• العنوان:
    الشهيدُ الدكتور رضوان الرباعي.. جبهةٌ زراعيةٌ في مواجهةِ العدوان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إنَّ حديثَ الخيانةِ والارتزاقِ، الذي بلغ مبلغًا عظيمًا في صفوفِ بعضِ المنحرفين عن نهجِ الأمة، يستدعي بيانًا يُكشفُ به الغطاءُ عن أولئك الذين تجردوا من قيمِ الإسلامِ والإنسانية، فراحوا يصفقون عبر قناة "العربية" وأمثالِها من منصاتِ التضليل، مظهرين فرحتَهم الخسيسةَ باستهدافِ بيوتِ الآمنين في اليمن.. فأيُّ قلبٍ هذا الذي يطاوعُ صاحبَه على الفرحِ بعدوانٍ صهيونيٍّ غاشم؟ وأيُّ ضميرٍ هذا الذي يباركُ ضرباتِ العدوِّ ضد إخوانه في الدين والوطن؟ لقد نَسُوا حرمةَ الأخوةِ وذاقوا طَعمَ الخزي، فسقطوا من أعينِ الناس، وصاروا أذنابًا يُحركها أعداءُ الأمة.

ألا فلتعلمِ الأمةُ، والدولُ المطبِّعةُ علنًا أو سرًّا مع كيان العدو الإسرائيلي، أنَّ لعنةَ الله على كلِّ من خانَ دينَه ووطنَه، وباع نفسَه للشيطانِ الرجيم، فخسر الدنيا والآخرة، ومن ارتضى حياةَ الذلِّ والارتهانِ فلن يجنيَ سوى المذلةِ، وسيكونُ مصيرُه الهوانَ على أيدي من استخدمه ثم نبذه، والأيامُ كفيلةٌ بكشفِ الحقائق، وسيعلمُ الجميعُ حقيقةَ هؤلاء الخونةِ والمرتزقة.

وفي خضمِّ هذه المعركةِ المصيرية، تتعاظمُ ثقتُنا بربِّنا، ونزدادُ يقينًا بثباتِ أحرارِ الأمةِ وجهادِهم المتواصلِ تحت قيادةِ المجاهدِ السيدِ عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه-، الذي يقودُ المسيرةَ بثباتٍ لا يتزعزع، ويكشفُ زيفَ العالمِ وكذبَه، ويواجهُ أمريكا والكيان الغاصب بإيمانٍ وعزمٍ قرآنيٍّ حتى تتحررَ اليمنُ وفلسطينُ، رغم أنوفِ العملاءِ والخائنين.

ومن هذا المنطلقِ الإيمانيِّ الثابت، تتجسدُ روحيةُ الجهادِ المتعددِ الجبهات كما برزت في مدرسةِ الشهيدِ القائدِ حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، والتي تربّى عليها رجالٌ آمنوا بالربطِ بين الجهادِ بالسلاحِ والجهادِ بالبناء. ذلك المشروعُ الذي وضع لبناتِه الأولى الشهيدُ الرئيسُ صالح الصماد -رحمه الله-، عندما أطلق شعارَ: (يدٌ تحمي ويدٌ تبني)، وكان من أولئك الأبرارِ الشهيدُ البطلُ الدكتورُ رضوان علي الرباعي، وزيرُ الزراعةِ والثروةِ السمكيةِ والمواردِ المائية، الذي شكّل امتدادًا لتضحياتِ الشهداءِ العظام من أمثال الرئيسِ الشهيدِ الصماد وغيرِه من الأبطال الذين قدّموا أرواحَهم في سبيلِ الله والوطن.

لقد أدركَ الشهيدُ الدكتورُ رضوان علي الرباعي، في ظلِّ موجهاتِ القائدِ الحكيمةِ السيدِ عبد الملك الحوثي -أيّده الله- أنَّ الجبهةَ الزراعيةَ والسمكيةَ والمائيةَ جبهةُ مقاومةٍ لا تقلُّ قدسيةً عن ساحاتِ القتال، فكان يعملُ بإخلاصٍ وجدٍّ، حاملاً على عاتقِه مسؤوليةَ تحقيقِ الأمنِ الغذائيِّ والمائيِّ، ساعيًا لتحقيقِ الاكتفاءِ الذاتيِّ، ليكونَ عملُه درعًا يحمي اليمنَ من حربِ الجوع، وسلاحًا يكسرُ الحصارَ من الداخل، كان يرى في كلِّ إنجازٍ زراعيٍّ أو مائيٍّ أو سمكيٍّ نصرًا للشعبِ وضربةً في وجهِ أعداءِ الأمة.

وهكذا، جسّدَ الشهيدُ الرباعي -بروحِه المجاهدة- ثقافةَ الرجالِ المخلصين المستمدّة من القرآنِ الكريم وملازمِ الشهيدِ القائد، والتي تدمجُ بين الجهادِ بالعلمِ والجهادِ بالسلاح، مؤمنًا بأنَّ الشهادةَ في سبيلِ خدمةِ الشعبِ والأمةِ شهادةٌ عظيمةٌ تبلغُ ذروةَ المجد.

فسلامٌ عليه يومَ استُشهِد، ويومَ يُبعثُ حيًّا، مع الذين أنعمَ الله عليهم من النبيينَ والشهداءِ والصالحين.