ويأتي هذا التحرك الجماهيري في إطار دعم متواصل للقضية الفلسطينية، وتعبيرًا عن رفض أبناء صعدة للعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، إضافة إلى إدانتهم الشديدة للإساءات المتكررة التي تستهدف القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية.

وحملت المسيرة رسائل واضحة تؤكد على التمسك بخيار المقاومة، والثبات على المبادئ الإسلامية، وسط أجواء من التضامن الشعبي العارم، والشعارات المناهضة للاحتلال الصهيوني والرافضة لأي محاولة للنيل من المقدسات.

في السياق أكد مراسل "قناة المسيرة"، في صعدة، علي الشرقبي، أن الحشود بدأت بالتوافد منذ ساعات الفجر الأولى إلى الساحة المركزية، حيث انطلقت الفعالية عند الساعة العاشرة صباحًا، وسط حضور كبير فاق الأسابيع الماضية، وامتدت الفعاليات الشعبية إلى أكثر من أربعين ساحة ومسيرة فرعية في مختلف مديريات المحافظة.

وأوضح في مداخلة على قناة "المسيرة" أن هذا الزخم الجماهيري تزامن مع التحضيرات الجارية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، ما أضفى على المشاركة بُعدًا روحيًا ودينيًا، وأضاف: "الخروج الكبير جاء نتيجة التفاعل الشعبي مع الجرائم الصهيونية المستمرة في غزة، إلى جانب الإساءة المتكررة للقرآن الكريم، وهو ما أشعل غضب المواطنين ودفعهم للخروج رفضًا واستنكارًا وتضامنًا".

وأشار إلى أن المسيرات حملت رسائل واضحة في دعم المجاهدين في فلسطين، وعبّرت عن جاهزية الشعب اليمني الكاملة للوقوف مع أبناء غزة ومقاومتهم، مشيرًا إلى أن أبناء صعدة ينظرون إلى هذه المعركة باعتبارها جزءًا من معركة الأمة الكبرى ضد المشروع الصهيوني الأمريكي.

وبيّن أن فعاليات المسيرة لم تكن محصورة بالجانب التعبيري فقط، بل سبقتها أنشطة تعبئة عامة، شملت استعراضات وتخريج دفعات قتالية جديدة، ضمن جهوزية مستمرة للتصدي لأي تهديدات ومواجهة أي تصعيد، انطلاقًا من مبدأ الثبات في الموقف الرافض للعدوان على فلسطين.

ونقل المراسل عن عدد من المشاركين أمنياتهم بأن تتاح لهم الفرصة للقتال إلى جانب المجاهدين في غزة، مشددين على أن هذه المسيرة ليست سوى صورة رمزية من تضامن فعليّ مع أبناء الشعب الفلسطيني، وأن موقفهم نابع من وعي إيماني وقومي راسخ.

وجدد التأكيد على أن ما شهدته محافظة صعدة من حشود بشرية كبيرة يعكس مستوى الالتزام الشعبي في اليمن تجاه القضية الفلسطينية، ويؤكد أن الموقف الشعبي ليس ظرفيًا أو عاطفيًا، بل ثابت وراسخ في مواجهة الاحتلال والعدوان.