• العنوان:
    الكرامة بالسلاح.. والهوان بالتفريط
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    أمريكا و(إسرائيل) تنظر إلى العرب والمسلمين بازدراء، كما لو كانوا دمى بلا إرادَة، عقولهم مُجَـرّد أدوات توجّـه وتُستغل. يزداد استكبارهما عندما يجدان من بين أبناء جلدتنا من يأخذ بتوجيهاتهما على محمل الجد، ويقدّم التنازلات بسهولة، فيسهل عليهما الطمع أكثر فأكثر، وتستمر سياسة الهيمنة دون حدود.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

كل حركة مناهضة لمشروعهما تُحاصر، تُفقر، تُجرد من سلاحها، وتُجبر على تقديم تنازلات، ليُحرم العرب والمسلمون من أية قوة ردع، فيصبحون بلا حماية، بلا كرامة، بلا صوت. 

وهذا ليس مُجَـرّد احتقار، بل هو قمة التكبر، قمة السخرية، التي لم يكن من الممكن أن تصل إليها أمريكا و(إسرائيل) لولا التفريط والهوان.

وإذا استمر العرب والمسلمون في تقديم التنازلات بهذا الشكل المهين، سيأتي يوم يُفرض عليهم التخلي عن دينهم، عن مساجدهم وعباداتهم وتشريعاتهم، ليصبحوا مُجَـرّد أدَاة في يد الغير. لكن كلما واجهوا ردعًا من أول محاولة إملاء، تتغير سياساتهم، ويُصبح التحدي لهم ثقيلًا لا يمكن تجاوزه.

لقد كان حركة أنصار الله في اليمن مثالًا حيًا: طلبوا منها تسليم سلاحها، فرفضت، وجاهدت، وطورت قدراتها الدفاعية، لتصبح اليوم قوة لا يمكن اختراقها. لو سلمت سلاحها، لكانت اليمن اليوم تحت وصاية خارجية، أَو عنوانها الطاعة والتبعية. شعارها واحد: إذَا أردت السلام، فاحمل السلاح.

اليوم يطلبون من حماس وحزب الله تسليم سلاحهما، وغدًا سيطلبون من العراق، مصر، الأردن، السعوديّة، والمنطقة كلها. حتى الدول الصديقة لهم، سيُطلب منها التخلي عن القوة؛ لأَنَّها خطر على (إسرائيل)؛ لأَنَّ الثقة عندهم معدومة، حتى لو أعلنوا الانصياع. يقول الله تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".

السؤال الذي يجب أن يطرحه كُـلّ عربي ومسلم: هل يمكن لأي دولة عربية أَو إسلامية أن تقول لأمريكا أَو إسرائيل: سلّموا سلاحكم؟ هل ستستجيب؟ أم ستقابل بردة فعل، وربما هجوم مباشر؟ بينما العرب والمسلمون هم وحدهم من يُطلب منهم التخلي عن القوة، من يُطلب منهم الهوان، من يُطلب منهم التنازل عن الكرامة.

نحن في أخطر مراحل التاريخ. يجب أن نستفيق، يجب أن ننهض، يجب أن نعيد الاعتبار لشعبنا وأمتنا. كُـلّ دولة وكل حركة يجب أن تحافظ على سلاحها، كخط دفاع أول لحمايتها وكرامتها. التمسك بالقوة هو الذي يحمي الأُمَّــة من الذل، ومن الأعداء، ومن التفريط في الحق، ومن الله أولًا إذَا تمادى في الهوان.

إن أردنا أن نكون أُمَّـة لا يُهزم أعداؤها، يجب أن ننهض الآن، وأن نهيئ ما نستطيع من قوة وسلاح وعزيمة، فبدون ذلك لن نُحافظ على كرامتنا، ولن نكون إلا عنوانًا للهوان والخضوع.