-
العنوان:المولد النبوي الشريف.. في المنظور التكفيري والجحود العفاشي
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
يقول الرسول الأعظم محمد -صَلَّى
اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-: «بُعثتُ بين جاهليتين، أُخْراهما
أشد من أولاهما»، وما أشبهَ جاهلية اليوم بجاهلية الأمس!؛ فها هي قوى الشر
والطاغوت تُطبِق بظلمها وظلامها وجهلها وجاهليتها، وتُحكم قبضتها على المجتمعات
البشرية، وتعيد سيرة الضلال والشقاء والانحراف والمفاسد التي كانت سائدة في جاهلية
الأمس، بل وتزيد على ظلماتها ظلامًا، وعلى إجرامها وعنجهـيتها جنونًا وطيشًا
وسَفَهًا وتوحشًا. وها هي قوى الاستكبار العالمي، ممثَّلة بأئمة الكفر من اليهود
والنصارى وأوليائهم وحلفائهم، تمارس أبشع الجرائم وعمليات الإبادة الجماعية بحق
المستضعفين من أبناء قطاع غزة. وها هو المجرم نتنياهو يعلن مشروعه الشيطاني الإجرامي
التوحشي، المتوجّـه نحو إضلال وإفساد واستعباد العرب والمسلمين أولًا، ثم بقية
المجتمعات البشرية ثانيًا، دون استثناء.
وتقوم استراتيجيات مشروعه على جملة أدوات،
في مقدمتها فصل الأُمَّــة عن ربها ودينها ونبيها، ويُعَدّ استهداف ذكرى المولد
النبوي الشريف، عبر أبواق صهيونية الهوى عربية اللسان، أهم وسائله لإبعاد
الأُمَّــة عن نبيها العظيم، وعن إحياء ذكراه والاقتدَاء به. وها هو المجرم
نتنياهو يجاهر بمشروعه الإجرامي الشيطاني الهدّام، على مرأى ومسمع من العالم، والأخزى
من ذلك الصمت والخنوع، بل التواطؤ من معظم الأنظمة العربية والإسلامية معه، رغم
أنها وشعوبها المستهدفةُ بالإبادة قبل غيرها. وذلك لا يُعفي الشعوب من القيام
بمهمتها في إحياء فريضة الجهاد، والانتصار لنفسها ولدينها، ودفع شر ومكر وخطر أعدائها
عنها، كما أمرها الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن الكريم، الذي يجب أن يكون
منهج تحَرّك عمليًّا لا نصًّا تعبديًّا فقط؛ بحيث تتحَرّك وتجاهد حسب توجيهاته، كما
تحَرّك وجاهد الرسول الأعظم محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.
ففيه أُسوة حسنة وقُدوة مثلى لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.
إن الارتباط الحقيقي بالرسول الأعظم
محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وَسَلَّـمَ- يعني السير على نهج
الهداية المحمدي في صفائه ونقائه وقداسته، الذي قدمه لنا قولًا وفعلًا، وحمله
إلينا من بعده أئمة الحق وأعلام الهدى، ورثة الكتاب والحكمة من عترته الأطهار، أهل
بيته المنتجبين الأخيار؛ فهم الثقل الأصغر الحامل للثقل الأكبر، وهم قرناء القرآن
وأهله. ولا يمكن معرفة الرسول الأعظم المعرفة الحقيقية إلا من خلالهم، كما أنه لا
يمكن دخول المدينة إلا من بابها. ولن يعرف الله سبحانه وتعالى من تسوّر مدينة
العلم واليقين، أَو استهان بمقامها، أَو تجاهل تعليماتها عمدًا، ولا من أنكر حق
النبي الأكرم، وتجرأ على النيل من ذوي قرابته.
لذلك، يجب أن يكون الاحتفاء بهذه
المناسبة العظيمة من باب التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بأداء ما أوجبه علينا من
تعظيم وتوقير وإجلال خير خلقه وأحبهم إليه، وأن نحيي ذكره ونجدّد ارتباطنا به اعتقادا
وقولًا وفعلًا، وأن ننبذ – في حضرته – كُـلّ الخلافات والاختلافات، وأن نلتقي على
مائدة حبه، ونتسابق في مضمار طاعته واتباعه. لكن ما يؤسف له أن العكس من ذلك هو
الحاصل في واقع الأُمَّــة الإسلامية اليوم، التي انقسمت إلى قسمين إزاء هذه
المناسبة/ الطاعة المفروضة:
الأول: انتهج التكفير والتبديع، وأباح
دماء وعِرض المحتفلين بها مطلقًا، بحجّـة أنها بدعة وضلالة؛ وذلك إما عن جهلٍ
بحقيقة الأمر، وإما عن جحودٍ بما علموه حقًا واستيقنته أنفسهم سلفًا. وكلاهما يخدم
مشروع الانحراف والضلال، ويقدم للناس إسلاما مشوهًا فاسدًا، أفقد المشروع الإسلامي
النهضوي الحضاري قيمته وفاعليته ومرتكزاته، وأساء إلى الإسلام وأمته، وأمتهن كرامة
المسلمين أكثر مما فعله الأعداء من اليهود والنصارى.
الثاني: رأى فيها مناسبة عنصرية، تُعلي
من شأن خصومهم وتقلل من دورهم، وفي مقدمتهم "العفافيش"، الذين سعوا إلى إيجاد
مناسبة تخصهم يضاهئون بها مناسبة المولد النبوي الشريف. فلم يجدوا أمامهم سوى
"زعيم الفتنة والخيانة"، فقدّموا له مناسبة خَاصَّة بهم بدافعٍ من الحمق
والنكاية بالخصوم. وشتان ما بين الاحتفاء بسيد الأولين والآخرين، وسيّئ الذكر رأس
الفتنة وزعيم الخيانة "عفاش". لكنهم لم يتحرجوا من الاحتفاء بمولده تارة،
وباغتصابه السلطة أُخرى، وبسرقته المؤتمر الشعبي العام ثالثة، وبمجازره بحق أبناء
الشعب اليمني رابعة، وبذكرى إعلانه بيان خيانته خامسة، وليس آخرها إحياء ذكرى
مصرعه. فقد أصبح "علي عبد الله عفاش" عجلهم الذي أُشرِبوا حبَّه، زعيمًا
مقدسًا متعدد المناسبات، لا نهائي المنجزات، التي لا يذكرونها ولا يحتفلون بها إلا
قبيل مناسبة المولد النبوي الشريف أَو بالتزامن معها؛ جاعلين الاحتفال بذكرى
"عفاش" شماعة لإثارة النعرات الحزبية والطائفية، وبابًا لإذكاء نار الأحقاد،
ومنبرًا لإشعال حروب الثارات والانتقامات الوحشية؛ بهَدفِ إقلاق الأمن والسكينة
المجتمعية، وإشغال الشعب اليمني وجيشه عن إسناد غزة ومواجهة العدوان، بمعارك
داخلية طاحنة، وفك الحصار البحري والعسكري الذي فرضه الجيش اليمني على الكيان الإسرائيلي
الغاصب، إلى أن يتم إيقاف مجازر العدوان ورفع الحصار عن إخواننا المستضعفين في
قطاع غزة.
ولا فرق في ذلك بين عفافيش الداخل
وعفافيش الخارج؛ فموقفهم وتوجّـههم واحد، وهو ما أشاد به قادة الكيان الصهيوني، وأعلنوا
اعتمادهم عليهم لتنفيذ "الخطة ب"؛ كونهم يتماهَون مع المشروع الصهيوني
نصًّا وروحًا.

تغطية إخبارية | حول آخر التطورات في غزة و لبنان و سوريا | مع محمد هزيمة و نزار نزال و محمد الشيخ و علي بيضون 07-03-1447هـ 30-08-2025م

تغطية إخبارية | حول الخروج المليوني في ميدان السبعين وبقية المحافظات وآخر التطورات في غزة | 06-03-1447هـ 29-08-2025م

تغطية إخبارية | عن الخروج المليوني في #ميدان_السبعين وبقية المحافظات | مع د.عبد الملك عيسى و د. جهاد سعد و عدنان الصباح و رياض الوحيلي 06-03-1447هـ 29-08-2025م

الحقيقة لاغير |ما سر الصدمة والقلق السعودي بعد تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" | 23-02-1447هـ 17-08-2025م

الحقيقة لاغير | دور الإمارات في دعم المرتزقة لخدمة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية السودان واليمن نموذجًا | 18-02-1447هـ 12-08-2025م