• العنوان:
    حين صمتت العواصم.. تكلّمت صنعاء!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في عالمٍ تحوّلت فيه القضية إلى عبء، والمقاومة إلى تهمة، 

وفي لحظةٍ خرس فيها صوت العروبة، وارتجف فيها ميزان المواقف، 

خرج اليمن من تحت رماده، من تحت الحصار، من تحت جراحه،

ليقول كلمة الحق في وجه العالم كله:

"لن نترك غزة تموت جوعًا،

ولن تمر السفن إلى تل أبيب عبر بحرنا الأحمر كأن شيئًا لم يكن".

غزة، التي تُحاصر منذ أكثر من 15 عامًا،

والتي تُقصف في ليلها وتُجوَّع في نهارها،

وجدت في اليمن الظهير الذي لا يعرف المساومة،

والصوت الذي لا ينكسر،

واليد التي تمتد، لا لتصافح… بل لتقصف إن لزم الأمر.

البحر الأحمر... أصبح خطَّ النار اليمني؛ مِن أجلِ فلسطين.

ليست بيانات، ولا مؤتمرات صحفية.

بل موقف عسكري معلن، حقيقي، مباشر، شجاع.

حين قرّر العدوّ أن يتلذذ بتجويع أهل غزة،

قرّر اليمنيون أن يُغلقوا عليه كُـلّ باب رزق في البحر الأحمر.

فلا ممرات آمنة،

ولا تجارة عادية،

ولا سفن صهيونية تمر وكأن في غزة لا يموت أحد.

لقد تحوّل البحر الأحمر إلى ساحة شرف وموقف،

وتحوّل مضيق باب المندب إلى كلمة يمنية صارخة:

"لن نكون بوابةً لحصار غزة".

في زمن التخاذل... اليمن لا يخون.

في الوقت الذي اختار فيه البعض لغة الحياد والتبرير والصمت البليد،

اختار اليمن أن يكون حاضرًا في الميادين، في الإعلام، في السياسة، وفي البحر.

صواريخ انطلقت من عمق الأرض اليمنية باتّجاه أهداف صهيونية،

رسائل صادقة أطلقتها قوارب يمنية على مياه البحر الأحمر،

ومسيرات شعبيّة عمّت البلاد من صعدة إلى عدن،

تقول للعالم:

"لسنا بخير، لكننا نقف مع غزة،

وجوعنا لا يُنسينا جوعها،

وحصارنا لا يمنعنا من كسر الحصار عنها".

غزة... ليست وحدها.

من يُرد أن يرى الكرامة في زمن الذل،

فلينظر إلى اليمن.

من يُرد أن يتعلّم أن المقاومة لا تحتاج مليارات، ولا تحالفات،

بل تحتاج فقط رجالًا يعرفون طريق القدس،

فلينظر إلى اليمن.

من يُرد أن يفهم أن الأُمَّــة لم تمت،

فلينصت إلى صوت اليمنيين وهم يهتفون في كُـلّ جمعة:

"بالروح… بالدم… نفديكِ يا فلسطين".

وأخيرا… كلمة للتاريخ:

غزة لا تجوع…؛ لأَنَّ اليمن لا ينسى.

وغزة لا تسقط…؛ لأَنَّ في اليمن رجالًا يحمون ظهرها.

وإذا سُئل التاريخ يومًا:

"من الذي بَقِي مع فلسطين حين تخلّى العالم؟"

فسيكتب بمداد الفخر:

"كان اليمن هناك،

لا يتاجر،

لا يساوم،

لا يساير،

بل يقاتل".

* أمين عام جامعة الضالع


تغطيات