• العنوان:
    لولا الأحداثُ لَما عرفناهم!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    ألمٌ؛ حصار؛ قهر؛ معاناة؛ جوع؛ موت... هكذا هو الوضعُ في غزة، وهكذا يواجِهُ أبناؤها مصيرَهم، لا لذنبٍ اقترفوه، بل لأَنَّهم رفضوا أن يكون للصهاينة موطئُ قَدَمٍ في أرضهم.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ما يحدُثُ في غزةَ ليس مجرد مأساة عابرة، بل لحظة كاشفة، تُفهم من خلالها المواقف، وتتكشّف الأسرار، وتُعرف الأقوام من الأقوام.

ليس إلا ليُرى من يقف موقفَ الرجال، ومن يخنع خنوع العبيد.
ليس إلا محنة ومنعطفًا تاريخيًّا للفرز بين مؤمن صريح ومنافق صريح.
ليس إلا قضية أراد الله من خلالها أن يُعرف من هو من جنوده، ومن هو من أعدائه.
ليس إلا ليميز الله الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والشجاع من الجبان.
ليس إلا لتُعرف جماعات من جماعات، وتحالفات من تحالفات، وتوجهات من توجهات، ورغبات من رغبات، وشهوات من شهوات، وعناوين من عناوين، وكلمات من كلمات، وأحزان الموجوعين من دموع التماسيح.

لم تأتِ قضية فلسطين صدفة، بل جاءت لتفضح الزيف،
لكي لا تُخدع الشعوب بزعمائها، وجيوشها، وأموالها،
ولكي لا تظن أنها ما دامت تسمع القرآن في المساجد، فهي في قلب الإسلام، فتطمئن وتضمن الجنة، بينما هي أمة تسير نحو النار.
ولكي لا تركن إلى جيوشها فتظن أنها قادرة على حماية نفسها، بينما هي جيوش تطيع حاكمًا فاسدًا تربّى على أيدي الصهاينة.

ما يحدث في غزة هو امتحان، لنعرف من ينصر الله ومن يخذله،
من يسارع في الخيرات، ومن يسارع في الشر والمنكرات،
من يقف إلى جانب المستضعفين، ومن يقف مع الجلادين.

هو لحظة لتمييز فتوى العالم الزنديق، الفاسق، الذي لا يتحدث عن الجهاد إلا إذا كان جهادًا فيه نكاح وزواج واغتصاب وسبايا،
ولكي يُعرف صوت العالم العابد، الزاهد، المجاهد.

هو كشف للجيوش:
الجيوش التي تحمي الأوطان والمقدسات،
والجيوش التي تحرس المراقص والملاهي.

هو تمييز للأموال:
الأموال التي تُنفق في سبيل الله، وعلى جنود الله، وعلى نصرة المستضعفين،
والأموال التي تُنفق في الحانات، وعلى أجساد الراقصات، وعلى أوتار الحفلات وصخب الملاهي.

لو لم تكن هناك غزة، لما عرفناهم،
لما عرفنا حقيقة تلك الجماعات التي كانت تتفاخر بثيابها البيضاء الناصعة، وأسنانها المستاكة بعود الأراك، وبفخامة أصواتها وبحة حناجرها التي كانت تصدع في مكبرات الصوت.

لم نكن لنعرفهم حين كانوا يسلبون ألباب الناس بدموعهم الغزيرة على غزة، ثم يملؤون جيوبهم وشيلانهم بالمال، قبل الصلاة وبعدها.

إن غزة جاءت لتكشف الخبيثَ من الطيب.
هي غربال هذا العالم، وهي نقطة تحديد المصير:
هل إلى الجنة؟ أم إلى النار؟


تغطيات