• العنوان:
    العدوّ لا يفرّق بين غزة والدوحة والرياض.. معركتُه ضد كُلِّ الأُمَّــة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الكيان الذي يجرؤ على تنفيذ غارة دقيقة في عاصمة خليجية محمية بالتحالفات الغربية والمِظلة الأمريكية، يرسل رسالةً صريحة لكل العرب: لا حصانة لأحد، ولا أمان لأية دولة تحاول التوسل بالحماية الخارجية؛ لأَنَّ معركة العدوّ لم تعد محصورة بفلسطين، بل تشمل الأُمَّــة العربية بأسرها واستباحتها، كما أكّـد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادة حماس في قلب الدوحة ليست مُجَـرّد حادث عابر، بل لحظة فاصلة تكشف هشاشة الأمن العربي وواقع الصراع مع العدوّ الصهيوني.

هذا الحدث يضع الكرة في ملعب العرب جميعًا، ويفضح وهم الأمان المستورد الذي راهنت عليه بعض الأنظمة الخليجية، حَيثُ اعتقدت أن قواعدها العسكرية وتحالفاتها الغربية ستصد أي تهديد. لكن الواقع أثبت أن كُـلّ هذه المظاهر الزائفة لا تمنع العدوّ من توسيع نطاق عدوانه، ولا تجدي أمام طموحه في استهداف أي قوة مقاومة عربية، مهما كان مكانها أَو مكانة الدولة التي تستضيفها. الضربة في قطر ليست استثناء، بل مؤشر على أن (إسرائيل) ترى كُـلّ العرب أهدافا محتملة، وأن سيادة أي بلد عربي لم تعد تمنع تدخلها أَو تهديدها.

الرسالة الإسرائيلية تتجاوز مُجَـرّد استهداف قيادات حماس؛ فهي إعلان أن كُـلّ من يقف مع المقاومة سيكون هدفًا، وكل من يتفرج أَو يهرول نحو التطبيع، سيجد أن العدوّ لا يراعي حدودًا ولا تفاهمات. قطر، التي لعبت دور الوسيط بين المقاومة وواشنطن، أصبحت شاهدة على أن منطق القوة هو الفيصل، وأن أي تحَرّكات دبلوماسية لا تحمي من الغارات أَو الاغتيالات. وبذلك، تتحول الواقعة إلى درس لكل العرب: التهاون في حماية المقاومة، أَو الاعتقاد أن التطبيع يجلب الأمان، أَو التوهم بالابتعاد عن الصراع، جميعها أوهام ستهزُّهم قريبًا إن لم يكونوا مستعدين.

أما على المستوى الشعبي، فَــإنَّ الحدث يعمّق إدراك العرب بأن معركة الأُمَّــة ليست نظرية، بل واقع ملموس. الشعوب العربية التي شاهدت دماء غزة وصمود المقاومة في لبنان واليمن ستفهم أن المعركة شاملة، وأن الضربة في قطر ليست محض صدفة، بل دليل على أن العدوّ يخطط بعقلية استراتيجية لتوسيع الصراع خارج فلسطين، مستهدفًا كُـلّ من يجرؤ على الوقوف مع القضية الفلسطينية أَو دعم المقاومة. هذا الأمر يعيد التأكيد على ما شدّد عليه السيد القائد عبدالملك الحوثي: أن المواجهة مع العدوّ مشروع حياة أَو موت للأُمَّـة، وأن أي تهاون سيكلف العرب غاليًا.

من ناحية أُخرى، الحدث يكشف زيف شعارات السلام والتطبيع، ويؤكّـد أن الاتّفاقيات التي توقّعها بعض الأنظمة مع العدوّ لا تحميها من تصرفاته، وأن الأمان لا يُشترى بالمال أَو بالمظلات الدولية، بل بالقدرة الذاتية على الدفاع والردع. ومن يعتقد أن البُعد الجغرافي أَو التحالفات مع القوى الكبرى ستقيه من المخاطر، سيكتشف قريبًا أن النار التي أطلقت في قلب الدوحة يمكن أن تصل إلى أي عاصمة عربية.

الدرس الكبير هنا واضح: العرب جميعًا جزء من الصراع، ولا خيار أمامهم سوى مواجهة المشروع الصهيوني كأمة واحدة، وليس كدول متفرقة أَو أنظمة متواطئة. الضربة في قطر تثبت أن كلام السيد القائد عبدالملك الحوثي ليس مُجَـرّد تحذير، بل حقيقة ميدانية وواقع استراتيجي لا يمكن تجاهله. فمن غزة إلى الدوحة، ومن لبنان إلى اليمن، العدوّ لا يفرّق بين مكان وآخر، والمعركة معركة الأُمَّــة كلها، ومن يظن أنه في مأمن فهو مخطئ.
تغطيات