• العنوان:
    بين أمتار من العار وآلاف الكيلومترات من الشرف
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في القاهرة، وعلى بُعد أمتار من غزة التي تنزف ليلًا ونهارًا، يرقص العفافيش على أنغام الخيانة. أضواء الحفلات تلمع بينما دماء الأطفال لم تجف بعدُ على أرصفة المخيمات. ضجيجُ الغناء يغطي على صرخات الأُمهات، وكأن غزة على كوكب آخر، لا على الجانب الآخر من الحائط.

أي قلب هذا الذي لا يرتجفُ أمام صور المجازر؟ أي وجدان هذا الذي يحتفل بينما الجثث تُنتشل من تحت الركام؟ هذا ليس غياب ضمير فحسب، بل انخراط مباشر في جريمة التطبيع والخيانة، وبيع الدم الفلسطيني بثمن بخس.

وفي المقابل، على بُعد آلاف الكيلومترات، يقف أنصار الله في اليمن على عهدهم، يرسلون مواقفهم، وتهتز الأرض تحت أقدام السفن الحربية؛ بسَببِ صواريخهم التي تقول للعالم: هنا من ما زال حيَّ الضمير. هنا من لا يحتاج دعوة ولا وساطة ليدرك أن غزة تنادي.

المسافة ليست في الكيلومترات، بل في الكرامة. فكم من قريب في الخريطة، بعيد في المروءة، وكم من بعيد مكانًا، أقرب من الأخ شرفًا ووفاءً.

 "وأما الزبد فيذهب جُفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".

الزبد اليوم هو أصوات الحفلات وألوان الأضواء فوق جراح الأُمَّــة، وأما ما يبقى، فهو صرخة مقاوم، ودم شهيد، وموقف رجل صدق ما عاهد الله عليه.