حشدٌ تراهُ، وتسجدُ الأرواحُ

فيه النفوس محبةً تنداحُ

 

فيه القلوب ترى النبيَّ.، ونورُه

للعاشقين، الصادقين متاح

 

تفظي إليه وتلتقيه بحضرةٍ

كبرى ومن أنواره تمتاح

 

شعبٌ إلى القرآن آب ومذ تلوا

فليفرحوا عمتهم الأفراح

 

فرحاً برحمة ربهم، وبفضله

وبما عليهم أجزل المناح

 

خرجوا امتثالاً ، طاعة ما صدهم

أبداً نعيقٌ فارغٌ ، ونباح

 

شعبٌ رسولُ الله في أرواحهم

عزاً به عرفوا ..غدوا ، أو راحوا

 

جند النبيِّ ، رجالُهُ ، أنصارُهُ

مهما نأى عنه العدى وأشاحوا

 

شعب يسابق بعضه لنبيه

وإذا تسابق ما عليه جُناحُ

 

ولدوا بمولده، سموا بسموه

هو رحمةٌ، عزٌ، هدى، وفلاح

 

ومضوا به والأرضُ دونَ خطاهُم

كم صدها عن أن تسير كساح

 

حلموا به أن يصنعوا، ويطوروا

ليكلل الحلم العظيم نجاح

 

وخطوا به للقدس أول خطوةٍ

فعلى سدىً للمرجفين صياح

 

هزأوا بهم، وتغامزوا، وتهازموا

وعليهم كم أرجف الإصلاح

 

وعليهمُ كم سلطوا سفهائهم

وعلت سيوفٌ فوقهم ورماح

 

واليوم هاهم بالنبي ، وحبه

بلغوا المنى فتهاوت الأشباح

 

ورأو شعارهمُ يلوحُ حقيقةً

سطعت وهاهو موقفٌ ، وسلاح

 

وبه تعدوا كيد كل خصومهم

وبوهم أمريكا الكبير أطاحوا

 

وبحبه اجتازوا المحالَ، بحبه

قصفوا الكيان بعمقه واجتاحوا

 

وبحبه صمدوا، به انتصروا ، به

عنهم غداً كل الأسى ينزاح

 

 وبحبه قُهِرَ العدى ، وتقهقروا

و به مسيلمةٌ هوى ، وسجاح

 

وبه بنوا صرحاً منائرُ مجده

من فوقها صوت الهدى صدَّاح

 

وبه اقاموا دولةً مدنِيةً

فيها استوى (المشاط) ، والفلاح

 

وسيفتحون بحبه الأقصى غداً

واللهُ جلَّ جلالهُ الفتاح

 

من الف عامٍ يرقبون مجيئه

حتى أطلَّ كأنه الإصباح

 

طاروا إليه ، محبةً ، ومعزةً

والحب طيرٌ ، والحنين جناح

 

جمع الربيع قلوبهم فتوحدت

في حبِّه وانزاحت الأتراح

 

يتنافسون ببذله في حبه

وبفضله تتزايد الأرباح

 

لا تنقضي أبداً به أفراحهم

إلا وكرب عنهمُ ينزاح

 

فلتغلق الدنيا سدىً أبوابها

فالمصطفى بقلوبهم مفتاح

 

بين النبي وبينهم مالا - به -

يدري فيشرحه لنا الشُّرَّاح

 

ولذا فلا غرو إذا حشروا إلى

سوح اللقاء محبةً ، أو ساحوا

 

وغدت صلاتهمُ عليه حقيقة

عن كنهها قد يعجز الإفصاح

 

وتزاحمت بهمُ ميادينُ الهدى

وصدى رعود هتافهم يجتاحُ

 

لبيك يا خير الورى أموالنا

تفديك والأبناءُ ، والأرواح

 

لبيك هذا سيدي يمن الهدى

لم تلهه عمن تحبُّ جراح

 

لبيك كلُّ تراب شبرٍ فوقَه

بك يُحتَفى مُستأنسٌ ، مرتاح

 

لبيك بذلاً ، واحتفاءًا ، نصرةً

لبيك كم لبتك حبًّا ساحُ

 

لبيك حتى تستنير بك الدنا

وبنور وجهك يشرق الإصباحُ

 

لبيك كل مدينة هي طيبةٌ

بك كل وقت أنت فيه صباح

 

جئناك يقدم ركبنا علم الهدى

هو في سفينة شعبنا الملاح

 

إن لاح لحت ، وإن نلح ياسيدي

من حولك الأنصار هم من لاحوا

 

فهو امتدادك واليمانيون هم

مدد الرسالة.. تلتقي الأرواح

 

يمن الرسالة لم يزل متصدرا

في بذله والمبغضون شحاح

 

ببنيه أسرى...كل من في قلبه

مثقالُ حُبٍّ في يديه وشاح

 

وافوا رسول الله مثل جدودهم

والشوق في حدقاتهم ذبَّاح

 

يتسابقون لنصره ، ولحبه

والسبق في هذا المسار فلاح

 

خرجوا لنصر الله نصر رسوله

وكتابه تحدوهمُ الأفراح

 

ترنوا الشعوبُ إليهمُ مذهولةٌ

شعبٌ، ونهجٌ ، قائدٌ ، وسلاح

 

هم هؤلاء إذاً نبوءةُ أحمدٍ

أنصارُه، وزحوفهم تجتاح

 

وبغبطةٍ ترنوا لأعظم حضرةٍ

فيها التقى روح النهى والراح

 

تشتمُّ من تلك الحشود روائحاً

نبويةً تاريخُها فواحُ

 

هذا هو اليمن الذي أنصارُه

شمخوا جبالاً والزمانُ رياحُ

 

شعب إلى الأمجاد يسعى واثقا

خطواته عزمٌ.. إبا... وكفاحُ

 

ستظل قبلتنا التي لا تنثني

عن نورها الأجساد والأرواح