- 
                        العنوان:من شرم الشيخ إلى الدوحة: مفارقات القرار العربي الرسمي
 - 
                        المدة:00:00:00
 - 
                        الوصف:يقف اليوم وحيدًا في مواجهة الكيان الإسرائيلي معلنًا الحرب عليها من البحر الأحمر دفاعًا عن فلسطين وعن الأُمَّــة العربية والإسلامية كلها. هذه الحقيقة وحدها تكفي لتعرية كُـلّ الخطاب العربي الرسمي
 - 
                        التصنيفات:مقالات
 - 
                        كلمات مفتاحية:
 
من المفارقات التي لا يمكن تجاهلها
في مسار النظام العربي الرسمي أن القمة العربية الوحيدة التي اتخذ فيها الحكام
العرب قرارًا عسكريًّا مباشرًا كانت قمة شرم الشيخ عام 2015، لكن ذلك القرار لم
يكن موجّهًا ضد (إسرائيل)، العدوّ الذي يحتل الأرض ويمارس أبشع الجرائم بحق
الفلسطينيين والعرب، بل كان موجّهًا نحو بلد عربي هو اليمن. في تلك اللحظة جرى
تشكيل ما سُمّي بقوة عربية مشتركة لم تُستدعَ لتحرير القدس ولا للدفاع عن غزة ولا
حتى لحماية أي بلد عربي من عدوان خارجي؛ بل تم توجيهها لإطلاق "عاصفة
الحزم" على الشعب اليمني خدمةً لمصالح واشنطن وتل أبيب، ولإرضاء من أرادوا
تحويل البوصلة بعيدًا عن فلسطين وقضيتها المركزية. هذا القرار التاريخي كشف منذ
البداية طبيعة الارتباط والتحالف، وأثبت أن الهدف لم يكن بناء قوة عربية تحفظ
الأُمَّــة، وإنما تكوين أدَاة تُستعمل لإجهاض أي تحَرّك مستقل يمكن أن يشكل
تهديدًا للهيمنة الغربية والإسرائيلية. 
اليمن، الذي تحمل ذلك العدوان غير
المسبوق وتحمّل التبعات الاقتصادية والإنسانية لسنوات، هو نفسه الذي يقف اليوم
وحيدًا في مواجهة الكيان الإسرائيلي معلنًا الحرب عليها من البحر الأحمر دفاعًا عن
فلسطين وعن الأُمَّــة العربية والإسلامية كلها. هذه الحقيقة وحدها تكفي لتعرية
كُـلّ الخطاب العربي الرسمي الذي ظل لعقود يرفع شعارات المقاومة بينما يقيم
أوثق العلاقات مع الاحتلال. فإذا كان القرار العربي الوحيد المتفق عليه هو شن حرب
على بلد عربي، واليمن هو من يقاتل (إسرائيل)، فأية مفارقة أكبر من هذه؟ وأية فضيحة
أوضح من أن دماء العرب وأموالهم جُيّشت في غير معركتهم الحقيقية، بينما تُرك العدوّ
الحقيقي يعيث فسادًا في الأرض دون رادع؟
في المقابل، جاءت قمة 2025 المنعقدة
في الدوحة بعد العدوان الإسرائيلي على قطر لتكشف واقعًا أكثر بؤسًا. اجتمع الحكام
العرب بينما كان الشارع ينتظر موقفًا يعيد بعضًا من الاعتبار للقرار العربي ويُشعر
العدوّ أن الأُمَّــة ليست لقمة سائغة. غير أن ما صدر لم يتجاوز بضع كلمات تقليدية
من الشجب والتنديد، وهي الصيغة التي اعتادها الناس حتى باتت بلا أثر عملي. تلك
المخرجات لا تُربك (إسرائيل) ولا تغير في موازين القوة، بل تمنحها شعورًا إضافيًّا
بالحصانة؛ لأَنَّ العدوّ بات يعلم أن القمم العربية لن تخرج عن هذا السقف ولن
تتجاوز حدود الخطاب. 
وبينما يغرق القادة في بيانات فارغة،
يثبت الفعل اليمني أنه الاستثناء الذي يحرج القول. فحين يتحَرّك عمليًّا لإغلاق
الممرات البحرية أمام السفن الإسرائيلية، وحين يطلق رسائل عسكرية تصل إلى عمق العدوّ،
فَـإنَّه يضع الفعل في مواجهة القول ويُظهر أن الشعوب لا تنتصر بالشجب وإنما
بالمقاومة العملية. هذه المواقف تُعيد الاعتبار لمعنى العروبة الحقيقي وتفضح جهود
التجميل الإعلامي التي سعت لتقديم العدوان على اليمن عام 2015 كأنه دفاع عن الأمن
القومي العربي، فيما بدا في الحقيقة خيانة للأمن القومي وتسليمًا بالعدوّ. 
المفارقة بين شرم الشيخ والدوحة
تلخّص مأساة الواقع العربي: في الأولى أعلن قرار الحرب على بلد عربي خدمةً لمصلحة
غير عربية، وفي الثانية لم تُعلن سوى كلمات باهتة في مواجهة عدوان طال أحد الأقطار
العربية. من هنا يتضح أن مشروع المواجهة الحقيقي، أمس واليوم لا يملكه سوى قلة من
الأحرار الذين يقفون في الصف الأمامي، بينما اختار معظم الحكام الاحتماء خلف العجز
والتبعية. واليمن اليوم، وهو يقاتل دفاعًا عن القدس وغزة، يقدم للعرب درسًا
صريحًا: أن النصر لا يتحقّق بالخطابات الجوفاء، بل بإرادَة شعبيّة وفعل ميداني
يواجه العدوّ أينما كان. ومن يريد أن يرفع رأس الأُمَّــة فعليه أن يعتمد على إرادَة
الشعوب لا على بيانات الشجب التي لا تُغير شيئًا على الأرض. 
إن قوة الأُمَّــة وكرامتها لا
تُستعاد بالكلام الفارغ ولا بالبيانات الرخوة، بل بالاستعداد والوقوف مع المظلوم
وحماية المستضعفين. قال تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة» (الأنفال:
60). هذه الآية تدعونا إلى التحضير والقدرة كوسيلة لردع العدوان والدفاع عن الحق، وتؤكّـد
أن القوة والجاهزية هما الضمان الحقيقي لحماية الأُمَّــة وكرامتها. والجهاد في
النصوص الشرعية الذي يذكر في القرآن مرتبط بمقاصد الدفاع عن المستضعفين وردّ الظلم،
ولا ينبغي أن يُستخدم مبرّرا للكراهية تجاه مجموعات دينية أَو إثنية. نختم بالدعاء
أن يُلهم الله الأُمَّــة رشدها ويجمع قواها على نصرة المظلوم، وأن يرزق أهل فلسطين
واليمن والصمود الأجر والثبات. 
اللهم نصرًا عاجلًا للمستضعفين، وثبت
قلوب المؤمنين، واجعل كلمتهم كلمة واحدة، واحفظ الأُمَّــة من الفرقة والفتن. 
            تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع أركان بدر و عصري فياض و علي حمية و نضال زهوي 09-05-1447هـ 31-10-2025م
            تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع د. وليد محمد علي، و العميد علي أبي رعد، و العقيد أكرم كمال سيروي، و د. نزيه منصور 09-05-1447هـ 31-10-2025م
            تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع العميد عمر معربوني و حسين مرتضى و محمد جرادات و حمزة البشتاوي و محمد عثمان و إيهاب شوقي 08-05-1447هـ 30-10-2025م
            تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة | مع عماد أبو الحسن و عبدالإله حجر 08-05-1447هـ 30-10-2025م
            لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
            لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م