• العنوان:
    منصات وهمية تنهب مدخرات اليمنيين: فخ رقمي في معركة الاقتصاد المقاوم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| محمد الكامل| المسيرة نت: تفاقمت ظاهرة المنصات الاستثمارية الإلكترونية الوهمية، خلال سنوات العدوان والحصار السعودي الأمريكي على اليمن والتي باتت أدوات احتيال ممنهجة تستهدف ما تبقى من مدخرات المواطنين البسطاء، في واحدة من أبشع صور الابتزاز الرقمي والاقتصادي.
  • التصنيفات:
    علوم وتكنولوجيا
  • كلمات مفتاحية:
    برنامج نوافذ

وبحسب تقارير فنية وميدانية، تكاثرت هذه المنصات على الإنترنت تحت شعارات "الربح السريع" و"الفرصة الذهبية"، لتسحب ملايين الدولارات من جيوب اليمنيين. وتُظهر أحدث الحالات ما يعرف بمنصة “ITAS”، التي تسببت في خسائر أولية تُقدّر بأكثر من 12 مليون دولار، وفق تقديرات أولية، وسط ترجيحات بتجاوز الرقم حاجز 25 مليون دولار عند احتساب مساهمات المستثمرين الكبار.

ضحايا وخبراء يحذرون

أحد الضحايا، مواطن يمني باع سيارته ومدخراته التي جمعها على مدى سنوات، ليودع 18,000 دولار في منصة زعمت أنها تمنحه أرباحًا أسبوعية مرتفعة. لم تمضِ أسابيع حتى اختفت المنصة دون أثر، وتبخرت الأموال ومعها أحلام مئات الأسر.

وتشير تحقيقات تقنية إلى أن تلك المنصات تتبع أسلوبًا احتياليًا نمطيًا: تقديم أرباح مبالغ فيها لبناء الثقة، ثم جذب موجات جديدة من الضحايا، قبل أن تختفي فجأة بمجرد تضخم حجم الإيداعات.

خبراء اقتصاديون وصفوا هذه الظاهرة بأنها جزء من حرب اقتصادية ناعمة تستهدف اليمن، تقوم على استنزاف العملة الصعبة، وتفريغ المجتمع من فرص الإنتاج الحقيقي، عبر ترويج الوهم واستغلال الحاجة.

في السياق أكد خبير الاتصالات المهندس ناجي أمهز،  أن هذه المنصات تستهدف المجتمعات التي تعاني من البطالة، وتستخدم أدوات خداع بصري وسوشيال ميديا لتضليل المواطنين، مشددًا على أن المنصات الاحتيالية تشكل خطرًا على الأمن القومي الاقتصادي والاجتماعي.

وحذر أمهز في مداخله له عبر برنامج "نوافذ" على قناة المسيرة" من أن هذه المنصات تجمع بيانات حساسة من المستخدمين، تشمل صور وثائقهم، وحساباتهم البنكية، ما يجعلهم عرضة لابتزازات أو سرقات لاحقة، وقد تُستخدم معلوماتهم في شبكات دولية مشبوهة.

اللافت أن الخسارة المالية ليست الأخطر، بل الأخطر هو تكريس ثقافة الربح السريع دون إنتاج، مما يُفشل مفاهيم العمل ويعزز الكسل والبطالة، ويحوّل جيلًا كاملًا من الشباب إلى ضحايا وهم إلكتروني مدمر بحسب أمهز.

وجدد الدعوة إلى تعزيز الوعي المجتمعي والإعلامي، وملاحقة المنصات الاحتيالية و"سماسرة الوهم"، مؤكدين أن ما يحدث ليس مجرد عمليات احتيال متفرقة، بل حرب مالية تستهدف ما تبقى من تماسك المجتمع اليمني.

وأوضح أن كل ذلك يحمل رسالة وصفها بالهامة والتي تتمثل في أنه لا وجود لاستثمار شرعي بوعود خيالية، وكل من يقدم أرباحًا دون عمل حقيقي هو جزء من مخطط لخداع الناس وسرقة وطنهم من الداخل

تغطيات