• العنوان:
    "تحالف البحر الأحمر".. حماية للملاحة أم اصطفاف مع الصهاينة؟!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    من مخرجات قمة قطر الأخيرة عاد ولي العهد السعوديّ بدراسة تشكيل تحالف جديد مع بريطانيا تحت شعار "حماية الملاحة في البحر الأحمر". لكن خلف العنوان البراق تكمُنُ الحقيقة العارية: محاولة مباشرة لفك الحصار الذي يفرضه اليمن على الكيان الصهيوني.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

اليمن لم يتعامل مع البحر الأحمر كجغرافيا مُجَـرّدة، بل جعله ساحة موقف أخلاقي وإنساني، حين أعلن بوضوح أن منع الملاحة الصهيونية مرتبط بشرط واحد: إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.

هذه المعادلة قلبت حسابات القوى الكبرى والإقليمية، وأثبتت أن القرار اليمني لا يُشترى ولا يُكسر بالضغوط، وأن كُـلّ تحالفات المال والسلاح تبقى عاجزة أمام موقف مبدئي صلب يستند إلى دماء الأطفال والنساء في غزة.

المثير للسخرية أن بعض العواصم العربية تلهثُ نحو لندن لتعيدها لاعبًا أَسَاسيًّا في البحر الأحمر، بينما هي نفسها تعجزُ عن إصدار قرار عربي ملزم لإيقاف العدوان أَو حتى لدعم الشعب الفلسطيني.

فهل حماية الملاحة أقدس من حماية الإنسان؟ وهل فك الحصار عن (إسرائيل) أولى من فك الحصار عن غزة؟

الحقيقة أن المعادلة تغيّرت جذريًّا.

لم يعد البحر الأحمر ممرًا آمنًا للكيان الصهيوني كما كان في السابق، ولم يعد بمقدور التحالفات الغربية فرض إرادتها دون ثمن.

فاليمن اليوم لاعب رئيسي في معادلة البحر الأحمر، وقرارُه لا يمكن تجاوُزُه، وأيَّةُ محاولةٍ لفرض تحالف موجه ضده لن تكون سوى دعوة صريحة لمواجهة مفتوحة.

اليمن أثبت أنه الطرفُ العربي الوحيد الذي يربطُ أمنَ الملاحة بكرامة فلسطين، بينما انشغلت بقية القمم والبيانات بعبارات جوفاء لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

وهنا يظهر جوهر الصراع: بين موقف يبيع نفسه للصهاينة تحت عناوين "الأمن"، وبين موقف يجعل فلسطين البوصلة والمعيار.