• العنوان:
    المولد النبوي الشريف.. موسمُ الفزع في بلاط النفاق!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في كُـلّ عام، يطلُّ علينا ربيعُ النور، فإذا بنوره لا يقتصر على شوارع صنعاء ولا جبال عمران ولا سهول تهامة، بل يمتدُّ ليعرّيَ ظلماتِ النفاق من نجد إلى واشنطن، ومن غرف الفتوى إلى غرف العمليات السوداء!
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

المولدُ النبوي الشريف، ذلك اليوم الذي ما يزال يثيرُ رُعْبَ الوهَّـابية، وارتباك الطواغيت، وهستيريا غرف التشويه والتحريض، لمُجَـرّد أن اليمنيين يرفعون رؤوسهم ويجددون عهدهم مع رسولهم، محمدٍ صلوات الله عليه وعلى آله، وهم يهتفون: "لبيك يا رسول الله"، لا "لبيك يا ترامب" ولا "لبيك يا صهيون".

هذا الارتباك السنوي ليس وليد لحظة، ولا ظرفًا سياسيًّا عابرًا، بل هو نتاجُ معركة ممتدة بين هويةٍ إيمانية أصيلة ومشروع نفاق يُغلف نفسه بالدين بينما يقتل روح الدين.

مشكلة العدوّ وأدواته ليست في لون الزينة، ولا في مكبِّرات الصوت، ولا في القصائد والمدائح، مشكلتهم أعمق: هم يخاصمون محمدًا نفسه، ويخاصمون النور الذي جاء به، ويعجزون عن تحمل وهَجَ رسالته، ولهذا، حين يحتفل اليمنيون بمولده الشريف، يضجون كالخفافيش حين يُشعل النور فجأة!

منذ سنوات، لم تهدأ آلة التضليل، لا منابر ولا صحف ولا مواقع ولا جيوش إلكترونية، كلهم تحت الطلب، وكلهم يجتمعون على كذبة موسمية اسمها: "موسم الجباية الحوثية"، مع أن الشعب نفسه، وبلا إجبار، يملأ الساحات، ويتسابق إلى التزيين والإنشاد والاحتفال؛ لأَنَّها مناسبة محفورة في وعيه الجمعي وتاريخه العميق، لا تمحوه الفتاوى ولا تحجبه المليارات.

العدوّ يريدنا أن ننسى محمدًا، أَو نحوِّلَه إلى قصة بلا روح، نذكره في الفاتحة وننسى نوره في الواقع، يريد إسلامًا لا يعارض أمريكا، ونبيًّا بلا كربلاء، وبلا بدر، وبلا حرية! يريدنا أن نحتفلَ بليالي المجون، ونسكت عن ليالي المولد! لكننا نعلم، أنها حرب على محمد وعلى الهُوية المحمدية، حربٌ على من قال: إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ومن قال: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.

من يظن أن هذه الحملات الموسمية ستُضعِفُ الوهجَ الإيماني في اليمن، فهو لم يفهم اليمن بعد، لم يقرأ تاريخ هذا الشعب، ولا آيات الإيمان في جباهه، اليمنيون كانوا يحتفلون بالمولد النبوي قبل أن يولد العدوّ، وقبل أن تُصدر فتاوى التحريم، وقبل أن تتحوَّلَ نجد إلى مصنع نفاق ديني وسياسي، وسيظلون يحتفلون، حتى لو وُقعت اتّفاقيات، لأن المعركة هنا ليست معركة بنزين وكهرباء، بل معركة وجود، معركة هوية، معركة إيمان.

كلما اقترب المولد، اشتدت حملاتهم، وتعددت واجهاتهم، من الشاشات إلى الشائعات، من الوهَّـابية إلى الليبرالية، من التحريم إلى التضليل، لكن الحقيقة تزداد وضوحًا: أنهم لا يحتملون محمدًا في واقع الأُمَّــة، وأن اليمن، منذ قال النبي "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، سيبقى في طليعة المعركة، لا يساوم على نبيّه، ولا على نوره، ولا على حريته.

فذكرى المولد النبوي الشريف في اليمن، ليس موسمًا طارئًا، بل موسم كشف، موسم إعلان الولاء، موسم هزيمة النفاق.