• العنوان:
    ٢١ سبتمبر.. الحدث المفصليّ الذي غيّر مجرى التاريخ اليمني.. أكّـدت دعمها للقضية الفلسطينية، ورفضَها للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة؛ ما جعلها مصدر إلهام للشعوب الساعية للتحرّر من الهيمنة.
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في الحادي والعشرينَ من سبتمبر عام ٢٠١٤، شهد اليمن حدثًا مفصليًّا غيّر مجرى تاريخه السياسي والاجتماعي، حَيثُ انطلقت ثورة شعبيّة واسعة عُرِفت بثورة ٢١ سبتمبر، رافعة شعار التحرّر من الوصاية الخارجية واستعادة القرار الوطني. لم تكن هذه الثورة مُجَـرّد انتفاضة سياسية، بل كانت تعبيرًا عن إرادَة شعبيّة عميقة تطمح إلى بناء يمن مستقل، عادل، وحر.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في الحادي والعشرينَ من سبتمبر عام ٢٠١٤، شهد اليمن حدثًا مفصليًّا غيّر مجرى تاريخه السياسي والاجتماعي، حَيثُ انطلقت ثورة شعبيّة واسعة عُرِفت بثورة ٢١ سبتمبر، رافعة شعار التحرّر من الوصاية الخارجية واستعادة القرار الوطني. لم تكن هذه الثورة مُجَـرّد انتفاضة سياسية، بل كانت تعبيرًا عن إرادَة شعبيّة عميقة تطمح إلى بناء يمن مستقل، عادل، وحر.

كسر الوصاية واستعادة السيادة

أبرز ما ميّز ثورة ٢١ سبتمبر هو رفضها للوصاية الأجنبية التي ظلّت لعقود تتحكم في القرار اليمني عبر أدوات سياسية واقتصادية وأمنية.

لقد جاءت الثورة كرد فعل على واقع الهيمنة الخارجية، ونجحت في إسقاط مشاريع التبعية التي كانت تهدّد وَحدة اليمن واستقلاله.

بناء الدولة على أُسُس جديدة

سعت الثورة إلى إعادة بناء الدولة اليمنية على أُسس من العدالة الاجتماعية، والمواطنة المتساوية، والشراكة الوطنية. وقد تجلّى ذلك في توقيع وثيقة السلم والشراكة التي دعت إلى تصحيح المسار السياسي، وإشراك مختلف المكونات الوطنية في إدارة شؤون البلاد.

الصمود في وجه العدوان

منذ انطلاق العدوان السعوديّ الأمريكي في مارس ٢٠١٥، دخلت الثورة مرحلة جديدة من التحديات. ورغم الحصار والتدمير، أثبتت قدرتها على الصمود، وحوّلت التهديدات إلى فرص لبناء منظومات دفاعية متطورة، حتى امتلك اليمن أسلحة ردع استراتيجية جعلته رقمًا صعبًا في المعادلات الإقليمية.

النهضة الاقتصادية والزراعية

أثمرت الثورة عن توجّـهات جديدة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، خَاصَّة في القطاع الزراعي. محافظة الجوف، على سبيل المثال، شهدت نهضة غير مسبوقة في إنتاج الحبوب، بعد عقود من الإهمال والتبعية الاقتصادية، ما يعكس توجّـها حقيقيًّا نحو الاستقلال الاقتصادي.

قيم التسامح والشراكة

على خلاف كثير من الثورات، لم تتخذ ثورة ٢١ سبتمبر مسار الانتقام أَو الإقصاء، بل مدّت يد السلام للجميع، ودعت إلى الشراكة في بناء الوطن، مؤكّـدة أن مشروعها تحرّري جامع لا يستثني أحدًا.

البُعد القومي والإنساني

لم تقتصر الثورة على الداخل اليمني، بل حملت أبعادًا قومية، حَيثُ أكّـدت دعمها للقضية الفلسطينية، ورفضها للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة؛ ما جعلها مصدر إلهام للشعوب الساعية للتحرّر من الهيمنة.

ثورة ٢١ سبتمبر ليست مُجَـرّد ذكرى، بل هي مسار مُستمرّ نحو الحرية والاستقلال.

لقد أعادت الاعتبار للشعب اليمني، وفتحت أمامه آفاقًا واسعة لبناء وطن قوي، مستقل، وعادل. وبين التحديات والإنجازات، تظل هذه الثورة علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، ومشروعًا تحرّريًّا يستحق أن يُحتفى به ويُصان.