• العنوان:
    رسائل السيد القائد في الخطاب الاستثنائي بذكرى المولد النبوي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    عبد الرزاق الباشا_ جاء خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي متزامناً مع احتفالات المولد النبوي الشريف، على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث كان خطاباً مختصراً لكنه غزير بالمعلومات.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

و تطرق السيد القائد إلى أهمية هذه المناسبة العظيمة في حياتنا بشكل عام، وفي حياة اليمنيين بشكل خاص، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وآله: "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، لافتاً الانتباه أيضاً إلى معاناة أهل غزة.

وبدأ السيد القائد خطابه بالتأكيد على أهمية المولد النبوي كمناسبة تعتبر انطلاقة لنا نحو عام جديد، مستفيدين من نعم هذه المناسبة ومن قيم الاقتداء بالرسول الأكرم، منوهاً إلى أنه يجب أن نستفيد من تعاليمه في حياتنا اليومية، مما يمكننا من الانتقال من العام المنقضي إلى العام الجديد مستنيرين ببركات هذا الميلاد.

وأبرز القائد أهمية الفرح بفضل الله ورحمته وفقاً لتعاليم القرآن الكريم، مؤكداً على وجوب نقل هذه القيم إلى الأجيال القادمة وإلى أمتنا، لنذكرهم بقائدهم العظيم ونبيهم الكريم الذي قدم أنموذجاً يحتذى به، لنتمكن من تحقيق العزة والكرامة ورضى الله في هذه الحياة الدنيا والآخرة.

ومن أبرز مميزات هذه الاحتفالية أن اليمنيين لا يقتصر احتفالهم على الأناشيد والطقوس، بل يجسدون أسوة النبي محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- من خلال الاقتداء به واتباع نهجه في حياتهم العملية ومقاومة التحديات التي يمثلها طغاة العصر، فهذا الاحتفال، بميلاد النبي، يأتي في سياق العمل والتضحيات، حيث قدم الشعب اليمني هذا الأسبوع مجموعة من شهدائه العظماء، بما في ذلك رئيس الحكومة ووزراء من فريقه، في سبيل تجسيد النهج النبوي.

ويشدد السيد القائد على أن الشعب اليمني يستلهم من هذه المناسبة الإيمان والوعي والعزم والثبات، ساعيًا نحو تحقيق الاستقلال بناءً على هويته الإيمانية، في مرحلة يرفع فيها شعبنا راية الإسلام ملتحفًا بالشموخ والثبات والتفاني في الجهاد.

واحتفل اليمنيون بهذه المناسبة في ظل ظروف صعبة استمرت على مدار عشر سنوات، بدءاً بالعدوان الأمريكي السعودي وما نتج عنه من حصار وقتل وقصف، واليوم يتواصل العدوان من قبل الكيان الصهيوني والأمريكيين ومن يدعمهم.

 وتأتي هذه المناسبة في وقت يعاني فيه اليمن من ظروف اقتصادية قاسية وتحديات كبيرة، مما يدل بوضوح على أن الإيمان ينبع من اليمن، والحكمة متجذرة فيه، و إن اليمنيين يسيرون في اتجاه صحيح يتوافق مع تعاليم القرآن الكريم، الأمر الذي لا يحتمل الشك أو الريب، ويجسد القيم التي دعا إليها النبي الكريم صلى الله عليه وآله.

 

فلسطين حاضرة في الوجدان

ولم يغفل السيد القائد عن غزة، مشيراً إلى أن غزة تعيش في نهاية العام الثاني من العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً، حيث تتواصل الجريمة الكبرى وفضيحة العار للمتخاذلين، مما زاد في معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة التجويع، وقد كانت رسالته واضحة؛ فاحتفالات اليمنيين تختلف عن الآخرين في موقفهم المشرف إلى جانب غزة، وحضورهم إلى ساحة السبعين لا يقتصر على تلقي درس تاريخي بل هو انطلاقة حقيقية من التراث النبوي الشريف، إذ أن إحيائهم لهذه المناسبة يجسد التزامهم.

وعندما يسلط السيد القائد الضوء على هذه المسألة، مشيراً إلى أن هذه المناسبة تأتي في ختام عامين من العدوان الإسرائيلي على غزة، يُظهر أن إحياء ذكرى مولد رسول الله وسيرته يشكل جزءاً لا يتجزأ من واقعنا الحالي، فهو تجسيد كامل لمنهجه وكماله، وإحياء لروح الجهاد في سبيل الله والدفاع عن المستضعفين، والقتال إلى جانب إخوتنا في فلسطين، والدفاع عن الأقصى والمقدسات، ونصرة المظلومين.

ويعبر السيد القائد عن حزنه العميق إزاء الوضع القائم تجاه شعب من المسلمين في قلب الأمة الإسلامية، بينما يكتفي البعض بالمشاهدة وكأن الأمر لا يعنيهم، وقد يغفل آخرون عن المخاطر الناجمة عن التخاذل، في حين يتعاون البعض بشكل سري مع العدو الإسرائيلي.

وتبرز شخصية السيد القائد كونه رجلًا يستلهم مبادئه من القرآن الكريم ويتحرك وفقًا لتعاليمه، بحرصه على تنبيه الأمة إلى ضرورة الخروج من الأوضاع السلبية التي تعاني منها، والرجوع إلى القرآن الكريم كدليل وهدى، والاقتداء بالرسول الكريم في سلوكياتهم.

التحذير من الحرب الناعمة

وفي جميع خطاباته، يذكّر السيد القائد هذه الأمة بمسؤولياتها، ويشير بوضوح إلى نقاط الضعف التي تعاني منها، ويناشدهم للدفاع عن المسجد الأقصى، إذ يعتقد اليهود أن اللحظة مؤاتية لهم لتحقيق أهدافهم، وهذا ما يسعون إليه من خلال تحركاتهم، فمشروعهم المزعوم، وهو الدولة الصهيونية التي تدعي أنها تقوم على أساس تأسيس الهيكل المزعوم، يعتمد على الأكذوبة التي تدّعي أن هيكلهم سيبنى على أنقاض المسجد الأقصى.

ويوضح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن مظلومية الشعب الفلسطيني أظهرت مدى التدهور الإنساني والأخلاقي والديني الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية، بالإضافة إلى التأثير الكبير للحرب الناعمة الماكرة، حيث استهدفت القوى الصهيونية من خلال هذه الحرب الناعمة أمة الملياري مسلم، مما أدى إلى دفعها نحو حالة من الذل والهوان مقابل مجموعة من اليهود الصهاينة.

ومن خلال الحرب الناعمة، التي يمكن وصفها بحرب إبليس الخبيث، يسعى العدو للتأثير على خصومه من خلال نقاط معينة، مما يجعلهم يتحركون وفق الخطط التي أعدها لهذا الغرض، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه النوعية من الحروب حيث سمّاها "خلط الحق بالباطل"، ووردت في سياق الحديث عن اليهود والنصارى: [يا أهل الكتاب، لماذا تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون] وقوله تعالى: [ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون].

لذلك، يتساءل الكثيرون عن سبب هذا الصمت والانصياع والاستسلام، والإجابة تكمن في الحرب النفسية التي أرسى أسسها اليهود والمسيحيون منذ زمن بعيد، والآن بدأوا يجنون ثمارها، حيث ظهرت هذه الحقيقة من خلال تزايد ابتعاد الأنظمة العربية تدريجياً، فقد قامت الصهيونية العالمية خلال الفترة الماضية بإعداد قادة تلك الأنظمة منذ نعومة أظفارهم، وتدريبهم وزرعهم داخل المؤسسات العربية، والآن يتم توجيههم وفقاً لرغباتهم.

ويحذر السيد القائد في جميع خطاباته من المخطط العدواني للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يقتصر على فلسطين فحسب، وإنما يستهدف المنطقة تحت مخطط ما يسمى "إسرائيل الكبرى" فهذا المشروع الصهيوني سيظل مستمراً حتى تتبنى الأمة العربية والإسلامية النهج الذي اتبعه الشعب اليمني، وتتحرك تحت راية الجهاد في سبيل الله، مع تحقيق قيم القرآن الكريم في حياتها والعودة إلى صوابها، كما يجب أن تحتفي برسالة النبي وتعد نفسها للجهاد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

دعوة لكلمة سواء

ويتجلى التحدي في أن الأمة تعرضت للكثير من الضغوط، وأولى تلك الضغوط تتمثل في عدم إدراكها لطبيعة النزاع، إذ تظن أن هذا الصراع هو قضية سياسية يمكن تسويتها من خلال مفاوضات سياسية تمنح تنازلات متكررة لليهود والنصارى، ومن ناحية أخرى، هناك من يدرك هذه الأطماع ولكنه يخضع لمشاعر الخوف والجبن والمهانة، مما يؤثر سلباً على نفسيته ويعوق قدرته على التحرك تجنبًا لفقدان سلطته.

وهنا يؤكد السيد القائد أن طريق الخلاص لأمتنا الإسلامية لا يتمثل في الاستمرار في التقاعس، مشيراً إلى أن الابتعاد عن القرآن الكريم وعدم الاقتداء بهدي الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- هو ما أدى إلى تراجع الأمة، لذلك من الضروري العودة إلى النور المستمد من القرآن وسنة الرسول، لأن الإسلام هو دين يرفض الهزيمة، كما أظهرت اليمن أنموذجاً رائداً حينما خاضت معركة ضد القوى الأمريكية والصهيونية، وتبين أنها لا تقبل الهزيمة.

ويختم السيد القائد خطابه بدعوة أهل الكتاب في جميع أنحاء العالم إلى الالتقاء على كلمة سواء تكون أساسًا لتحقيق الخير في الدنيا والآخرة، وهنا يعودنا السيد القائد أن يقدم خطاباً عالمياً وبالتحديد أتباع الكتاب المقدس، فمن خلال هذا النداء في هذا الخطاب الموجه إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين نختلف معهم، يسعى السيد القائد إلى دعوته لهم للتوجه معًا نحو كلمة مشتركة يمكننا التوافق عليها.

وعندما نسترجع هذه الفكرة المشتركة بيننا وبينهم، وهي عبادة الله، ستزول العديد من الإشكاليات التي تواجه عالمنا، وسيتم حل القضية الفلسطينية التي تعرضت للاعتداء. وستسود حالة من السلام في أرجاء المعمورة، ومن هنا، يمكننا أن نرى بأن دعوة السيد القائد، التي تهدف إلى بناء علاقات مشتركة بين جميع البشر، تعتبر دعوة عالمية تدعو إلى التوحيد والعدالة.


تغطيات