• العنوان:
    باكستان على خطَى سوريا الأسد.. والسعوديّة الطُّعم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الاتّفاقيّة النوويّة والتقارب السعوديّ مع باكستان ليسَ له سوى هدفٍ واحدٍ: هو جمعُ أكبر قدرٍ من المعلوماتِ والبياناتِ عن البرنامجِ النوويِّ الباكستانيِّ، وتقديمُها للإدارة الأمريكيّةِ والكيانِ الصهيونيِّ لتدميرِه في اللحظةِ المناسبةِ، كما فعلَه مع نظام بشّار الأسد ما أدى إلى سقوطِه.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

      

لا شكَّ أنَّ الاتّفاقيّةَ النوويّةَ التي وقعها النظامُ السعوديّ مع باكستان مقدّمةٌ أمريكيّةٌ صهيونيّةٌ لتجريدِ هذه الدولةِ الإسلاميّةِ من برنامجِها النوويِّ وتفكيكِه؛ تمهيدًا لتغييرِ الشرقِ الأوسط وإقامة (إسرائيل الكبرى)، للأسباب الآتيةِ:

أوّلًا– أنَّ هذه الاتّفاقيّةَ جاءت بعدَ الموقفِ الباكستانيِّ الشجاعِ والقويِّ من العدوانِ الصهيوأمريكيِّ على الجمهوريّةِ الإسلاميّةِ الإيرانيّةِ، والذي هدّدت فيهِ باكستانُ باستخدام النوويِّ إذَا تعرّضت إيران لضربةٍ نوويّةٍ أمريكيّةٍ أَو صهيونيّةٍ، وتصويتِ البرلمانِ الباكستانيِّ بالإجماعِ على الوقوفِ إلى جانبِ الجمهوريّةِ الإسلاميّةِ في مواجهةِ الاعتداءاتِ الأمريكيّةِ والصهيونيّةِ.

ثانيًا – أنَّ هذه الاتّفاقيّةَ جاءت  بعدَ الهزيمةِ التي ألحقتها باكستانُ بالهندِ التي اعتدت عليها بدعمٍ أمريكيٍّ صهيونيٍّ سعوديّ واضحٍ، والقدراتِ العسكريّةِ التي أظهرتها باكستانُ في ردِّها على الهندِ والتي فاجأت الجميعَ.

ثالثًا– أنَّ النظامَ السعوديّ لا يمكنُ أن يقدمَ على هذه الاتّفاقيّةِ دونَ موافقةٍ أمريكيّةٍ صهيونيّةٍ غربيّةٍ صريحةٍ.

رابعًا– أنَّ النظامَ السعوديّ لا يشعرُ بالخطرِ من النوويِّ الصهيونيِّ، وكلُّ ما يفعلُه النظامُ السعوديّ في المنطقةِ هو لخدمةِ الكيانِ الصهيونيِّ، سواءٌ في سوريا أَو لبنانَ أَو اليمنِ أَو غيرِها.

خامسًا– أنَّ النظامَ السعوديّ حاقدٌ على باكستان، ويسعى للانتقام منها، لعدمِ مشاركتِها في العدوانِ السعوديّ على اليمنِ، ووقوفِها صراحةً إلى جانبِ إيران التي تراها السعوديّةُ دولةً معاديةً لها، ولذلكَ أعلن النظامُ السعوديّ وقوفَه صراحةً إلى جانبِ الهندِ في عدوانِها على باكستان، وأفتى مشايخُ السعوديّةِ بجوازِ ذلكَ.

سادسًا – أنَّ النظامَ السعوديّ لا يحتاجُ إلى حمايةِ النوويِّ الباكستانيِّ، لأنَّه عمليًّا تحتَ الحمايةِ النوويّةِ الأمريكيّةِ الصهيونيّةِ الغربيّةِ منذُ تأسيسِه في الجزيرةِ العربيّةِ.

سابعًا – أنَّه لا يوجدُ خطرٌ وجوديٌّ على النظامِ السعوديّ من أيّة دولةٍ عربيّةٍ أَو إسلاميّةٍ، بل إنَّ كافةَ الدولِ العربيّةِ والإسلاميّةِ تشعرُ بالأذى والخطرِ من السعوديّةِ، وتتمنّى السلامَ الدائمَ الحقيقيَّ معها.

لذلكَ فإنَّ هذه الاتّفاقيّةَ النوويّةَ والتقاربَ السعوديّ مع باكستان ليسَ له سوى هدفٍ واحدٍ: هو جمعُ أكبر قدرٍ من المعلوماتِ والبياناتِ عن البرنامجِ النوويِّ الباكستانيِّ، وتقديمُها للإدارة الأمريكيّةِ والكيانِ الصهيونيِّ لتدميرِه في اللحظةِ المناسبةِ. وهناكَ سوابقُ كثيرةٌ للنظامِ السعوديّ، فحينما يعجزُ عن القضاءِ على خصمِه يدخلُ له من هذه الناحيةِ؛ وهذا ما فعلَه مع نظام بشّار الأسد قبلَ سقوطِه، وما فعلَه مع الجمهوريّةِ الإسلاميّةِ الإيرانيّةِ قبلَ العدوانِ الصهيوأمريكيِّ عليها. تحتَ هذه الاتّفاقيّاتِ تشتغلُ الأدوات السعوديّةُ بأريحيّةٍ تامّةٍ في أيّة دولةٍ توقّعُ هذه الاتّفاقيّاتِ مع السعوديّةِ.

لذلكَ ندعو القيادةَ والبرلمانَ والشعبَ في باكستان إلى أخذ الحيطةِ والحذرِ من هذه الاتّفاقيّةِ مع السعوديّةِ، ووضعِها تحتَ المجهرِ لحظةً بلحظةٍ، ومراجعةِ علاقةِ النظامِ السعوديّ بالإدارة الأمريكيّةِ والصهيونيّةِ، ودورِه في تدميرِ دولٍ وشعوبٍ المنطقةِ الرافضةِ للهيمنةِ الأمريكيّةِ والصهيونيّةِ على الشعوبِ العربيّةِ والإسلاميّةِ.

* أمين عامّ مجلس الشورى