• العنوان:
    قمة العرب والمسلمين في قطر: عندما تُخْذَل غزة بالكلمات لا بالأفعال
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في خضم المأساة التي تعيشها غزة، وتزايد الاعتداءات الصهيونية التي لم تعد تقتصر على فلسطين بل طالت دولاً عربية أخرى، عُقدت قمة عربية وإسلامية في الدوحة، كان الشعب الفلسطيني، ومعهم كل الأحرار في العالم، يترقبون من هذه القمة موقفاً موحداً وحاسماً يرتقي إلى حجم الكارثة، لكن بدلاً من ذلك، جاءت النتائج مخيبة للآمال، وكشفت عن فشل القمة في تقديم أي تحرك عملي يُخفف عن غزة وشعبها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

كانت الإدانة هي المخرج الوحيد للقمة، حيث أدان القادة العدوان الصهيوني على قطر، ووصفوه بالجبان، لكنهم فشلوا في ترجمة هذا الغضب إلى إجراءات حقيقية، في الوقت الذي تجاوز فيه العدو المجرم كل الخطوط الحمراء، لم يخرج البيان الختامي بأكثر من إدانة كلامية، ما جعل القمة تبدو وكأنها مجرد منبر للتعبير عن المواقف الإنشائية التي لا تتعدى حدود البيانات الصحفية.

توقعات الشعب الفلسطيني كانت أكبر بكثير، كانوا يأملون في قرارات تاريخية، مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وهو ما كان سيمثل خطوة عملية أولى في مواجهة العدوان الصهيوني الذي فاق كل الإجرام، لكن هذا لم يحدث، وبدلاً من ذلك، تمسك القادة بمبادرات سلام قديمة لم تعد تتناسب مع الواقع المرير، مثل حل الدولتين الذي يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً.

أحد أهم أسباب فشل القمة يكمن في الضغوط الأمريكية المكثفة التي تمارس على العديد من الدول العربية والإسلامية. يبدو أن هذه الضغوط نجحت في إفراغ القمة من محتواها، وتحويلها إلى مجرد منتدى للتعبير عن الاستياء دون اتخاذ أي قرارات حاسمة.

إن استمرار الاعتماد على الولايات المتحدة كوسيط للسلام، بينما هي تدعم العدوان الصهيوني علناً، هو تناقض يكشف عن ضعف الموقف العربي، فكيف يمكن لطرف داعم للعدو أن يكون شريكاً موثوقاً في تحقيق سلام عادل؟

لقد أظهرت قمة الدوحة مرة أخرى أن الشعوب في واد، وحكوماتها في وادٍ آخر، ففي الوقت الذي كان يتطلع فيه الفلسطينيون إلى دعم حقيقي وملموس، حصلوا على كلمات إدانة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

هذا الفشل في اتخاذ موقف عملي موحد يضعف الموقف العربي والإسلامي، ويُطيل من معاناة الشعب الفلسطيني.

إن التاريخ لن ينسى أن غزة خُذلت بالكلمات، في وقت كانت فيه الأفعال هي الملاذ الأخير.