• العنوان:
    مستقبل المنطقة: كيان الاحتلال في مقعد القيادة والصمت العربي المريب
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الخطر الأكبر أن الكيان الإسرائيلي لم يعد يتحَرّك ككيان يبحث عن "أمنه القومي" فقط، بل كقوّة إقليمية مفوّضة من الغرب لرسم ملامح النظام الإقليمي الجديد. أما العرب، فقد اكتفوا بالتصريحات الباهتة والاجتماعات الشكلية، وكأنهم ينتظرون ساعة وصول الدور إليهم ليكتشفوا أنهم كانوا أوهنَ من بيت العنكبوت.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ما يجري اليوم في المنطقة ليس أحداثًا معزولة، بل حلقاتٌ متصلة في سلسلة استراتيجية تُحاك بخيوط دقيقة. العدوّ الإسرائيلي، بدعم غربي مطلق، يتحَرّك كمن يملك مفاتيح المنطقة، فيما الأنظمة العربية تراقب بصمتٍ ثقيل يكاد يُشرّع العدوان.

فلسطين تُسحق يوميًّا تحت قصفٍ ممنهجٍ، لبنان يواجه تهديداتٍ مفتوحة، سوريا تُستنزف بلا توقف، قطر تلقت بالأمس ضرباتٍ مباشرة، واليمن يعيش حربَ استنزاف طويلة. هذه ليست ملفات متفرقة، إنها رسائل متعمّدة بأن الدور سيتنقل من بلدٍ إلى آخر، حتى يصل إلى الجميع.

الخطر الأكبر أن الكيان الإسرائيلي لم يعد يتحَرّك ككيان يبحث عن "أمنه القومي" فقط، بل كقوّة إقليمية مفوّضة من الغرب لرسم ملامح النظام الإقليمي الجديد. أما العرب، فقد اكتفوا بالتصريحات الباهتة والاجتماعات الشكلية، وكأنهم ينتظرون ساعة وصول الدور إليهم ليكتشفوا أنهم كانوا أوهنَ من بيت العنكبوت.

المعادلة واضحة: من لا يُقاوم اليوم في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن وقطر، سيُستهدف غدًا في عقر داره. العدوّ لا يعرف حدودًا لطموحاته، والغرب لا يعرف رحمة في تنفيذ مخطّطاته. والمستقبل، إذَا ظل العرب على صمتهم، لن يكون مستقبلهم، بل مستقبل مرسوم لهم على طاولة تل أبيب وواشنطن.

إنها لحظة فارقة: إما أن تعيَ الأُمَّــة أن المعركة واحدة والمصير مشترك، أَو أن يستيقظ كُـلّ بلد على دوره وهو وحيدٌ، معزولٌ، ضعيفٌ، بعد أن فرّط في جبهة الدفاع الأولى.

الخلاصة: المنطقة العربية يُعاد تشكيلها، والكيان المحتلّ (إسرائيل) تمسك بالمقود. من لا يرفع صوته اليوم ويفرض معادلة ردع، فلن يكون له صوت غدًا عندما يطرق العدوان بابه.