• العنوان:
    فعلُ اليمن أجدى من القمم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كأنَّ قادةَ العرب والمسلمين اجتمعوا ليقولوا: "لا شأنَ لنا بأنفسنا" لتمتدَّ استباحةُ العربان في الخلجان إلى غير قُطْر.. استفتحها الطامع في قَطَر .. وحاشا اليمن فالبحرُ البشري يتماوجُ جُمُعةً جُمُعةً ملايينَ بكل الساحات وإلى عُمق العدو فرط صوتيات ومسيّرات صارخين: نحن مع الشعب الفلسطيني بفعل يتوقّد كما دماؤنا تشهد!
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

             

من فيض الله سبحانَه وتعالى، ومن رحم الرؤيةِ القرآنية التي يحملُ لواءَها العَلَمُ المُقدَّس السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يقفُ اليمن شامخًا، بمواقفَ عملية متجسدةٍ في الواقع أجدى من قمة العار التي عُقدت في الدوحة، ورُفعت الجلسة بنتائجَ مخيبةٍ للآمال وبفشل مخزٍ لوجوه مطاطية لا تعرف الحياء ولو تقنُّعًا في خضم المأساة التي يعاني منها الشعبُ الفلسطيني وبدأت تمتد استباحةُ العربان في الخلجان إلى غير قُطْر آخره قَطَر.

قمة عربية وإسلامية -طويلة عريضة في شكلها ونفقاتها- لا تعدو كونها خُطَبًا رنانة لم تُغيّر من واقع الأُمَّــة شيئًا.

إن القمة أشبهُ بمسرحٍ ضخم تزدحم فيه المقاعد وتغيب فيه الأفعال، كلماتٌ منمّقة ورنانة على المِنصات، وصورٌ جماعية باردة، فيما قضايا الأُمَّــة تُباع في المزاد، وأوطانهم تُغتال بين التصفيق والمهزلة. فهذه قمة العار والجبن والخنوع، وقمة الخبل والخجل، وقمة الخنوع والذل.

وإن من خلاصة القمة: لا موقفَ، لا قرارَ، ومن يطرق الخطر بابه فليُدبر أمره وحده..

فأي عار هذا؟

كأنَّ قادةَ العرب والمسلمين اجتمعوا ليقولوا: "لا شأنَ لنا بأنفسنا"..

بعد كُـلّ الضجيج: لا قرار، لا حماية، لا تضامن.. مُجَـرّد قاعة اجتمع فيها العجز ليتحدث عن نفسه.

لو بقيت فيهم ذرة مروءة، لما خرجوا بهذه الخلاصة المخزية.

فاليمن يقول لكم: ارحلوا، أم تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلًا؟

أي إعجازٍ لديكم؟ وهل من الصعب على أي امرئٍ أن يلبس العارَ! وأن يصبح للغرب عميلًا؟

أيُّ إنجاز لكم؟ هل من الصعب على القردِ إذا ما ملك المدفعَ! أن يقتل فيلًا؟

ما افتخارُ اللصِّ بالسلبِ؟ وما ميزةُ من يلبد بالدربِ ليغتال القتيلَا؟

فقد قال الله سبحانه وتعالى:

{وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إسرائيل فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [سورة الإسراء: 4].

فيا عرب:

احملوا أرديةَ الذلِّ وولّوا، لتَروا كيف نُحيل ذلَّكم بالإصرار عزًّا! ونُذِلُّ المستحيلا!

وإن بين الشرعي و"اللا شرعي"، وبين المصالح والخضوع، وبين عربٍ بدون إسلام، ومسلمين بدون عروبة.

تمخّضت القمةُ فولدت "إسفافًا وإدانة"!

القمة العربية الإسلامية الحقيقية ليست في القاعات الفخمة ولا خلف الكاميرات، بل في ميادين اليمن، حَيثُ يثبت الشعب اليمني أنه أجدى من كُـلّ خطاباتكم!

وإن البحرَ البشري يجتمعُ جُمُعةً جُمُعةً أمام مسجد الصمود في جامع الشعب -مليونًا من الأحرار تجمعوا في ميدان واحد- وفي كل ساحات اليمن لتكونَ رسالتُهم للعالم: نحن مع الشعب الفلسطيني بالفعل قبل القول، ودماؤنا تشهد!