-
العنوان:المساعدات جوًّا: شرعنةٌ لحصار غزة وتمديدٌ لتجويعها
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
عامانِ
من الثبات والصمود الأُسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رافضًا كُـلَّ محاولات
التهجير أَو الاستسلام؛ ما جعل النظام الأمريكي والكيان الصهيوني أكثرَ إصرارًا
على التخلُّص من هذا الشعب العصي؛ فمن لم يُقتَلْ بالغارات الجوية، يُقتَلْ
بالحصار والتجويع.
فأُغلقت
المعابر، ومُنعت المساعدات الإنسانية، باستثناء ما تقدمه المنظمة الأمريكية
الصهيونية التي تحوّلت إلى كمائن ومصائد للموت. ورأينا، بعدَ شهرين أَو أكثر من
تنفيذ هذه الآلية الإجرامية، كيف بدأت المجاعة تفتك بسكان القطاع، وبدأ العالم
يشاهد الناس هياكل عظمية، يتساقطون جوعًا أمام وسائل الإعلام المختلفة، ويرتقي
منهم شهداء بالعشرات يوميًّا.
ومع ارتفاع
السخط الشعبي العالمي ضد الكيان الصهيوني والنظامين المصري والأردني المسؤولين عن
هذه المجاعة، بعد العدوّ الأمريكي، بدأ الأعداء يدركون أن الوضعَ سينفجرُ في
المنطقة، وربما يخرج عن السيطرة؛ فقرّروا امتصاص هذا السخط والالتفاف على
المطالبات بضرورة فتح المعابر وإدخَال المساعدات إلى قطاع غزة.
ولذَرِّ
الرماد في العيون، سُمِحَ بإدخَال بعض الشاحنات من معبر رفح لتخفيف الضغط على
النظام المصري، والسماح للنظامين الأردني والإماراتي بإسقاط بعض المساعدات من الجو
على القطاع، في مخطّط أمريكي صهيوني لتحسينِ الصورة القبيحة لهذه الأنظمة الوظيفية
العميلة من جهة، ومن جهة أُخرى إبقاء الأهالي في الحصار والمجاعة، حتى يرضخوا لمخطّط
التهجير عن أرضهم أَو القبول بالموت البطيء.
وما يتضح
فعليًّا من خلال حفنة المساعدات التي تم الإعلان عن دخولها منذ الأمس، والتي أعلن
النظامُ المصري إدخَالَها من معبر رفح، وتم تسليمُها للقوات الصهيونية، والمساعدات
التي أسقطتها الطائرات الأردنية والإماراتية، أنّها نزلت في المناطق التي نزح منها
السكان أصلًا، ولم يصل للأهالي شيء حتى الآن، رغم تغني الإعلام المتصهين بها.
وبات من
المؤكّـد أن الأنظمةَ العربية المطبّعة لم تخدم بهذه المساعدات سوى الكيان
الصهيوني؛ فهي من جهة خففت الضغط والسخط العالمي عن الكيان، والأخطر من ذلك ما قام
به "شيطان أبوظبي" من إسقاط المساعدات جوًّا؛ لأَنَّ في ذلك شرعنة
للحصار الصهيوني لقطاع غزة، وأظهر للعالم أن هناك موافقة عربية على هذه الآلية.
الآلية
الخبيثة هذه، لن تفيَ بحاجات الأهالي؛ بل تشكّل خطرًا حقيقيًّا على حياتهم، وخُصُوصًا
أنهم باتوا محشورين في منطقة لا تتجاوز مساحتها 15 % من مساحة القطاع، وإسقاط هذه
المساعدات على رؤوسهم لا شك أنه سيؤدي إلى وفاة الكثير منهم.
ومن
ناحية أُخرى، كم تحتاجُ هذه الطائرات إلى طلعاتٍ جوية لإسقاط المساعدات التي
تحملها آلاف الشاحنات المتوقفة أمام معبر رفح؟ ثم إن النظام الأردني والإماراتي، صهاينة
أكثر من الصهاينة أنفسهم، سيتوقفان فورًا عن إسقاط هذه المساعدات متى وجّههما
الكيان الصهيوني أَو النظام الأمريكي في أية لحظة.
إسقاط
المساعدات من الجو على مليوني نسمة لا يعني امتهان كرامة فقط؛ بل يؤكّـد أن
المجاعة سوف تتكرّر، وأن الحصار سوف يستمر. لذلك نتمنى من كافة الشعوب العربية والإسلامية
وبقية شعوب العالم الحر أن تواصل احتجاجها وسخطها وضغطها على الكيان الصهيوني
والنظام الأمريكي وأدواتهم في مصر والأردن حتى يتم فتحُ كافة معابر القطاع.
وهذا هو
الحلُّ الأمثل: إدخَالُ كافة المساعدات برًّا دونَ أية عوائقَ صهيونية أَو أمريكية،
وإلا فَــإنَّ المأساة في غزة سوف تستمر، والمعاناة لن تتوقف، وسيشاهد العالم
المزيد من ضحايا الإبادة الجماعية؛ مِمَّـا يسهم في تعميق الكارثة الإنسانية
الأفظع في تاريخ البشرية. وهذا ما يخطط له الأمريكان والصهاينة وأدواتهم في
المنطقة خلال المرحلة القادمة.
* أمين عام مجلس الشورى

تغطية خاصة | حول الخروج المليوني الاستثنائي في ميدان السبعين وبقية المحافظات بمناسبة المولد النبوي الشريف | 12-03-1447هـ 04-09-2025م

تغطية خاصة | حول آخر المستجدات في غزة ولبنان وحول الخروج المليوني الاستثنائي في ميدان السبعين وبقية المحافظات بمناسبة المولد النبوي الشريف | 13-03-1447هـ 05-09-2025م

تغطية خاصة | حول الخروج المليوني الاستثنائي في ميدان السبعين وبقية المحافظات بمناسبة المولد النبوي الشريف | 12-03-1447هـ 04-09-2025م

الحقيقة لاغير |ما سر الصدمة والقلق السعودي بعد تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" | 23-02-1447هـ 17-08-2025م

الحقيقة لاغير | دور الإمارات في دعم المرتزقة لخدمة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية السودان واليمن نموذجًا | 18-02-1447هـ 12-08-2025م