• العنوان:
    13,655 مكفوفًا في غزة تحت القصف وبين ظلام الإعاقة وعتمة الحصار
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: في غزة، حيث تُضاء السماء بنيران القصف وتُغلق الأرض بأبواب الحصار، يعيش أكثر من 13,655 شخصًا من ذوي الإعاقة البصرية في ظلام مضاعف؛ ظلام البصر، وظلام الحرب.
  • كلمات مفتاحية:


بلا كهرباء، بلا دواء، بلا مدارس، وبلا ممرات آمنة، يواجه المكفوفون يوميًا تحديات وجودية وسط انهيار شامل للمنظومة الصحية ومعركة يومية من أجل البقاء.


وبحسب إحصاءات عام 2019، يشكل المكفوفون نحو 29% من مجموع ذوي الإعاقة في القطاع، من بينهم 7169 امرأة و6486 رجلًا، فيما تبلغ نسبة الأطفال من بينهم 7% فقط مقابل 93% من البالغين. أما اليوم، وبعد مرور ما يقارب عامين على العدوان، فقد ازدادت أعداد المكفوفين نتيجة القصف المباشر والإصابات الحربية.

دراسة ميدانية نُشرت عام 2025 كشفت أن 61% من حالات الإعاقة البصرية ناتجة عن أسباب وراثية، بينما 22.5% تعود لأمراض مزمنة، والباقي بسبب إصابات ناتجة عن القصف. وتشير الدراسة إلى أن أكثر من ثلث الأسر التي تضم مكفوفين لديها أكثر من فرد واحد يعاني من فقدان البصر.


لكن العدوان المستمر الذي يشنّه كيان العدو الصهيوني جعل من هذا الواقع الكارثي أسوأ من أي وقت مضى، إذ أصبح المكفوفون عالقين في ظروف بالغة القسوة، تتمثل في ندرة الأدوية، خاصة الخاصة بالعيون، فاقمت من تدهور الحالات، وكذا توقّف العلاجات والعمليات الجراحية بسبب انهيار القطاع الصحي، إضافة إلى الازدحام وانعدام الممرات المهيأة زاد من خطر الإصابات، وفوق ذلك انقطاع الكهرباء أدى إلى تعطّل الأجهزة الناطقة والهواتف الذكية".

 كما أن توقف مراكز التأهيل والمدارس المتخصصة أدّى إلى عزل آلاف الأطفال المكفوفين، ما يهدد مستقبلهم التعليمي والاجتماعي. كثيرون منهم يعيشون في حالة اكتئاب وعزلة تامة، وقد حُرموا من البيئة التي كانت تمكّنهم من التعلم والنمو.

في مشهد يعكس قسوة الواقع، يفقد طفل فلسطيني يبلغ من العمر 15 عامًا بصره بعد قصف مباشر استهدف المنطقة التي كان يجلب منها طعامًا لأسرته، ليعود فاقدًا للنظر، محطمًا من الداخل، وقد استُشهد والده قبله بأيام.

قصص كهذه تتكرر كل يوم، في مجتمع باتت فيه الإعاقة لا تأتي فقط بالولادة، بل أيضًا بالقصف والجوع والنزوح.

وفي ظل هذا الواقع الإنساني المروّع، يبقى ذوو الإعاقة البصرية في غزة في دائرة النسيان، ضحايا حرب لا تبقي ولا تذر، تقودها آلة قتل صهيونية تستهدف الجميع دون تمييز، وتغتال حتى أبسط حقوق الإنسان: أن يرى، أن يتحرك، أن يعيش.