• العنوان:
    مراسلتنا في لبنان: العدو يخرق الهدنة جنوبًا.. والتصعيد مستمر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر اليوم، لم تمضِ ساعات قليلة حتى جدد العدو الصهيوني اعتداءاته على السيادة اللبنانية، حيث سجل توغل صهيوني في بلدة ميس الجبل – إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان – قامت خلاله قوات الاحتلال باقتحام وتفجير منزل سكني في الحي الشرقي من البلدة.
  • التصنيفات:
    عربي

وأكدت مراسلة قناة " المسيرة" في بيروت، زهراء حلاوي، أن هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة خروقات يومية متواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر، تشمل عمليات تسلل، تفجير منازل، واستهداف مباشر لأملاك المواطنين في القرى الحدودية، كما حصل أمس أيضًا في بلدة كفرتبنيت، حيث فجرت قوة صهيونية منزلًا دون أي مبرر سوى التخريب والترويع.

وأضافت حلاوي خلال مداخلتها في برنامج "نوافذ" على قناة "المسيرة" أن هذه الانتهاكات تأتي في وقت تتواصل فيه الضغوط السياسية والدبلوماسية لنزع سلاح المقاومة، مشيرة إلى أن كثيرًا من سكان الخطوط الأمامية لم يتمكنوا حتى الآن من العودة إلى منازلهم، بسبب استمرار التهديدات والعدوان الصهيوني.

وفي سياق التحركات السياسية، وصل صباح اليوم إلى بيروت المبعوث الأمريكي توماس باراك، برفقة المسؤولة السابقة في الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس، حيث بدأ زيارة سياسية بلقاء رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في قصر بعبدا، استمر قرابة الساعة.

وبحسب ما أكدته حلاوي، فإن باراك لم يحمل أي ضمانات أو التزامات أمريكية، لا بشأن وقف الاعتداءات الصهيونية، ولا حول تنفيذ أي خطوة مقابلة من جانب الاحتلال، رغم أن الحكومة اللبنانية قدمت مسبقًا تنازلات كبيرة من خلال موافقتها على صيغة "حصرية السلاح بيد الدولة"، في خطوة وُصفت بأنها تخدم العدو وتستهدف المقاومة.

وكان لافتًا – بحسب حلاوي – حديث باراك عن "إطلاق حوار جديد مع دول الجوار"، وهو ما اعتُبر تلميحًا غير مباشر لمساعٍ أمريكية لدفع لبنان نحو مسار تفاوضي مع العدو الإسرائيلي، في سياق محاولات تطبيع مقنّعة، يتم فرضها تحت عنوان "الاستقرار الإقليمي".

ورأت أن الضغوط الأمريكية مستمرة ومتصاعدة، وقد أثمرت في مراحل سابقة عن قرارات داخلية خطيرة تتعلق بمستقبل سلاح المقاومة، وهي اليوم تُستكمل بجولات دبلوماسية تهدف إلى تطويق أي موقف وطني يرفض الانصياع.

وأكدت حلاوي أن الوقائع على الأرض تُكذب كل الادعاءات الغربية حول التهدئة، مشيرة إلى أن العدوان الصهيوني مستمر ومتواصل على الأراضي اللبنانية، بالتزامن مع زيارة برات، ما يعكس ازدواجية الخطاب الأميركي، وتواطؤه مع مشاريع العدو.

ومن المقرر أن يواصل المبعوث الأمريكي لقاءاته، حيث يزور عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم يلتقي لاحقًا رئيس الحكومة نواف سلام، لكن – كما أكدت حلاوي – فإن كل هذه اللقاءات تبقى دون جدوى طالما أن برات لم يحمل في حقيبته أي التزام حقيقي أو تغيير في الموقف الصهيوني.

وأضافت أنه في ظل هذا المشهد، تتكشف مجددًا أهداف المرحلة، عبر محاولة تفكيك البيئة الحاضنة للمقاومة، وتحويل الجنوب إلى ساحة مفتوحة أمام العدو، مقابل وعود جوفاء لا توقف قصفًا ولا تمنع اغتيالًا، مؤكدة أنه مع ذلك، فإن المعادلة لا تزال راسخة على الأرض، فالمقاومة باقية، والجنوب لن يُسلَّم، وسلاح الكرامة لن يُسلَّم.