خاص| المسيرة نت: حذّر الخبير في الشؤون العسكرية العميد عمر معربوني من مخطّط أمريكي – صهيوني يهدف إلى تقسيم لبنان، موضحًا احتماليةَ شن هجوم من الجهة الشرقية للبلاد، ضمن مشروع أوسع لتغيير الجغرافيا السياسية في المنطقة.

وفي حديثه لقناة (المسيرة) أوضح معربوني أن "ما يجري في لبنان وسوريا ليس سوى ترجمة فعلية لمخطّطات قديمة جرى إحياؤها في ضوء تطورات الصراع الإقليمي والعدوان المُستمرّ على محور المقاومة"، مؤكّـدًا أن "الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي يسعيان لتقاسم النفوذ في لبنان وسوريا، مستفيدين من حالةِ التفكك السياسي والاقتصادي، وتوظيف المِلفات الطائفية والمذهبية كغطاء للضغط والتفكيك، مستشهدًا بما جرى في السويداء أخيرًا، حَيثُ تصاعدت المواجهات بين الدروز والجماعات المسلحة التابعة للنظام".

وأشَارَ إلى أن "واشنطن تعمل من خلال رسائلها وتحَرّكاتها على إعادة رسم دور سوريا كدولة محورية، ولكن ضمن مسار "مرحلة انتقالية" تخدم التوازنات الجديدة التي ترعاها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي"، موضحًا أن "التوصل إلى اتّفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين العدوّ الإسرائيلي وبعض الفصائل المسلحة في سوريا يأتي في هذا السياق، بعد أَيَّـام من العدوان الصهيوني الذي طال الأراضي السورية".

وأشَارَ معربوني إلى أن "التنسيق بين الكيان ودمشق – سواء مباشرة أَو عبر وسطاء – يهدف إلى إنهاء أدوار عسكرية معينة في الجنوب السوري؛ تمهيدًا لترتيبات إقليمية جديدة"، موضحًا أن "التحَرّكات الأخيرة في الأردن، وما تبعها من أحداث ذات طابع طائفي في بعض المناطق السورية، تؤكّـد أن هناك مخطّطا يُدار ضمن صندوق المصلحة الأمريكية، حَيثُ يُعاد توزيع الأدوار وتحديد الوظائف السياسية والأمنية للدول في المشرق العربي".

وشدّد على أن "إدارة الصراع بهذه الوتيرة السريعة تعكس رغبة الأطراف الدولية في حسم ملفات المنطقة خلال فترة قصيرة"، مؤكّـدًا أن "الاحتلال الإسرائيلي يعمل بتنسيق مع واشنطن على تسريع الخطى نحو فرض وقائع ميدانية جديدة، من شأنها تقليص نفوذ محور المقاومة، وتفكيك الدول إلى كيانات طائفية وضعيفة".

وخلص إلى أن "ما يحدث اليوم في سوريا ولبنان ليس معزولًا عن مشروع تقسيم المنطقة، بل هو جزء من استراتيجية أمريكية- صهيونية لإعادة رسم الخارطة السياسية بما يخدم مصالح الاحتلال، ويقضي على ما تبقى من توازنات المقاومة والسيادة في بلاد الشام".