• العنوان:
    ومن عاش خبَّر..
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    سيدركون غدًا أن «أنصار الله» و«حزب الله» وكل حركات المقاومة والدعم والإسناد هذه التي أبوا إلا أن يصنِّفوها اليوم كـ«مليشيات»، ويدرجوها في قوائم الإرهاب، لم تكن أدَاة بيد أحد كما يروجون، وإنما كانت سيفًا صارمًا بأيديهم
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

سيدركونَ غدًا أن «غزة» هذه التي تخلوا عنها وتفرّجوا على ذبحها وسلخها اليوم، لم تكن تدافع عن نفسها فحسب، وإنما كانت تدافع عن أوطانهم أَيْـضًا...

وأن «إسرائيل» هذه التي يجاملونها اليوم، ويغضون الطرف عن غطرستها وطغيانها وإجرامها، ويبرّرون جرائمها، لن تحفظ لهم صنيعهم هذا.

سيدركون غدًا أن «حماس» هذه التي ما برحوا يتآمرون عليها اليوم، ويجرمون ثباتها وصمودها وصبرها وتضحياتها، ويموِّلون حربها، ويطالبون باجتثاثها ونزع سلاحها، لم تكن تدافع عن بقاءها وبقاء سلطتها بقدر ما كانت تقاتل وتدافع عن بقاءهم وبقاء أنظمتهم واستقرار أوطانهم.

وأن «أمريكا» هذه التي يوالونها ويخطبون ودها اليوم، ويبالغون في إكرامها وإغداق الأموال الطائلة عليها، ويغلبون مصلحتها على مصالح الأُمَّــة، وينفذون سياساتها وأجنداتها كما تُملَى عليهم، ودون أن يعصوا لها أمرًا، ستكون أول من يتنكر لهم وينقلب عليهم.

سيدركون غدًا أن «أنصار الله» و«حزب الله» وكل حركات المقاومة والدعم والإسناد هذه التي أبوا إلا أن يصنِّفوها اليوم كـ«مليشيات»، ويدرجوها في قوائم الإرهاب، لم تكن أدَاة بيد أحد كما يروجون، وإنما كانت سيفًا صارمًا بأيديهم، لولا أنهم تآمروا عليه، وألقوه في غيابة الجب، على أن يستلوه في وجه مؤامرات ومخطّطات الأعداء.

سيدركون كُـلّ ذلك، ولكن بعد فوات الأوان.

وبعد أن يجد كُـلّ نظام عربي نفسه قد أصبح وحيدًا في مواجهة مفتوحة ومباشرة مع طموحات «إسرائيل» التوسعية، والتي لن تتوقف عند حدود مصر أَو الأردن أَو لبنان أَو سوريا أَو العراق أَو السعوديّة أَو قطر...

عندها سيبكون طويلًا كالنساء على ضياع ملك لم يحافظوا عليه يومًا كالرجال، أَو كما فعل أسلافهم وأقرانهم من قبل في بلاد الوندال.

ومن عاش خبَّر، أَو كما يقول اليمنيون..