• العنوان:
    بين بيانات العرب وتعطيل الموانئ الأوروبية… من يقف مع فلسطين؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    أدان وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، إلى جانب الأمناء العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ما يُسمى "إسرائيل الكبرى"، واعتبروا هذه التصريحات "استهانة صارخة بالقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي والسلم الإقليمي والدولي".
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لكن، وبكل صراحة، هذه البيانات لم تكن أكثر من غطاء للضعف والتواطؤ الصامت. فالموقف العربي الرسمي اليوم يختزل القضية الفلسطينية في كلمات فارغة، بينما الأرض الفلسطينية تُنهب والمستوطنات تتوسع بلا رادع. لا حصار اقتصادي، ولا قرارات فاعلة، ولا خطوات عملية تمنع الاحتلال من مواصلة أطماعه. هذا ليس قوة، بل تخلي عن القضية الفلسطينية.

على الجانب الآخر، يظهر المشهد الأوروبي بصورة صارخة حجم الفارق بين القول والفعل. في إيطاليا وفرنسا وبلجيكا واليونان والسويد وبريطانيا، النقابات العمالية والحركات الشعبية اتخذت خطوات عملية تعطل شحن الأسلحة والعتاد العسكري إلى إسرائيل، احتجاجًا على الجرائم التي تُرتكب في غزة، والتي وصفتها بـ "الإبادة الجماعية". الموانئ والمطارات توقفت، وسلاسل الإمداد البحري والجوي تعطلت، لتصبح هذه التحركات رسالة فعلية أقوى بكثير من كل البيانات العربية.

المفارقة الصادمة أن هذه الشعوب الأوروبية، التي لا تربطها فلسطين لا جغرافيا ولا دين، تتقدم إلى الصفوف، بينما الأنظمة العربية، المفترض أنها تحمل على عاتقها حماية القضية، تختبئ خلف الكلمات، مكتفية بالبيانات الرسمية التي لا تحمي الأرض ولا الدم.

القوة الحقيقية لا تُقاس بالبلاغة، بل بالقدرة على الفعل وتأثيره المباشر في مجريات الأحداث. الأوروبيون أوقفوا شحنات الموت، وأربكوا الاحتلال، بينما العرب يبحثون عن جملة أشد وقعًا ليتباهوا بها في بيان جديد، تاركين القضية تتعرض للابتلاع اليومي.

الرسالة واضحة: التاريخ لن يرحم المتواطئين والمتخاذلين. فلسطين تحتاج إلى مواقف عملية، خطوات جريئة، وقرارات صارمة تفرض على الاحتلال ثمنًا حقيقيًا، لا بيانات تُنسى بعد ساعات. كل يوم يمر على هذا الصمت الرسمي هو يوم آخر من التخلي العربي عن القضية الفلسطينية.

في هذا السياق، يصبح السؤال المحوري: هل ستستيقظ الأنظمة العربية لتترجم كلماتها إلى فعل حقيقي، أم ستظل فلسطين رهينة العبارات والشجب، بينما العالم يتحرك؟ التاريخ وحده سيجيب، وسيكتب أسماء من اختار الفعل وأسماء من اكتفى بالكلمات.