• العنوان:
    صعدة تكتسي بالأنوار .. مهرجان المولد النبوي يتجاوز الاحتفال ليُصبح رسالة صمود
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: تتجه الأنظار نحو محافظة صعدة، التي تُسابق الزمن لإتمام استعداداتها النهائية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، في مشهد مهيب يتجاوز كونه احتفالاً دينياً ليُصبح رسالة صمود وتجديد للعهد.
  • كلمات مفتاحية:

 ففي ظل حشد شعبي غير مسبوق، تم تجهيز الساحة المركزية على نطاق واسع، بينما تحولت الجبال المحيطة بالمدينة إلى لوحات فنية مضيئة، تعكس التمسك بالهوية الإيمانية.

من جانبه أوضح مسؤول الساحة المركزية في محافظة صعدة، علي الشرفي، في تصريح خاص لقناة المسيرة، صباح اليوم الأربعاء، أن الاستعدادات وصلت إلى "أتم الجاهزية"، مشيراً إلى أن العمل هذا العام كان مميزاً بفضل تلافي السلبيات التي حدثت في الأعوام الماضية، وقد جرى تصميم الساحة وفق مخطط هندسي دقيق، لضمان انسيابية حركة الحشود، ويشمل هذا المخطط:

ممرات وبوابات متعددة: تم تخصيص ممرات رئيسية وفرعية، بالإضافة إلى بوابات متعددة، لتوزيع الضغط ومنع الازدحام عند الدخول والخروج.

مواقف منظمة: تم ترتيب مواقف السيارات والحافلات بطريقة دقيقة، مع تخصيص "مربع" لكل سيارة. كما تم توفير ساحات احتياطية واسعة، للتأكد من استيعاب كل الوافدين في حال فاق الحضور التوقعات.

جاهزية الخدمات: أكد أن الخدمات كاملة ومتوفرة في الساحة وفي محيطها، لضمان راحة ضيوف الرسول الأكرم، الذين سيأتون من مختلف مديريات وعزل المحافظة، مشيراً إلى أن هذا الجهد ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة تجربة دائمة، تهدف إلى تحسين جودة العمل، بدءاً من تنظيم الدخول والخروج وصولاً إلى الخدمات المقدمة.

وبحسب مسؤول الساحة المركزية في صعدة، فإن المحافظة تعد رائدة في الاحتفال بهذه المناسبة، حيث تُعرف بأنها كانت من أوائل المحافظات التي أعادت إحياء هذه الاحتفالات بعد فترة من الانقطاع، وهذا العام، اتسعت رقعة هذه الاحتفالات لتشمل المحيط الكامل للمدينة:

من جانبه قال مراسل قناة المسيرة في صعدة، علي الشرقبي، إن الجبال المحيطة بالمدينة تكتسي بالنور، حيث تم تزيينها بكتابات ضخمة مضاءة بعبارات مثل "محمد"، والتي يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة. وتُعبر هذه الكتابات عن مدى تعلق الشعب اليمني بالرسول الأعظم.

ولفت إلى أن السيارات والدراجات النارية المزينة والمضاءة بالمصابيح الخضراء تجوب شوارع المدن والقرى في مواكب احتفالية، تُعبر عن البهجة والاحتفاء، كما نصبت نُصبت لوحات كتابية على الطرق، وعلى الجوانب أحيطت الشوارع بجداريات تحمل مضامين رسالة النبي، وتؤكد على أن القرآن هو أعظم مصدر لمعرفة شخصيته.

وأفاد الشرقبي أن هذا العام يعتبر استثنائياً من حيث الزخم الشعبي، الذي يعكس مدى حماس المجتمع اليمني، مبيناً أن الحراك المجتمعي كان كبيراً وواسعاً، حيث انخرط فيه أبناء المجتمع من كل منطقة وعزلة، موضحاً أن "معركة طوفان الأقصى والفتح الموعود والجهاد المقدس" التي انخرط فيها الشعب اليمني، زادت من حماسه ويقظته، مما سيُسهم في أن يكون الحضور كبيراً في الساحة المركزية، حيث سيتجه جميع أبناء المحافظة إلى هذه الساحة، بعد أن كانت الاحتفالات تُقام في 41 ساحة متفرقة.

ونوه إلى أن المجتمع في صعدة، والذي يشتهر بالروح القتالية، يبذل الكثير من الجهد والمال في سبيل إبراز هذه المناسبة، ويستعد لها منذ شهر صفر، مؤكدا أن هذه الاحتفالات تتجاوز  البعد الديني، لتحمل دلالات سياسية وروحانية عميقة، حيث والمجتمع في صعدة ينظر إلى اتساع رقعة الاحتفالات في المحافظات اليمنية الأخرى، ويعتبر ذلك رصيداً كبيراً في إطار انتشار الوعي السليم القرآني.

وأضاف مراسلنا في صعدة أن هذه المظاهر تعتبر رسالة واضحة للعدو، بأن اليمنيين ما زالوا متمسكين بهويتهم الإيمانية، وأنهم لن يتراجعوا عن إسناد القضية الفلسطينية، كما أن هذه المناسبة تُعد تجديداً للعهد مع الرسول الأعظم، وتأكيداً على أن الشعب اليمني، الذي عانى من سنوات من العدوان، ما زال يتمتع بإرادة صلبة وعزيمة لا تنهار، وأن سعيه في إحياء هذه الذكرى هو محاولة لإعادة الأمة إلى بوصلتها الحقيقية.








تغطيات