متابعات| المسيرة نت: في أعقاب قمة أمريكية إفريقية مصغّرة جمعت الرئيس الأمريكي ترامب بخمسة قادة من دول غرب إفريقيا، أثيرت شائعات إعلامية تحدثت عن تناول ملف التطبيع بين موريتانيا والكيان الصهيوني خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بنظيره الأمريكي في البيت الأبيض، نهاية الأسبوع الماضي.

غير أن الحكومة الموريتانية سارعت إلى نفي تلك المعلومات، حيث أكّد وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، والناطق باسم الحكومة، الحسين ولد مدو، في تصريح رسمي، أن "ما يُتداول حول لقاء مزعوم جمع الرئيس الموريتاني برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، لا أساس له من الصحة"، مؤكداً أن "الخبر عار تماماً من المصداقية"، بحسب وكالة الأنباء الموريتانية.

في السياق ذاته، قال مدير مركز الأطلس للتنمية والبحوث الإستراتيجية في موريتانيا، الدكتور عبد الصمد ولد مبارك، إن "كل ما يقال بشأن تطبيع محتمل مع الكيان الإسرائيلي لا يعدو كونه شائعات حتى هذه اللحظة، ولم يثبت وجود أي دليل يعزز هذه الرواية حسب مجريات الأحداث".

وأكّد ولد مبارك في تصريحات أدلى بها لوكالة "سبوتنيك"، أن "الشارع الموريتاني يرفض التطبيع بشكل قاطع، ويتعاطى مع القضية الفلسطينية بروح جماهيرية غير مسبوقة، معتبراً إياها قضيته المركزية التي لا ينفصل عنها، بعيداً عن الدعاية السياسية والإعلامية المضللة".

وأضاف أن "الرواية المتداولة جرى نفيها رسمياً من قبل السلطات، ولم تظهر أي بوادر تشير إلى وجود نية رسمية من الحكومة الموريتانية للسير في مسار التطبيع"، مشدداً على أن "المد الشعبي والرسمي في البلاد لا يزال ثابتاً في دعم الفلسطينيين، وتأكيد التضامن مع غزة من خلال التبرعات والوقفات الشعبية والتحركات التضامنية على المستوى الدولي، دعماً للسلم والعدالة في الأراضي الفلسطينية".

وأوضح أن "موقف الحكومة واضح من التطورات الأخيرة في المنطقة، وقد تم تفنيد الشائعات عبر تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة، وهو ما يؤكد التزام موريتانيا بعدم الانخراط في اتفاقيات التطبيع".

بدوره نفى الخبير السياسي الدكتور بون باهي، ما وصفه بـ "الشائعات الإعلامية" حول اقتراب انضمام موريتانيا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، وقال: إن "هذه المزاعم تكررت عقب القمة المصغرة في واشنطن، لكن الحكومة الموريتانية أوضحت موقفها بشكل جلي".

وأشار إلى أن "الشارع الموريتاني لا يزال في حالة غليان منذ اندلاع العدوان على غزة، وهو ما يجعل أي خطوة نحو التطبيع مرفوضة شعبياً، ويدرك النظام الموريتاني تماماً حساسية هذا الأمر، لذا سارع إلى نفي ما أُشيع عن لقاء مزعوم بين الرئيس الغزواني وأي مسؤول إسرائيلي، سواء نتنياهو أو غيره".