• العنوان:
    من قمّة النعاج إلى قمّة الانحطاط
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    نعت (حَمَد) أميرُ قطر المخلوع زعماءَ العرب بالحرف الواحد، وبالفم الملآن بأنهم: (نعاج)، فانبرى له في حينه شهيدُ الأُمَّــة الإسلامية والإنسانية، السيد حسن نصر الله قائلًا: كُـلّ واحد يتحدث عن حاله.. إن أردتم أن تكونوا نعاجًا فهذا يخصُّكم أنتم، أما في لبنانَ فهناك ليوث تواجه العدوَّ الإسرائيلي في الميدان.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فقضى شهيدُ الأُمَّــة الإسلامية حياتَه مجاهدًا في سبيل الله، ينكّل بالعدوّ الإسرائيلي، ويذيقُه الويلات كؤوسًا زُؤامًا؛ حتى اصطفاه الله تعالى شهيدًا في طريق القدس شريفًا عزيزًا عظيمًا.

أما نعاج العرب؛ فظلت نعاجًا يُذبَحُ فريقٌ منها، ويُحلب فريقٌ منها، وليست الخمسة تريليونات ببعيد عن المشهد.

وهناك نعجتان هما الأكثر سُخرةً للعدوّ الإسرائيلي والأمريكي، أما إحداهما؛ فتعمل بجِدٍّ واجتهادٍ حمالةً في البحر، تنقل السلاحَ للعدو الإسرائيلي؛ ليقتل به إخوتنا في فلسطين، وفي اللحظة عينها تدعو -وهي منتفخة الأرداف- إلى منح العدوّ الإسرائيلي دولةً في أرض فلسطين، وكأن أرض فلسطين مِلكُ أُمِّها المُنعَّجة، فهي لا تعلمُ أن ذرةَ تراب من أرض فلسطين أعزُّ وأغلى وأعظم وأشرفُ من تلك النعاج أكتع؛ فهلَّا أعطت من أرضها لذلك العدوّ؛ ما دامت حريصةً على مخالطته!

أما الأُخرى؛ فتنقل السلاح مباشرةً إلى مطار اللُّد، مُعِينةً للعدو الإسرائيلي؛ كي يستمر في قتل أبنائنا في فلسطين، بل وتُقرُّ قانونيًّا أن المجاهد الفلسطيني في أرضها إرهابي، والعدوّ الإسرائيلي أخٌ لها، وذلك مصداقًا لقول الله تعالى:

{أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [سورة الحشر: 11].

وها هو اليوم (تميم) يتنعَّج، كما تنعَّج أبوه، فبعد أن جعل نفسَه طرفًا محايدًا غير نزيه في الصراع الإسلامي ضد العدوّ الإسرائيلي، كافأه العدوُّ بانتهاك حُرمة بلده، فقصف عُقرَ دار الدوحة، وترى قناتُه (الجزيرة) تنقل الخبر، وكأنها في زيمبابوي، لا يعنيها إلا السبقُ الإعلامي في نقل الخبر، كما هو حالُ مالكتها النعجة الحلوب التي كافأت الكافر المجرم (ترامب) بهدية، لو قُدِّمت للشعب الفلسطيني؛ لانقلبت موازينُ المعركة رأسًا على عقب!!

ولم نرَ أوداجَ النعجةِ حتى تنتفخ، ولو بعضَ الشيء؛ جراء ذلك الاعتداء، كما انتفخت عندما قصفت إيران قواعدَ عسكرية أمريكية في قطر، ولم تقتُلْ قَطَريًّا واحدًا، كما قتل العدوّ الإسرائيلي.

لقد دعت النعجةُ النعاجَ مستنفرةً لها، وعقدت قمةً أقلَّ ما يُعبَّرُ عنها أنها (قمة الانحطاط)، كيف لا، والعدوّ الإسرائيلي لم يتوقف لحظةً عن قتل الشعب الفلسطيني؛ حتى أثناء انعقاد القمة.

إن أكثر ما استنزفته القمة هو كميةُ الأوراق الهائلة، وحبرُ آلات الطباعة، والولائم الفاجرة، وبدل التنقلات المليارية، وكان الأجدر في بيان القمة الورقي أن يستنزف -ولو في الحد الأدنى- كلمات قوية تليق بأمة الإسلام.

لقد هيَّأ العدوّ الإسرائيلي والأمريكي الأجواء لعقد القمة، وبارك انعقادها؛ لأنه يدرك سلفًا أن مخرجات القمة لن تعدو أن تكون تكريسًا للضعف والانكسار والخنوع أمامه.

ومع ذلك كله، إلا أنه لا يزال محور القدس والجهاد والمقاومة محطَّ آمال أُمَّـة الإسلام، في تحرير أرض فلسطين بكلها، فها هو المجرم الكافر (ترامب) يستجدي -استجداء العاجز- المجاهدين في غزة ألا يخرجوا أسرى العدوّ إلى سطح الأرض.

أما مساندة اليمن قيادةً وشعبًا لإخوتهم في فلسطين؛ فلم تكن في حُسبان العدوّ مآلاتُها التي غيَّرت موازينَ المعركة؛ فوقف العدوّ الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، يحصدان الفشلَ بعد الفشل، وتحطمت أطماعُهم الإجرامية، ولم يستطيعوا الاستفرادَ بالشعب الفلسطيني.

فشتانَ ما بين تلك القمم - ابتداءً بقمة النعاج، وليس انتهاء بقمة الانحطاط- وبين قمة التنكيل بالعدوّ الإسرائيلي، فـ:

السيفُ أصدقُ إنباءً من الكُتُبِ             في حده الحدُّ بين الجد واللعبِ

بيضُ الصفائحِ لا سودُ الصحائفِ        على متونِهن جلاءُ الشكِّ والرِّيَبِ

والتضحية واجبة في كُـلّ عمل عظيم، فلا انتصارات بلا تضحيات:

{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [سورة النساء: 104].

صدق الله العظيم.