• العنوان:
    مخاطر استخدام الإنترنت على الأطفال وسبل مواجهته
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: لم يعد الإنترنت مجرد وسيلة ترفيه أو تعلم، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة أطفالنا اليومية، ومع ما يوفره من فرص هائلة للإبداع والتواصل، فإنه يحمل في طياته مخاطر جسيمة تهدد أمنهم وقيمهم وصحتهم النفسية، بل ومستقبل الأجيال القادمة.
  • كلمات مفتاحية:

 وبحسب الباحثة في مجال الأمن السيبراني، بتول زيد الحمزي، فإن خطورة هذا السلاح ذي الحدين في أن تهديداته لا تقتصر على الجانب التقني فحسب، بل تمتد لتضرب الهوية والإيمان والوعي.

 

1. أبرز المخاطر التي تهدد الأطفال في الفضاء الرقمي

وقالت بتول الحمزي في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الأربعاء، ضمن برنامج "نوافذ" إن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال على الإنترنت تتعدد وتتداخل، وتشمل:

المحتوى غير المناسب: يواجه الأطفال محتوى غير لائق مثل العنف والإباحية، مما يؤثر سلباً على فطرتهم السليمة ويشوه تصوراتهم عن العالم.

التنمر الإلكتروني: يمكن أن يتعرض الأطفال للتنمر عبر الإنترنت، مما يدمر نفسيتهم ويسبب لهم العزلة والاضطرابات النفسية.

الإدمان الرقمي: الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الإدمان، مما يسلبه وقت الطفل ويعزله عن أسرته ومجتمعه، ويسبب له التبلد وعدم التركيز.

الاستهداف الفكري والثقافي: وهذا هو الخطر الأكبر بحسب الخبيرة بتول الحمزي، حيث يتم استهداف عقول الأطفال الناشئة عبر الترويج لأفكار وثقافات دخيلة على المجتمع، بهدف إبعادهم عن هويتهم الإيمانية وقيمهم القرآنية.

 

2. إحصائيات صادمة ودور الأسرة المفقود

وأشارت الباحثة في مجال الأمن السيبراني إلى حجم الفجوة بين استخدام الإنترنت والوعي الرقمي. فوفقًا لتقرير صادر عن منظمة اليونيسف، واحد من كل ثلاثة مستخدمين للإنترنت هو طفل. وفي العالم العربي وحده، يوجد أكثر من تسعين مليون طفل يستخدمون الإنترنت، ومع ذلك، فإن 70% من الأسر لا تلجأ لأي وسائل تقنية لحماية أطفالها.

 تعكس هذه الأرقام واقعًا مؤلمًا؛ فالتكنولوجيا سبقت ثقافة الاستخدام، مما أدى إلى اعتماد واسع على الإنترنت دون أسس معرفية أو سلوكية صحيحة تحمي الطفل. كما أن غياب الوعي الرقمي لدى الكثير من الأسر، يجعل أبناءهم عرضة للضياع والأمراض النفسية والجسدية.

 

3. سبل المواجهة: مسؤولية جماعية تبدأ من البيت

وأفادت الحمزي الوقاية من هذه المخاطر لا تقتصر على جهة واحدة، بل هي مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمجتمع والدولة.

دور الأسرة: الحصن الأول: يظل دور الأسرة هو الأساس في حماية الطفل، ليس فقط عبر الرقابة، بل من خلال بناء علاقة قائمة على الحوار والثقة. وتقترح الخبيرة بتول الحمزي عدة خطوات أساسية:

التوعية المستمرة: يجب على الآباء والأمهات حضور ورشات ودورات للتعرف على مخاطر الإنترنت وآثارها النفسية والجسدية.

وضع القوانين: تحديد أوقات وأماكن معينة لاستخدام الأجهزة الذكية، مثل عدم استخدامها أثناء الوجبات العائلية أو وقت النوم.

الحور والمناقشة: تخصيص جزء من الوقت لمناقشة ما يشاهده الطفل وما يستفيده من الإنترنت، مما يعزز الوعي لديه.

القدوة الحسنة: يجب أن يكون الآباء والأمهات قدوة لأبنائهم في كيفية استخدام الإنترنت واختيار المحتوى المفيد، لأن الأبناء يقلدون آباءهم بشكل لا واعٍ.

غرس الوعي الإيماني: وهو الأهم، فغرس رقابة الله في قلب الطفل هي أقوى أداة حماية، لأنها تحصنه من الداخل وتجعله يدرك الصواب من الخطأ.

 

دور الأدوات التقنية: الحماية المساعدة

وأكد الباحثة في الأمن السيبراني أن الأدوات التقنية لا تغني عن دور الأسرة، ولكنها تساعد في توفير طبقة حماية إضافية. وهناك العديد من الأدوات والبرامج المجانية والمدفوعة التي يمكن استخدامها:

برنامج "Google Family Link": وهو تطبيق مجاني من جوجل، يتيح للآباء تعيين حدود زمنية لاستخدام التطبيقات، والموافقة على تحميلها، وتتبع الموقع الجغرافي، وحظر المحتوى غير اللائق على المتصفحات.

أنظمة الحماية المدمجة: الأجهزة الذكية نفسها توفر حلولاً مدمجة مثل "أوضاع الأطفال" أو إمكانية تحديد وقت الاستخدام اليومي للتطبيقات.

برامج الفلترة: يمكن استخدام برامج رقابة أبوية لتصفية المحتوى عبر محركات البحث، وضبط إعدادات الخصوصية في التطبيقات.

 

دور المجتمع: تعزيز الثقافة الرقمية

وشددت بتول الحمزي على تكامل مسؤولية الأسرة مع مسؤولية المجتمع في نشر الوعي الرقمي. ويشمل ذلك:

المدارس: يجب إدخال برامج توعية في المناهج الدراسية لتعليم الأطفال كيفية التعامل الآمن مع الإنترنت، وكيفية التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة.

الحملات الإعلامية: يجب أن تقوم وسائل الإعلام بحملات توعوية لتوضيح مخاطر الإنترنت وكيفية مواجهتها، وكشف مخططات العدو.

مقاومة المحتوى المسموم: تؤكد الخبيرة على ضرورة مقاطعة المحتوى والقنوات والألعاب التي تتبع العدو، تمامًا كما يتم مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية.

 

الحل الشامل لمواجهة الخطر

وأضافت أن التحدي أكبر من مجرد مشكلة تقنية، فهو تهديد لهوية ومستقبل الأمة، ولن يتم الانتصار في هذه المعركة إلا عبر استراتيجية متكاملة تبدأ من توعية الأسرة، مروراً بتفعيل الأدوات التقنية، ووصولاً إلى بناء ثقافة مجتمعية آمنة، فإذا لم نُحصّن أبناءنا بالوعي والقيم، سيكونون عرضة للضياع في هذا الفضاء الرقمي الواسع.








تغطيات