-
العنوان:الصهيونية بين التلمود والهيمنة.. توضيحُ القائد وانكشافُ المشروع
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
في لحظة فارقة من الوعي والوضوح، قدّم
سماحةُ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه أمس واحدًا من أهم وأخطر
التوضيحات التي يحتاجها الرأي العام العربي والإسلامي لفهم طبيعة المشروع الصهيوني،
وانطلاقاته الحقيقية، ومنابعه الأيديولوجية، ومراميه السياسية. لقد كشف القائد –
بعمقٍ وبلاغةٍ وربطٍ استراتيجي – ما يُخفيه العدوّ من مسلمات عقدية وسياسية تحَرّك
جرائمه البشعة ضد أمتنا، ليس؛ باعتبَارها ممارساتٍ عسكرية أَو أمنية عابرة؛ بلْ باعتبَارها
تجسيدًا عمليًّا لعقيدة متطرفة تتغذى على الكراهية والاستعلاء.
أولًا: التلمود.. جذر الجريمة وبُوصلة
الاستباحة
لم يعد خافيًا أن كَثيرًا من الجرائم
التي يرتكبها الكيان الصهيوني – من قتل وتشريد وتجويع ومحو للهويات – لا تنبع فقط
من عقل استعماري تقليدي، بل من عقيدة دينية منحرفة يُمثّل التلمود أحد أعمدتها الأَسَاسية.
وقد أشار سماحة السيد إلى هذه الحقيقة بوضوح لا لبس فيه، كاشفًا أن هؤلاء
التلموديين يؤمنون بأن باقي البشر ليسوا سوى "غوييم" (أي أدنى مرتبة من
اليهود، ولا قيمة لدمهم أَو حياتهم)، ما يبرّر في معتقدهم نهب ثروات الشعوب، وسفك
دمائهم، واغتصاب أرضهم، دون أي تأنيب ضمير.
هذا التلمود – المليء بالعنصرية
والكراهية والتعاليم الاستعلائية – لا يُدرّس في السر، بل هو جزء من مناهج التعليم
لدى كثير من الحاخامات، ويُعد مرجعًا لشرعنة الاحتلال والقتل والتوسع. من هنا ندرك
أن ما يجري في فلسطين وغزة، ليس فقط صراعًا على أرض، بل هو تطبيق مباشر لعقيدة
متطرفة ترى في القتل "قربانًا"، وفي الاحتلال "أمرًا إلهيًا"،
وفي الإبادة "تحقيقًا للنبوة"!
ثانيًا: الصهيونية.. مشروع
الهيمنة باسم الدين
لكن الخطر لا يتوقف عند حدود التلمود،
بل يتوسع حين يتحوّل إلى مشروع سياسي تحمله الصهيونية العالمية، متحالفةً مع قوى
الغرب الاستعماري. فقد أوضح القائد أن اليهود الصهاينة لا يتحَرّكون فقط بدافع
ديني، بل من خلال أطماع هيمنة وسيطرة تشمل العالم بأسره. إنهم لا يريدون فقط احتلال
الأرض، بل يريدون امتلاك القرار الدولي، ونهب الثروات، والتحكم في الإعلام، وتفكيك
المجتمعات، وفرض نماذج ثقافية مشوهة تمهّد لقبول السيطرة.
هنا تلتقي الصهيونية مع الرأسمالية
المتوحشة، ويتحوّل الكيان الصهيوني إلى رأس حربة لمشروع استعماري جديد يتخفى في
ثياب "الحداثة" و"الديمقراطية"، بينما يمارس أبشع أشكال الإجرام
العنصري والاستعباد الإقليمي. لم يعد الأمر يقتصر على فلسطين، بل يمتد ليطال اليمن،
ولبنان، والعراق، وسوريا، وإيران، وكل دولة تُبدي تمردًا على النظام الدولي الخاضع
لسطوة الصهيونية.
ثالثًا: التطبيع.. أخطر أشكال
الخضوع للعقيدة القاتلة
حين نفهم هذه الخلفية العقائدية
والسياسية، ندرك حجم الخطر الذي يمثله مسار التطبيع، لا بوصفه "خيانة"
سياسية فقط، بل كاختراق للعقيدة والوعي والسيادة. فالتطبيع مع كيان يتغذى على
التلمود، ويخطط للهيمنة باسم الدين، هو قبول ضمني بالاستعباد، وانخراط مباشر في
مشروع السيطرة على الشعوب. ومن هنا فإن كُـلّ خطاب يُروّج للتطبيع أَو يُبرّر له
أَو يُهوّن من خطورته، إنما يعمل – بوعي أَو بغير وعي – على تمرير المشروع
الصهيوني داخل الأُمَّــة، وتسهيل تفتيتها من الداخل.
لقد قالها سماحة السيد بصراحة:
"هذه معركة وجود وهوية وكرامة، لا يمكن أن تُفهم بمعزل عن خلفيتها العقائدية،
ولا أن تُحسم إلا بوضوح الوعي وتجذّر الموقف المقاوم. "
رابعًا: الحاجة إلى جبهة توعية
ومقاومة
إن التوضيح الذي قدمه القائد اليوم
لا يجب أن يمر مرّ الكرام، بل يُفترض أن يتحوّل إلى محور تعبوي وتوعوي في الإعلام،
وفي المدارس، وفي المساجد، وفي كُـلّ منابر الأُمَّــة. لأن مواجهة المشروع
الصهيوني ليست فقط بالبندقية، بل قبل ذلك بالوعي، وبكشف جذوره وفضح عقائده. علينا
أن نعلم أبناءنا أن هذا العدوّ لا يُحاور ولا يُساير، لأنه قائم على كراهية الآخر وسحقه،
ولا يُؤمن إلا بالقوة والغلبة.
كما أن على النخب والمثقفين والعلماء
أن ينهضوا بمسؤولياتهم في كشف هذا الخطر، وتحصين الأُمَّــة من السقوط في أوهام
"السلام" الذي لا يُراد منه سوى إذلال الشعوب وسرقة ثرواتها.
خامسًا: اليمن وفلسطين.. جبهتان
لعقيدة واحدة في المقاومة
في ظل هذا الوعي، نفهم لماذا تُستهدف
اليمن اليوم بهذا الشكل الوحشي، ولماذا تُحاصَر غزة حتى الجوع والموت، ولماذا تُشن
الحملات على كُـلّ صوت مقاوم. إنها معركة واحدة، تتعدد ساحاتها، لكنها ترتكز على
ذات الخطوط: عدو تلمودي صهيوني يريد السيطرة على المنطقة، وشعوب حرة ترفض الاستعباد
وتسعى للتحرّر.
ومن هنا فإن صمود اليمن، واستمرار
عملياته العسكرية في البحر الأحمر، ودعم المقاومة في كُـلّ الساحات، ليس مُجَـرّد
تضامن عابر، بل هو موقف مبدئي نابع من فهم عميق لطبيعة المعركة وجذورها العقائدية
والتاريخية.
ختامًا.. من التوضيح إلى المواجهة
لقد قدّم سماحة السيد القائد اليوم
خريطة طريق وعي، تبدأ من فهم العقيدة التلمودية التي تُنتج الاستعلاء والقتل، ولا
تنتهي عند المشروع الصهيوني الساعي للهيمنة على العالم، بل تمر عبر كُـلّ تفاصيل
المعركة التي نخوضها يوميًّا سياسيًّا وعسكريًّا وثقافيًّا.
إن هذا التوضيح ليس مُجَـرّد تحليل
سياسي، بل دعوة صريحة لاستنهاض الأُمَّــة، وتحصينها من الداخل، وإعدادها لمواجهة
طويلة لا تحسمها البيانات، بل تُحسم بالوعي والبندقية معًا.
فمن لم يفهم عدوه، سقط في أحضانه دون
أن يشعر.
ومن لم يعِ معركته، صار وقودًا لها أَو ضحيتها.
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والمنطقة | مع وليد محمد علي و علي أبي رعد و علي حمية و محمد طاهر أنعم و مختار الرياشي و زياد الحموري 14-05-1447هـ 05-11-2025م
تغطية إخبارية | قراءة في كلمة السيد القائد بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات والمستجدات | مع د. طه المتوكل ود. نور الدين أبو لحية ود. محمد البحيصي 13-05-1447هـ 04-11-2025
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع أركان بدر و عصري فياض و علي حمية و نضال زهوي 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع د. وليد محمد علي، و العميد علي أبي رعد، و العقيد أكرم كمال سيروي، و د. نزيه منصور 09-05-1447هـ 31-10-2025م
لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م