• العنوان:
    القائدُ لأهل الكتاب.. دعوةُ حوار خالدة: تعالَوا إلى كلمة سواء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

أمين جعفر أسعد المنبهي

في ظل الصراع القائم منذ قرابة العامين في غزة، من قبل العدوّ الإسرائيلي المدعوم أمريكيًّا وغربيًّا، وفي ظل صمتٍ إسلامي وخِذلان وتواطؤٍ عربي، اتضح للجميع خلال هذه الفترة أن المواقف الإنسانية لبعض الشعوب في العالم أفضل من مواقف المسلمين حكوماتٍ وشعوبًا، إلا ما ندر.

وأمام هذا الواقع كان لليمن الدور الأبرز والأفضل بمنهجه وأمته وقيادته، وقد توّج السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ذلك في خطابه بالأمس في ذكرى المولد النبوي الشريف، بالدعوة الخالدة التي أمر بها الله في القرآن الكريم، حَيثُ قال:

 (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [سورة آل عمران: 64].

هذه دعوة للحوار من واقع القوة والثقة بما هو عليه، وقد أتت في مرحلة حسَّاسةٍ ومفصلية أمام ما يجري على أرض الواقع، لتكون الحل والمخرج لكل البشرية جمعاء.

وهي مبنية على أُسُسٍ مشتركة:

عبادة الله وحده.

نبذ الشرك.

عدم اضطهاد البشر وظلمهم.

وهذا هو قمة الإنصاف والعدل أمام كُـلّ المعتدين.

وهي دعوة الحق الخالدة والصحيحة، المنسجمة مع القرآن الكريم والإسلام، بخلاف الدعوات الأُخرى التي أطلقها بعض زعماء المسلمين مثل "حوار الحضارات" و"المبادرة العربية" وغير ذلك.

ومن عمق هذا الواقع نعرف كم هو الفارق بين دعواتٍ فيها الاستسلام واستجداء السلام من العدوّ، وبين هذه الدعوة الخالدة التي منبعها القرآن الكريم.

ولا بُـدَّ أن نعرف من هو الشخص الذي يحق له أن يدعو أهل الكتاب بها: إنه قائد المسلمين الذي يعمل للدفاع عنهم وصلاحهم.

وللإنصاف، فَــإنَّ هذه الدعوة لم يطبقها أحد من بعد الرسول ﷺ إلى الآن بالمفهوم القرآني الصحيح على الإطلاق؛ لأَنَّ زعماء المسلمين طوال هذه الفترة السابقة كان يقال لهم من حكام اليهود "تعالوا"، فتراهم يسارعون فيهم توليًّا ودعمًا وإسنادًا لهم وشراكةً معهم.

والآن لأول مرة يقال لليهود وأهل الكتاب: "تعالوا" بالمعنى القرآني المؤدِّي للسلام الحقيقي بين البشرية.

وَإذَا لم يقبلوا فلا تنازل ولا خضوع ولا استسلام، وإنما تجسيدًا لما كان في أَيَّـام الرسول ﷺ: "أسلِمْ تسلَمْ"، وتطبيقًا لما ورد في القرآن حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.

وخلاصة القول: إن الحل أمام ما يحدث هو هذه الدعوة إلى الحوار من موقع قوة وثقة بالإسلام والمسلمين.

وإننا الآن أمام مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع، فإما أن يستجيب العدوّ، وإما جهادًا في سبيل الله استنزالًا للنصر المحتوم عليه وهزيمته الثابتة بنص القرآن، وبذلك تتحقّق الندامة والخسارة للمطبعين.

والله غالب على أمره، ومظهر دينه ولو كره المشركون.


تغطيات