• العنوان:
    وجع صنعاء للشاعر عبد الرحمن مراد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

صنعاء في وجعٍ، نار على وضم 

والحرُّ يطوى على دينٍ وفي علم  

 

مرارةُ الحزن أن نحيا بلا أملٍ 

وكبوة العمرِ أن نحيا على الندمِ 

 

فخر البطولة أن تبقى مآثرُنا 

من مطلع الشمس حتى حالك الظُّلمِ 

 

كلُّ المدائنِ في إشراقها غربت 

إلا مدائنُ من ظلوا على القيمِ 

 

يا رهبةَ الموتِ كم في الموت من عبرٍ 

ترهبن الموتُ في قبرٍ وفي صلمِ  

 

كلُّ القصائد أحلامٌ مبعثرةٌ 

مثل المروءةِ لم تشرقْ ولم تلمِ 

 

يا غصةَ الموتِ كم تاهت حواضرُنا 

في لجَّة البحرِ أو في عُصبةِ الأممِ 

 

جالت بأجنحة الغوغى بوارجُهم 

أودت -على الفُجْر- بالأرواح والنسمِ 

 

ما قيل في الحزن إلا ما يغالبهُ 

صبرُ الثباتِ على الاخلاقِ والشِّيَمِ 

 

زانت مواقفنا، عزَّا ومُفتخراً

كُنّا مع الله في حبلٍ ومعتصمِ  

 

منابع الخير طافت في مرابعنا

من يصنعِ الخيرَ يغفرْ زلَّة القدمِ 

 

سبعٌ طباقٌ على الدنيا، وعاقبةٌ 

قُدس الشهادةِ، في قُدسٍ من الكلمِ 

 

تلك العروبةُ ما أشقى سياستها 

قذيفةُ الموتِ أبكتْ كلَّ محتزمِ 

 

يا واهبَ القلبَ إيماناً وتزكيةً 

وصانعَ الكونِ في الألواحِ بالقلمِ 

 

هبْ لي بقيةَ كأسٍ كي ألوذَ بها 

من وحشةِ الصَّمتِ أو من قسوةِ الصَّنمِ 

 

يا "قطرةَ الحظِّ" لن تفنى عزائمُنا 

فلم يزلْ عندنا نارٌ وبعضُ دمِ 

 

ولم تزلْ في شفاهِ الوردِ أغنيةٌ 

شجيةُ الوقعِ في خالٍ من الهِمَمِ 

 

تحتَ الرمادِ لظىً من جمرِ لوعتنا 

يا مشعلَ النارِ في أحزانِ مضطرمِ 

 

لن يبلغَ "القطر" منَّا عينَ غايتهِ 

وقد يرانا الردى في صوتِ منتقمِ 

 

يومٌ قريبٌ على الدنيا نحاسبهُ

بغيُ الطغاةِ بأكوامٍ من الحممِ 

 

فالثأر في النفسِ ضرَّامٌ لجذوتها 

والنار في الكفِّ تشفي النفسَ من سقمِ