-
العنوان:(الجزيرة) والجولاني
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
عملت شبكةُ (الجزيرة) الناطِقةُ
بالعربية على تغطية جرائم الجولاني ومجموعاته الإرهابية خلال الفترة السابقة على
عملية السطو على السلطة في سوريا في ديسمبر سنة 2024م، وكانت ذريعتها لتلك التغطية
دعم ثورة الشعب السوري ضد النظام الظالم المستبِد القائم على شؤون الحكم في سوريا
حينها، والذي كان أفضلَ بكثير مقارنة بغيره من الأنظمة الوظيفية في المنطقة
العربية!
وحين تمكّنت القوى المصنَّفة دوليًّا
وأمميًّا بأنها إرهابيةٌ من السطو على السلطةِ في سوريا، عملت قناةُ (الجزيرة) على
تبييض صفحاتها السوداء؛ فقد جسَّدت شبكة (الجزيرة) حينها دور المكتشف، فعرضت اكتشافاتها
للجمهور في تغطية واسعة ومُستمرّة، وتمثلت تلك الاكتشافات فيما تم وصفه بالمقابر
الجماعية للنظام السوري المخلوع، والسجون والمعتقلات وأماكن السحل والتعذيب لأبناء
الشعب السوري!
وإن كنا هنا لا نبرّر ولا ننفي وجود
مثل تلك الأماكن لدى النظام السوري، فهي موجودة لدى غيره من الأنظمة الوظيفية في
المنطقة، وربما أسوأ منها، غير أن اكتشافات شبكة (الجزيرة) التي واكبت عملية السطو
على مؤسّسات الدولة السورية، والتغطية الواسعة لتلك الاكتشافات كان هدفها صرف
الرأي العام عن الفظائع التي اقترفتها المجموعات الإرهابية بحق منتسبي أجهزة ومؤسّسات
الدولة في سوريا، تحديدًا الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وشبكة (الجزيرة) بذلك إنما تهدف إلى تهيئة
الرأي العام لتقبل كُـلّ تلك الفظائع التي اقترفتها المجموعات الإرهابية حينها؛
باعتبَار أنها ناتجة عن عمليات ملاحقة للمخربين من فلول النظام المخلوع! وخصصت
شبكة (الجزيرة) مساحات واسعة من تغطياتها الإخبارية وتناولاتها الإعلامية، وكانت
تبث مباشرة من العاصمة دمشق وغيرها من المحافظات السورية؛ مِن أجلِ تبييض الصفحات
السوداء للمجموعات الإرهابية التي تواصلت جرائمها بحق الأبرياء من أبناء الشعب
السوري.
ولم تكن شبكة (الجزيرة) لتحيد عن
سياستها الممنهجة في تغطياتها وتناولاتها لما انكشف من تلك الجرائم بأنها ناتجة عن
ملاحقة فلول النظام المخلوع، رغم أن ضحايا أغلب تلك الجرائم كانت من النساء والأطفال
خُصُوصًا تلك التي اقترفتها المجموعات الإرهابية الجولانية في الساحل السوري، والتي
تفاخرت المجموعات الإرهابية بتسريب مقاطع مصورة منها، تفضح تضليل شبكة (الجزيرة)
وزيفها في تغطيتها لتلك الجرائم.
ومؤخّرًا وبعد صمت مريب، أقرت اللجنة
المكلفة بالتحقيق في جرائم الساحل السوري بسقوط مئات الضحايا من المدنيين من بينهم
تسعون امرأة! بعد أن حملت مسؤولية تلك الجرائم لفلول النظام المخلوع المتسبب فيها!
ويأتي هذا الإقرار بعد طرد الكيان الصهيوني مؤخّرًا للمجموعات الإرهابية المسمَّاة
الجيش السوري من محافظة السويداء، واستهداف سلاح الجو الصهيوني للعاصمة دمشق
ومراكز سيادة الدولة فيها ومنها وزارة الدفاع وهيئة الأركان والقصر الرئاسي.
ولقد كان هذا الإقرارُ بمثابة تبريدٍ
للحالة في الساحل السوري حتى لا تسخن مستفيدة من سخونة منطقة الجنوب، وقد حظي هذا
الموضوع بتغطية واسعة من جانب شبكة (الجزيرة) القطرية ليس حُبًّا في أبناء الساحل
السوري أَو إظهارا لحقيقة الجريمة التي تعرضوا لها، بل لحماية الجولاني ومجموعاته
الإرهابية من أية آثار ارتدادية لانتكاستها في الجنوب وإجبارها على مغادرة محافظة
السويداء وانكسارها وعجزها أمام الآلة العسكرية الصهيونية المساندة للدروز في هذه
المحافظة الجنوبية.
ولم تتأخر شبكة (الجزيرة) في التغطية
بشكل واسع لموقف الجولاني السلبي الجبان ومجموعاته الإرهابية المسمَّاة بالجيش
السوري في مواجهة إهانة الكيان الصهيوني للشعب السوري بقصف العاصمة دمشق وطرد تلك
المجموعات، التي هي من حَيثُ الأصل سورية وبمسمى الجيش السوري من الأراضي السورية
ومنعها من دخول محافظة السويداء واستهداف عشرات الآليات المتقدمة نحو هذه المحافظة
بمن عليها.
ومع ذلك فقد حولت شبكة (الجزيرة) في
تغطياتها الواسعة موقف الجولاني السلبي المخزي والخانع والذليل إلى موقف إيجابي
صادر من رجل حكيم متبصر جنب سوريا مخاطر الدخول في حرب مع الكيان الصهيوني ينتج
عنها المزيد من الدمار في هذه المرحلة المهمة التي هي مرحلة بناء لمؤسّسات الدولة
السورية، وكل ذلك لحماية نظام الجولاني من الانهيار خُصُوصًا إذَا ما تحَرّك
الأكراد في اتّجاه مماثل لتحَرّك الدروز، وتبع ذلك تحَرّكات مماثلة في جهات أُخرى
متضررة من نظام الإرهابي الجولاني.
وكُلُّ ما سبق وغيرُه من تضليل شبكة (الجزيرة)
بتغطياتها الواسعة دفاعًا عن الجولاني ومجموعاته الإرهابية الوافدة على نظام الحكم
في سوريا، كُـلُّ ذلك هين في مقابل دفاعها البائس، يوم أمس تحديدًا في برنامجها ما
وراء الخبر الذي تطرقت فيه بالنقاش للوضع الراهن في سوريا مع عدد من الضيوف أحدهم
من عاصمة الإجرام العالمي واشنطن، وقد سأل المحاور ضيفَه الأمريكي بصيغة توحي
بالإلحاح والتوسُّل إليه لنقل مضمون دفاع شبكة (الجزيرة) عن الجولاني إلى الإدارة
الأمريكية لعلَّها تضغَطُ على الكيان الصهيوني للتخفيف من حدة وعنف قادته تجاه
الجولاني ومجموعاته الإرهابية!
وكان السؤال الدفاعي البائس من جانب
شبكة (الجزيرة) للضيف الأمريكي: (ألم يوفر الرئيس أحمد الشرع حمايةً مهمةً لـ (إسرائيل)،
بوقف المد الإيراني والإمدَاد بالسلاح باتّجاه الحدود الإسرائيلية؟ ألا يعبر ذلك
عن قوة الرئيس الشرع؟ وألا يتطلَّب ذلك سوريا قويةً موحَّدةً؟ فلماذا تعمد (إسرائيل)
إلى إضعاف سوريا وتفكيك وحدتها؟ بتدخلاتها المتكرّرة في الشأن السوري؟).
ولم أجد وأنا أتابع أهميّةً لسماع
جوابِ الضيف الأمريكي بقدر أهميّة استدعاء المعطيات التي سبقت استيلاء الجولاني
ومجموعاته الإرهابية على السلطة في سوريا، فالجولاني ومجموعاته الإرهابية هم جميعًا
صنيعة صهيوأمريكية، ودور الجولاني ومجموعاته الإرهابية دور وظيفي لخدمة الكيان
الصهيوني والإدارة الأمريكية، وهذه الإدارة والكيان الصهيوني هما من جلبا الجولاني
إلى حاضرة الشام عاصمة سوريا دمشق وأجلساها على كرسي الرئاسة فيها ليس للدولة بل
للخدمة!
ويبدو أن الجولاني ومجموعاته الإرهابية
قد أساءوا الدورَ الوظيفي المكلَّفين به حين أوعزوا إلى شبكة (الجزيرة) إثارة
موضوع وقف تدفق الدعم والسلاح الإيراني إلى أعداء (إسرائيل)، في محاولة لتسجيل
موقف يمتن به الجولاني على الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني؛ ولأن أيًّا منهما
لا يقبل إثارة ذلك خلف الكواليس ويمكن أن يتعرض الجولاني للقمع في حال محاولته إثارة
مثل هذا الامتنان مباشرة في مواجهتهم!
ويبدو أن الجولاني اعتقد مخطئًا أن إيصال
ذلك عبر رسالة إعلامية من خلال شبكة (الجزيرة) يمكن أن يكون مجديًا، خُصُوصًا أن
هذه الشبكة سبق لها الترويج لموقف الجولاني في مواجهة طرده ومجموعاته الإرهابية من
السويداء ومهاجمة العاصمة دمشق من جانب الكيان الصهيوني بأنه موقف حكيم يسجل
للرئيس السوري!
لكن ما لا تدركه شبكة (الجزيرة)
الوظيفية هو أن امتنان الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني على الجولاني ومجموعاته
الإرهابية، سيظل طوقًا ملتفًا على أعناقهم جميعًا، وإن أثاروا موضوع وقف المد الإيراني
وتدفق الدعم والسلاح إلى أذرعها في المنطقة حسب ما ورد في مزاعم (الجزيرة) في
تغطيتها الإعلامية الهادفة إلى توفير نوع من الحماية الذاتية للجولاني وجماعاته الإرهابية.
والحقيقة أن ما سبق يكشف بكل وضوح
الدور الوظيفي لشبكة (الجزيرة) الناطقة بالعربية في خدمة مخطّطات الإدارة الأمريكية
والكيان الصهيوني التدميرية الإجرامية للمنطقة، ولو كان لدى شبكة (الجزيرة) أدنى انتماء
للأرض العربية، لأدركت يقينًا أن الدعم والإسناد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية
للمقاومة الإسلامية في مواجهة الطغيان الأمريكي والصهيوني، هو دور مشرف لها ولمن
تمدهم وتدعمهم، فقد نهضت بواجبها ونهضوا بواجبهم استشعارا منهم جميعًا لمسؤوليتهم
في حماية دينهم وبلادهم وأعراضهم، حين تنصلت الأنظمة الوظيفية العربية عن هذه
الواجبات!
واليوم تأتي شبكة (الجزيرة) الناطقة
بالعربية ودون حياء أَو خجل لتروج لذلك الإرهابي الجولاني أنه رئيس قوي وأنه قد تمكّن
من وقف المد والإمدَاد الإيراني لأعداء (إسرائيل) في المنطقة، ذلك الإرهابي
الملتحي الذي جلب الخزيَ والعار لسوريا ولشعبها، ولكل ذي لحية يعتز بلحيته من أبناء
الأُمَّــة الإسلامية، فمثل تلك اللحى الجولانية جديرٌ بها أن تستخدمَ مقشات
ومكانس لمخلفات الحانات والبارات الصهيوأمريكية، لا أن تتولى شؤون الحكم في دولة إسلامية.
ورحم الله الكفيفُ المبصِرُ شاعر
اليمن الكبير عبد الله البردوني فقد جاء في وصفه لأصحاب اللحى المزيفة:
سوف يأتي زمانُكم بالعجائب وتربي فيه النساء مخالب
وستغدو فيه اللحى جاذبات للعدا والردى وكل النوائب
وستنفث المنابر فيه سُمًّا وستخرج من المساجد مصائب
وسيولد من الحواري انتحاري ومن اللص سوف يولد تائب
وسيسطو على الحضارة غِرٌّ بدويٌّ عبدٌ رهينُ الأجانب
وسيلحق بائعُ الترب عارًا
وشنارًا بذبحِ تاريخ مأرب
وستغدو اللاذقيةُ دارًا
تسكنها الأشباح في كُـلّ جانب
وستزحف للانقضاض علينا جذوةُ الشر بنداءِ العقارب

تغطية خاصة | حول الخروج المليوني الاستثنائي في ميدان السبعين وبقية المحافظات بمناسبة المولد النبوي الشريف | 12-03-1447هـ 04-09-2025م

تغطية خاصة | حول آخر المستجدات في غزة ولبنان وحول الخروج المليوني الاستثنائي في ميدان السبعين وبقية المحافظات بمناسبة المولد النبوي الشريف | 13-03-1447هـ 05-09-2025م

تغطية خاصة | حول الخروج المليوني الاستثنائي في ميدان السبعين وبقية المحافظات بمناسبة المولد النبوي الشريف | 12-03-1447هـ 04-09-2025م

الحقيقة لاغير |ما سر الصدمة والقلق السعودي بعد تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" | 23-02-1447هـ 17-08-2025م

الحقيقة لاغير | دور الإمارات في دعم المرتزقة لخدمة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية السودان واليمن نموذجًا | 18-02-1447هـ 12-08-2025م