• العنوان:
    المولد النبوي بين استعادة الهوية والرد على التحديات ... قراءة في مداخلة الباحث البحيصي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: في ظل واقع عربي وإسلامي مضطرب، تتقاطع فيه التحولات السياسية والاجتماعية مع أزمات القيم والانتماء، جاءت مداخلة الكاتب والباحث الدكتور محمد البحيصي عبر قناة المسيرة صباح اليوم، لتشكل قراءة روحية وسياسية عميقة بمناسبة المولد النبوي الشريف، وتسليط الضوء على علاقة الأمة برسولها الكريم وكتابها، في وقت تعصف فيه التحديات الداخلية والخارجية بالمجتمعات الإسلامية.
  • كلمات مفتاحية:

 

المولد النبوي.. محطة لاستعادة البوصلة

أكد الدكتور البحيصي أن الاحتفاء اليمني الواسع بالمولد النبوي الشريف يعكس إدراكًا متقدمًا لجوهر المناسبة، باعتبارها محطة لإعادة ضبط بوصلة الأمة نحو النور الإلهي المتمثل في شخص النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الكريم.

 ولفت إلى أن اليمن اليوم، رغم ما يعانيه من حصار وعدوان، يقدم نموذجًا متقدمًا في الوعي الروحي والسياسي، حيث تتحول المناسبة الدينية إلى مناسبة للتأكيد على قيم الجهاد والتضحية والارتباط بالمشروع القرآني.

وتناول البحيصي واقع الأمة الإسلامية اليوم، الذي وصفه بأنه انفصال خطير عن النبي والقرآن، محذرًا من أن هذا الانفصال ليس مجرد تقصير، بل جحود بالرسالة والمنهج، ويؤدي إلى القطيعة مع "الإمداد الإلهي".

 وأكد أن ضعف الارتباط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو انعكاس مباشر لضعف الارتباط بالله، وبالتالي افتقاد الأمة لمصدر عزتها وهويتها.

الجاهلية الحديثة.. ومصير أمة بلا قدوة

وفي حديثه عن الجاهلية المعاصرة، أشار الدكتور البحيصي إلى أن العالم الإسلامي يشهد اليوم شكلاً جديدًا من الجاهلية، تتجلى في مظاهر الانحراف والارتهان للغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة و"إسرائيل". وتساءل بمرارة: هل سيجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانًا في أوطان تحولت إلى مواخير للترف الرخيص والمظاهر المخالفة لهديه وسنته؟

وفي مقارنة لافتة، ومن منطلق الاستدلال قال: "لو كان لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يعود بجسده ،  فلن يذهب إلى أرض الحرمين التي تحولت إلى معاقل للترفيه، والرذيلة،  بل سيهاجر إلى اليمن، لأنها اليوم تمثل المدينة المنورة، وفيها الأنصار الحقيقيون".

العودة تبدأ من القرآن

وشدد الدكتور البحيصي على أن العودة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمر أولاً عبر العودة إلى القرآن، لا كتلاوة شكلية، بل كمنهج حياة وفهم عميق.

واعتبر أن الشعوب الإسلامية اليوم لا تعاني من قلة الموارد، بل من غياب الإيمان والارتباط الحقيقي بالوحي، وهو ما يفسر خضوعها رغم امتلاكها الثروات والإمكانات.

وطرح البحيصي سؤالًا وجوديًا: "ما الذي فقدته الأمة في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تنفضّ عنه؟"، مؤكدًا أن القيم التي يجسدها النبي – من الصدق والأمانة والشجاعة والتضحية – لا تزال تمثل الخلاص الحقيقي للبشرية الغارقة في جاهلية الحداثة.

في سياق حديثه عن اليمن، أثنى على ما وصفه بـالمعجزة اليمنية في مواجهة الطغيان العالمي، متحدثًا عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وعن ثقافة الشهادة والتضحية التي تحوّلت إلى قوة ردع ووعي سياسي وروحي. وأشار إلى أن هذه الروح هي التي تستجلب الألطاف الإلهية، وتحمل بشائر النصر رغم التحديات.

إن حديث الدكتور محمد البحيصي لا يمكن فصله عن السياق الاستراتيجي والروحي الذي تعيشه المنطقة، حيث لم يعد الاحتفاء بـمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجرد طقس ديني، بل إعلان انتماء حضاري وموقف سياسي وأخلاقي.

 وفي زمن تشهد فيه الأمة تقهقرًا في القيم وتخليًا عن مسؤولياتها، تأتي هذه الدعوات لتعيد التأكيد على أن الارتباط برسول الله والقرآن هو سبيل الخلاص الوحيد، وأنه لا كرامة ولا حرية إلا بالعودة إلى ذلك النور الإلهي الذي أنقذ البشرية من الجاهلية الأولى.

 

 

 


تغطيات