• العنوان:
    قراءةٌ في خطاب السيد القائد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    جاء خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في لحظة فارقة من تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد أكثر من عشرين شهرًا من حرب إبادة معلنة، كشفت عن وحشية الكيان الصهيوني، وعجز النظام الدولي، وتخاذل الأنظمة العربية.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

الخطاب لم يقتصر على توصيف الجرائم، بل قدّم قراءة عميقة للمخطّط الصهيوني في أبعاده العقائدية والسياسية، وربطه بواقع الأُمَّــة وموقع اليمن في قلب المعركة.

 

أولًا: غزة.. جريمة العصر ومأساة القرن

أكّـد السيدُ القائد أنّ ما تشهده غزة هذا الأسبوع من مجازر بالقصف والتجويع يمثّل ذروة الإبادة الجماعية: مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وربع مليون طفل مهدّدون بالموت البطيء.

 مشهد الطفلة آمنة المفتي التي استُهدفت بصاروخ وهي تحمل جالون ماء لخّص –بحسب الخطاب– حقيقة الجريمة الصهيونية: تعطيش متعمّد، دم بارد، وعطش للقتل.

العدوّ لم يكتف بالقصف، بل حوّل الغذاء والدواء إلى سلاح، ليقدّم للعالم أبشع صورة عن "جريمة القرن" في حق المدنيين العزّل.

 

ثانيًا: الضفة والقدس.. استهداف متكامل

الخطاب توقف عند الضفة الغربية، حَيثُ يسعى العدوّ إلى إنشاء بؤر استيطانية تفصل الشمال عن الجنوب وتعزل القدس.

 الاعتداء على الأسيرات وتعذيب الأسرى – وُصُـولًا إلى تهديد مروان البرغوثي من قبل بن غفير – يكشف سياسة إذلال ممنهجة.

أما في القدس والمسجد الأقصى، فقد جدد السيد التحذير من أنّ الخطر المركزي هو مخطّط هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، وهو أمر ليس هامشيًّا أَو قابلًا للتنازل، بل ركيزة أَسَاسية في المشروع الصهيوني.

 

ثالثًا: المشروع الصهيوني.. عقيدة الاستعباد

أعاد السيد الحوثي تأكيد أن جوهر المشروع الصهيوني ليس سياسيًّا فحسب، بل ديني ــ عقدي، يُقدّم في الغرب على أنه "تجلٍّ إلهي".

 مئات الملايين من الأمريكيين والأُورُوبيين باتوا يعتقدون أن دعم "إسرائيل" واجب ديني لتحقيق "إرادَة الله"!

المشروع يقوم على أطماع لا تتوقف عند فلسطين، بل تشمل نهر النيل وسواحل مصر وأجزاء من الجزيرة العربية وُصُـولًا إلى مكة والمدينة.

جوهر هذا المعتقد: استعباد الشعوب أَو إبادتها، وهو مشروع شيطاني بلا أي مضمون إيجابي للبشرية.

 

رابعًا: الحقيقة القرآنية في مواجهة الزيف الصهيوني

الخطاب ذكّر بأن القرآن الكريم قدّم منذ قرون الحقيقة الكاملة عن دور اليهود: الإفساد في الأرض، العلو والاستكبار، والتحريف المُستمرّ للدين.

 ما نشهده اليوم من قتل وتجويع واحتلال يؤكّـد انطباق النص القرآني على الواقع.

في المقابل، المشروع الإلهي – كما أوضح – يقوم على الرحمة والعدل وحرية الإنسان من العبودية لغير الله، في تعارض مطلق مع مشروع الاستعباد الصهيوني.

 

خامسًا: الموقف العربي.. بين التخاذل والتواطؤ

انتقد السيد القائد بشدة الأنظمة العربية التي لم تكتفِ بالصمت، بل تورطت في دعم مباشر للعدو:

السعوديّة بنقل السلاح للكيان.

مصر بصفقة غاز بـ 35 مليار دولار مع الصهاينة.

تبني دعوات نزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان.

أما منظمة المؤتمر الإسلامي، فبعد 45 عامًا من قرارها بتحرير القدس، لم تتجاوز بيانات التنديد.

 في حين يتحَرّك العدوّ بجدية، تكتفي الأنظمة بعبارات ورقية، في مشهد وصفه السيد بأنه "موت للضمير العربي".

 

سادسًا: اليمن.. في قلب المعركة

اليمن – بحسب الخطاب – يقدّم اليوم النموذج العملي في الإسناد العسكري والشعبي:

42 عملية في شهر صفر شملت صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة، وُصُـولًا إلى يافا المحتلّة.

الحظر البحري على الكيان بات محكمًا من البحر الأحمر إلى بحر العرب.

التحَرّك الشعبي متصاعد: 1375 مسيرة ووقفة في أسبوع واحد، مؤتمر موسّع لعلماء اليمن، وأنشطة جامعية غير مسبوقة.

هذا الزخم – يؤكّـد السيد – يجسّد قول النبي: "الإيمان يمان والحكمة يمانية".

 

سابعًا: دعوة إلى الموقف الإيماني

اختتم السيد خطابه بدعوة صريحة للشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم الجمعة، معتبرًا أن الوقوف في وجه المشروع الصهيوني ليس خيارًا سياسيًّا بل واجب إيماني وإنساني، وأن الخضوع للاستعباد الصهيوني يعني فقدان الإيمان والكرامة والإنسانية.

 

خاتمة:

الخطاب لم يكن مُجَـرّد توصيف للجرائم، بل قراءة شاملة للصراع: من غزة الجريحة، إلى القدس المستهدفة، إلى العقيدة الصهيونية التي تلبّس الغرب، إلى واقع الأُمَّــة بين الخيانة والجمود، مقابل النموذج اليمني الحاضر في الإسناد والجهاد.

إنه خطاب يضع الأُمَّــة أمام مسؤوليتها: الصراع مع الصهاينة حتمي، والرهان على الله ووعده الحق، لا على سراب المساومات.