منذُ أربعةِ أشهر من استئنافِ العدوانِ والنكثِ بالعهد.

يواصلُ العدوّ الإسرائيليُ سادِيتَه ضد غزةَ وأطفالها ونسائِها وكلِ مدنييها.

مستندًا إلى دعمِ أمريكا أكبر امبراطورياتِ الإجرام، وخِذلانِ أنظمة العمالةِ والنفاق، وقوى الفُرجةِ العربيةِ والإسلاميةِ.

وهي تشاهدُ أشقاءَها في غزةَ منذُ قرابةِ عامين، وهم يُقتَّلون ويُشرَّدون ويُهجَّرون ويُجوَّعون، ويُمنَعون الماء والدواء.

ورغم قتامةِ المشهدِ ومأساويتِه الإنسانية، لا يزال رجالُ الله من مجاهدي المقاومةِ صُدُقٌ على العهد.

في متاريسِ الجهادِ ومحاريبِ الشهادة، يَكْمُنون عند كُـلّ عُقدة.

ويُجرِّعُون العدوّ الويلاتِ ويُثخنون جنودَه بالقتل والخسائر.

وقد أطاحوا في ظرفِ أربعةِ أشهر رغم كُـلّ الظروفِ بمئاتِ الجنودِ الصهاينةِ بين قتيلٍ وجريحٍ أَو مريضٍ نفسي.

وبعد واحدٍ وعشرين شهرًا من الجهادِ والعطاءِ والتضحية.

يَمدُّ المجاهدون العزمَ بالعزم.

يستمدون من ثقةِ موسى، ويقينِ يوسف، وإيمانِ محمدٍ خاتمِ أنبياء الله، ثقتَهم بالله، يقينَهم بالنصر، وإيمانَهم بالغلبةِ والتمكين.

وكما لو أن الحربَ في بداياتِها يُشمرون عن سواعدِهم.

ويعلنونَ على لسانِ أبي عبيدةَ جهوزيتَهم لحربِ استنزاف طويلة.

واستراتيجيةُ قيادتِهم قائمةٌ في هذه المرحلةِ على إيقاع العدوّ في مَقْتَلة.

والعدوّ مُخيرٌ بين مواصلةِ استقبال جنائزِ جنودِه وضباطِه، وخُرَدِ دباباتِه وآلياتِه، أَو وقفِ جرائمِ الإبادة بحق المدنيين في غزة.

وهي رسالةٌ حازمةٌ وحاسمةٌ أعلنتها القسام؛ لتؤكّـد أن أهل الحقِ وأهلَ الأرض مَنْ يضبطون إيقاع الميدان.

ويَفرضون شروطَهم على الطاولة.

ومن غزةَ الصمودِ والصبرِ والمصابرةِ والرباط.

كانت التحيةُ الصادقةُ إلى يمنِ الإيمانِ والحكمةِ والجهاد.

من كتائبِ القسام إلى (إخوانِ الصدق) إلى شعبِنا العزيز.

وهو يحتشدُ أسبوعيًا بالملايينِ في مختلفِ الساحاتِ والميادين، مُواصلًا عملياتِ الإسناد في البرِّ كما في البحرِ منذ واحدٍ وعشرين شهرًا.

شاهرًا سيفَه ولا يزالُ في وجهِ أعداء الإسلام والإنسانية.

عاقدًا العزمَ بالتوكلِ على اللهِ في مواصلةِ النُصرةِ حتى إيقاف العدوانِ ورفعِ الحصار.

"وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ".

مقدمة النشرة الرئيسة لقناة "المسيرة" الجمعة، 23-01-1447هـ 18-07-2025م