي والرغبة في مستقبل أفضل، وما ميّزها التلاحم الشعبي الواسع الذي تجلّى فيها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:


في تاريخ الشعوب، تمرّ لحظات مفصلية تُجسّد إرادَة الجماهير، وتعبّر عن توقها للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

ومن بين هذه اللحظات في التاريخ اليمني المعاصر، تبرز ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، التي مثّلت -في نظر الكثيرين- انتفاضة شعبيّة خالصة، جاءت نتيجة تراكم طويل من المعاناة والتهميش والفساد وسوء الإدارة.

 

جذور الثورة: معاناة شعب كامل

لم تكن ثورة 21 سبتمبر حدثًا عابرًا أَو وليد لحظة غضب عابرة، بل كانت تتويجًا لسلسلة طويلة من الأزمات التي عانى منها الشعب اليمني بكافة مكوناته، دون استثناء قبيلة أَو منطقة أَو فئة اجتماعية.

فقد شهدت البلاد في السنوات التي سبقت الثورة تدهورًا حادًا في الوضع الاقتصادي، وتفشّي الفساد الإداري والمالي، وارتفاع معدلات البطالة، إلى جانب سياسات الإقصاء التي مارستها بعض القوى السياسية ضد مكونات أَسَاسية من النسيج الوطني.

ومع اتساع الهوة بين السلطة والشعب، ازدادت حالة السخط الشعبي، لا سِـيَّـما بعد ما اعتُبر فشلًا في إدارة المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة 2011، وغياب خطوات جادة لتحقيق التغيير المنشود.

 

مطالب الثورة: العيش والكرامة ومحاربة الفساد

جاءت ثورة 21 سبتمبر لتعبر عن تطلعات الشعب اليمني في إقامة دولة عادلة، لا تهمّش أحدًا ولا تكرّس سلطة الفرد أَو الحزب أَو القبيلة، بل تسعى لتحقيق سيادة القانون، والمساواة، وحقوق المواطنة المتساوية.

كانت من أبرز أهداف الثورة:

§        رفض الجرعة (رفع الدعم عن المشتقات النفطية) التي أرهقت كاهل المواطن.

§        مكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه.

§        المطالبة بالشراكة الوطنية في الحكم.

§        إصلاح مؤسّسات الدولة، لا سِـيَّـما الأمنية والعسكرية.

§        إنهاء الوصاية الخارجية على القرار اليمني.

§        التلاحم الشعبي ووحدة المكونات اليمنية

ما ميّز هذه الثورة -في بداياتها- هو التلاحم الشعبي الواسع الذي تجلّى فيها.

فقد شارك فيها المواطنون من مختلف المحافظات والمكونات الاجتماعية والسياسية، في مشهد عكس توق اليمنيين جميعًا للخلاص من واقعهم المأزوم.

لم تكن ثورة قبيلة بعينها، ولا جماعة دون أُخرى، بل كانت -كما رآها أنصارها- تعبيرًا عن الوجع الجمعي والرغبة في مستقبل أفضل.

 

الجدل حول المسار والنتائج

رغم الشعبيّة الكبيرة التي حظيت بها في بداياتها، إلا أن ثورة 21 سبتمبر أثارت الكثير من الجدل لاحقًا؛ بسَببِ التطورات السياسية والعسكرية التي تلتها، ودخول اليمن في أتون الحرب والصراعات الداخلية والخارجية.

وقد أَدَّى ذلك إلى تباين في تقييم هذه الثورة، بين من يراها لحظة إنقاذ وطني، ومن يعتبرها نقطة انطلاق لأزمة جديدة.

تبقى ثورة 21 سبتمبر علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث.

سواء اختلفت الآراء حولها أَو اتفقت، فَــإنَّ جوهرَها الأول كان صوتًا شعبيًّا صارخًا ضد الظلم والمعاناة.

لقد أطلقت هذه الثورة آمالًا كبيرة في التغيير، وما زال تحقيق تلك الآمال مرهونًا بإرادَة وطنية صادقة تتجاوز الحسابات الضيّقة نحو بناء دولة يتساوى فيها جميع اليمنيين، ويعلو فيها صوت الشعب على كُـلّ صوت.