-
العنوان:"الشعار".. ميزانُ المواقف
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
في تصريحٍ لا يخلو من صراحةٍ وقحة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكافرُ الأرعن الطاغية إنه لا يريدُ سماعَ
شعار "الموت لأمريكا" في الشرق الأوسط. بدا كمن يحاول فرضَ الصمت
على شعوبٍ أنهكتها سياسةَ بلاده في الحرب والحصار والنهب كأن الشرق الأوسط بات
ملكية حصرية لواشنطن تتحكم حتى في ما يُقال على ألسنة ضحاياه!
لكن المفارقة الصادمة ليست في تصريح
ترامب وحدَه بل في أُولئك الذين يعيشون بين ظهرانينا من دعاة ومشايخ وأئمة ومصلين بعضهم
يحفظ القرآن عن ظهر قلب ويعتلي منابر الجمعة، ويتصدر دروس الحديث والسنة لكنهم في
الوقت ذاته يتحرجون من هذا الشعار بل يهاجمونه ويستنكرونه وكأنما هو شيء غريب لا
صرخة في وجه المستكبر.
ما الذي يجمع ترامب وهؤلاء؟
إنها الكلمة ذاتها: "الموت لأمريكا".
الكلمة التي تفضح المستعمر وتربك سياساتِ الهيمنة وتكسرُ حاجز َالخوف في نفوس
الشعوب لكنها أَيْـضًا الكلمة التي تُسقط أقنعة المتواطئين وتُقلق راحة المتاجرين
بالدين وتعرّي من اختاروا الاصطفاف بوعي أَو بغباء إلى جانب جلاد الأُمَّــة.
ترامب لا يريد سماعَ الشعار؛ لأَنَّه
يفضحُ وجهَ أمريكا الحقيقي ويقوّض سطوتها أما بعض العلماء والفقهاء وأئمة فليسوا بأفضل
حالًا فهم لا يريدون سماعه؛ لأَنَّه يُحرج خطابهم المُدجِّن ويعري فقههم الخانع
ويذكّر الناس أن الإسلام ليس طقوسًا ساكنة بل مشروع مواجهة ضد الطغاة والمستكبرين.
إنه انسجام عجيب بين رغبات الأمريكي
ورغبات بعض المتدينين، بين من ينهب الأُمَّــة وبين من يخدرها، في خندقٍ واحد ضد
صوتٍ واحد: "الموت لأمريكا".
لقد أثبت الشعار منذ انطلاقته أنه
ليس مُجَـرّد كلمات بل سلاح وموقف ورؤية وبوصلة. هو صرخة وعيٍ تنحاز للمظلومين
وترفض الاحتلال والاستكبار والهيمنة بكل صورها. ولهذا يخافونه.
من حق ترامب أن ينزعج فهو يرى في هذا
الشعار تهديدًا لمشروع بلاده في المنطقة. لكن من المخزي أن ينزعج من يُفترض أنهم أبناء
هذه الأرض، وحملة لواء الحق والإسلام.
"الموت لأمريكا" ليس دعوة
للقتل بل دعوة للحياة الحُرَّة، دعوةٌ لإسقاط رمزية الطاغوت لا إسقاط الناس، دعوة
لتحرير العقول من عبودية القوة والمال والنفوذ الأمريكي.
ومن هنا يتجلى المشهد:
ترامب يتضايق من الشعار؛ لأَنَّه
يكشف وجهَه.
وهم يتضايقون منه؛ لأَنَّه يكشف
وجوههم!
وإذا دققنا أكثر، سنكتشف أن التحسس
من شعار "الموت لأمريكا" ليس نابعًا من حرص على القيم الإسلامية ولا من
حرصٍ على خطاب السلام بل؛ لأَنَّه يهدّد ويفضح مكانة أُولئك الذين ارتضوا أن
يكونوا أبواقا للأنظمة العميلة أَو أدوات في مشروع الترويض الأمريكي للعالم الإسلامي.
فـ"الموت لأمريكا" ليس مُجَـرّد
كلمات بل ميزان قيمي وثقافي من وقف ضده سقط في مستنقع التبعية ومن نادى به رفع
راية الكرامة.
ترامب بوقاحته المعهودة عبر عن موقفه
بصراحة. أما أُولئك الذين يتدثرون بالدين لتمرير مواقفهم الخانعة فهم خطر.؛ لأَنَّهم
يلبسون الحق بالباطل، ويقدّمون خنوعهم كحكمة وتخاذلهم كاعتدال وسكوتهم كحرص على
وحدة الأُمَّــة!
في النهاية الشعار باقٍ؛ لأَنَّه
يمثل الوعي المتصاعد والموقف الثابت والسلاح الفعال.

تغطية إخبارية | عن آخر تطورات حرب الإبادة الجماعية في قطاع #غزة وآخر التطورات في لبنان | مع ثابت العمور و قدورة فارس و حسين مرتضى 17-01-1447هـ 12-07-2025م

تغطية إخبارية | حول اخر التطورات في غزة ولبنان وسوريا و عن عملية الإسناد اليمني | 17-01-1447هـ 12-07-2025م

تغطية إخبارية | حول اخر التطورات في غزة ولبنان وسوريا و عن عملية الإسناد اليمني | 17-01-1447هـ 12-07-2025م

تغطية إخبارية | حول الخروج المليوني في ميدان السبعين وبقية المحافظات وآخر التطورات في غزة | مع عمر معربوني و علي حيدر و نزار نزال و علي أبي رعد و صالح أبو عزة و مصطفى رستم 16-01-1447هـ 11-07-2025م