• العنوان:
    للقادة: كلمات أم لكمات أمام غارات؟!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    رغم تكرار الحديث عن دعم فلسطين وحماية الأمن القومي العربي، إلا أن هذه التصريحات لم تُترجم إلى أفعال، ولم تفضِ إلى مواقف صارمة أَو ردع حقيقي عسكري.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ويواصل التحالف الأمريكي-الإسرائيلي حربه في سوريا، يظل الحكام العرب يكتفون بالتصريحات الفارغة والبيانات الجوفاء.

رغم تكرار الحديث عن دعم فلسطين وحماية الأمن القومي العربي، إلا أن هذه التصريحات لم تُترجم إلى أفعال، ولم تفضِ إلى مواقف صارمة أَو ردع حقيقي عسكري.

في غزة وفلسطين، تتواصل المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في ظل صمت عربي يكتفي بالتفرج. الحكام العرب لا يتخذون خطوات عملية لمواجهة الاحتلال؛ بل تقتصر مواقفهم على كلمات لا تجدي نفعًا أمام آلة الحرب الإسرائيلية الأمريكية.

أما في اليمن، فيعيش الشعب حربًا مع كيان العدو المحتل؛ وسلبًا لحقوقه من قبل السعوديّة، التي نهبت ثرواته في الأعوام الماضية، ولم تقم بإعادة الإعمار أَو التعويض للشعب بعد الهُدنة، مما يزيد من معاناتهم المُستمرّة. ولا يزال الشعب اليمني يعاني من تبعات تلك الحرب التي شنتها السعوديّة. وبعد الهدنة واتّفاق وقف إطلاق النار، يقوم العدوّ الإسرائيلي باستهداف الشعب اليمني، مما يزيد من معاناته السابقة.

اليوم، يعيش اليمن أزمات حادَّة وتدهورًا في الأوضاع المعيشية، حَيثُ تتواصل الحرب والقصف على العاصمة اليمنية من قبل القوات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة؛ بسَببِ دعم اليمن للقطاع الغزي. ومع ذلك، يظل الحكام العرب بعيدين عن اتِّخاذ مواقف حازمة، ويكتفون بالتفرج على المعاناة، في الوقت الذي تتداخل فيه مصالح القوى الكبرى في المنطقة.

القمة العربية القادمة، كغيرها من القمم السابقة، لن تكون سوى محفل آخر للتنديد الخالي من أية خطوات عملية. لن يخرج الحكام العرب من هذه القمة بأي موقف صارم، وستقتصر البيانات على إدانة "العدوان" دون المساس بأية مواقف تمس (إسرائيل) أَو الولايات المتحدة. هكذا، تظل الحلول العملية غائبة.

المجتمع العربي بحاجة إلى مواقفَ جادة وقرارات حاسمة من حكامهم. فالتفرج على الجرائم التي ترتكب في غزة، واليمن، وسوريا لا يمكن أن يستمر. القمة قد تكون فرصة لتوحيد الصفوف، لكن إذَا استمر الوضع على ما هو عليه، ستكون مُجَـرّد كلمات لا تغيِّرُ شيئًا.