وأكدت مراسلتنا في غزة، دعاء روقة، أن معظم المساعدات والبضائع التجارية التي يسمح الاحتلال الصهيوني بدخولها إلى القطاع هي في الواقع منتهية الصلاحية، موضحة أن هذه المساعدات الفاسدة أدت إلى تسجيل حالات تسمم خطيرة، خاصةً في صفوف الأطفال، مما يُفاقم من معاناتهم.

وأكدت روقة في تصريح خاص لقناة المسيرة، مساء اليوم الأحد، أن وتيرة المجاعة لم تنخفض، بل ازدادت عمقاً، مشيرة إلى تسجيل ثماني حالات وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بسبب سوء التغذية والمجاعة.

وأوضحت أن هذه الوفيات تحدث بشكل يومي، حيث يرتقي طفل أو طفلين بسبب المجاعة وسوء التغذية، مما يؤكد أن الوضع الإنساني يزداد صعوبة يوماً بعد يوم، وأن الكميات التي يدخلها الاحتلال لا تلبي سوى جزء ضئيل من احتياجات السكان.

وتُظهر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة حجم الكارثة الإنسانية، فقد سجلت الوزارة استشهاد 64 فلسطينياً وإصابة 278 آخرين وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان منذ بداية العدوان والحصار الصهيوني إلى 62,686 شهيداً و157,951 جريحاً.

كما كشفت الوزارة عن تفاصيل مأساوية لضحايا "مصائد الموت" في أماكن توزيع المساعدات، حيث وصل إلى المستشفيات خلال 24 ساعة الماضية 19 شهيداً و123 جريحاً، ليرتفع بذلك إجمالي شهداء مصائد الموت إلى 2095 شهيداً، وأكثر من 15,431 جريحاً، ممن تمكنوا من الوصول إلى المستشفيات.

وأشار مدير الإغاثة الطبية في غزة إلى ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بسوء التغذية، مؤكداً أن بعض الحالات وصلت إلى المستشفيات وهي في وضع حرج للغاية، مبيناً أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وهي غير كافية لعلاج الأمراض التي تتفشى في القطاع بسبب الحرب والظروف المعيشية المتردية.

وشدد المتحدث باسم الصليب الأحمر على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الدولية اللازمة لتسهيل دخول الشاحنات والمساعدات إلى قطاع غزة بشكل آمن ودون عوائق.

وفي ذات السياق، أكد المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين أنه "لا مؤشرات على تحسن الأوضاع الإنسانية" في القطاع، مما يشير إلى فشل الجهود الحالية في تقديم الإغاثة اللازمة.

ويؤكد هذا التقرير أن الوضع في غزة يتجاوز الأزمة الإنسانية ليصل إلى مستوى الكارثة، مع استمرار الحصار، ونقص الغذاء، والأدوية، والمياه، وتزايد أعداد الضحايا المدنيين.