• العنوان:
    ستارلينك .. سلاحٌ غربيٌ جديدٌ في اليمن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في خضم التحديات الكبيرة التي تواجهها اليمن، بسبب دعمها المتواصل منذ عامين لغزة وحركات المقاومة الفلسطينية، كجبهة اسناد قوية ومؤثرة، تبرز على الساحة تهديداتٌ جديدةٌ لا تقل خطورة عن الصواريخ والطائرات المسيرة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:


إنها حربٌ من نوعٍ آخر، تُخاض في الفضاء الرقمي، وأداتها هي خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، ورغم ما يبدو من مغرياتٍ في هذه التقنية، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر تجسسية ومخابراتية جسيمة تهدد سيادة اليمن وأمنه القومي.



يستند الخطر الأكبر لـ"ستارلينك" على طبيعة عملها التي تتجاوز البنية التحتية التقليدية للاتصالات في بلادنا، فبينما تعتمد شبكات الإنترنت المحلية على كوابل أرضية ومراكز بيانات تقع تحت سيطرة الدولة، تعمل "ستارلينك" عبر أقمار صناعية مدارية، مما يجعلها خارجة عن سلطة الرقابة، حيث وهذا الغياب للرقابة يفتح الباب على مصراعيه أمام التجسس المباشر وغير المباشر، حيث يمكن للأجهزة الأمنية المعادية، بالتنسيق مع الشركة المشغلة، مراقبة وتحليل حركة البيانات للمستخدمين اليمنيين.

من الناحية المخابراتية، تُعد "ستارلينك" كنزاً من المعلومات لأجهزة العدو الصيهوأمريكي، فكل جهاز متصل بالشبكة يصبح نقطةَ بياناتٍ يتم جمعها وتحليلها، هذه البيانات، التي قد تبدو عادية في ظاهرها، يمكن استخدامها لرسم خريطة دقيقة للأنشطة في مناطق مختلفة، وتحديد مواقع الأفراد، ورصد تحركات القوات العسكرية، بل وحتى اختراق أنظمة الاتصالات الحيوية. ففي ظل المواجهة المفتوحة مع العدو الأمريكي و"الإسرائيلي" ويصبح تفعيل هذه الخدمة بمثابة تسليم أوراق هامة للخصم، تُستخدم ضدهم في أي مواجهة عسكرية قادمة.

لقد كشفت التجارب في مناطق صراع أخرى، مثل الحرب الأوكرانية، عن الدور المحوري لـ"ستارلينك" في تمكين العمليات الميدانية وتوجيه الطائرات المسيرة، وهذا يطرح تساؤلات خطيرة حول احتمالية استخدام هذه الخدمة في اليمن لتسهيل عمليات التجسس وتوجيه ضربات ضد أهداف يمنية، أو حتى للتنسيق بين خلايا العمالة والجواسيس في الداخل.

إن الخطر لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يمتد ليشمل الجانب الاجتماعي والسياسي، فـ"ستارلينك" يمكن أن تُستخدم كأداة لشن "حروب الوعي" وتغيير القناعات عبر استهداف الأفراد بمحتوى مصمم خصيصاً للتأثير في آرائهم ومواقفهم. هذا التوجه يهدف إلى زعزعة النسيج الاجتماعي، وإثارة الفتن، وتقويض ثقة الشعب بقيادته، خدمةً لأجندات خارجية.

وفي الختام، يجب على اليمن أن يتعامل بحذر شديد مع هذه التكنولوجيا، ففي الوقت الذي قد تبدو فيه "ستارلينك" حلاً سحرياً لمشاكل الاتصال، فإنها في الواقع تحمل في جعبتها تهديداً وجودياً للسيادة والأمن، حيث وأن الوعي بهذه المخاطر هو الخطوة الأولى لمواجهتها وعدم التعامل معها وتجنبها خشية أن نصبح فريسة للأعداء.

تغطيات