• العنوان:
    بابُ المندب قال كلمتَه لأجل فلسطين.. فهل يتكلّم هرمز وتتحَرّك السويس؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    بين الممرات والمعبرات: لماذا لا يُغلق هرمز كما أُغلق باب المندب؟
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في زمنٍ تتسلّط فيه قوى الطغيان على الممرات البحرية، وتحوّلها إلى أدوات للحصار والتجويع، يعود السؤال الوجودي إلى الواجهة:

هل نملك الجغرافيا… ونفرّط في القرار؟

هل أنعم الله علينا بمواقع تُطلّ على العالم… لنجعلها جسورًا لعبور القتلة لا منابر لنصرة المستضعفين؟

بين باب المندب الذي نطق بالإيمان، ومضيق هرمز الذي لا يزال يلتزم الصمت، تنكشف معادلة واضحة:

ثمة أُمَّـة تقاوم، وأُخرى تحبس سيفها في غمد "الحسابات".

 

البحر لا ينطق… إلا إذَا نطقت العقيدة

لم تكن الثروات في هذه الأُمَّــة حكرًا على ما تختزنه الأرض من نفط ومعادن…

بل إن البركة الحقيقية تكمن في موقعها، في إطلالتها على الممرات، في قدرتها على جعل البحر ساحةً للصراع وميدانًا للإيمان.

لكن حين تُحيد هذه النعم عن غاياتها الربانية، وتُعطَّل عن نصرة قضايا الأُمَّــة، تتحول من نعمة إلى عبء… ومن فرصة إلى خذلان.

البحر – في منطق القرآن – ليس مُجَـرّد ماء، بل آية… وساحة يُختبَر فيها أولوا البأس من عباده، فهل آن لنا أن نُعيد البحر إلى ساحة التكليف؟

باب المندب… حين تحوّلت الجغرافيا إلى موقف

لم يكن إغلاق باب المندب مُجَـرّد إجراء عسكري.

بل كان إعلانا واضحًا:

> "لن نكون ممرًّا يُمرّر عبره الظلم".

"ولن يُستَخدم بحرُنا لإمدَاد الكيان الصهيوني بوقود القتل".

بهذا الموقف، دخل البحر في معركة الأُمَّــة، لا من موقع الحياد، بل من موقع التكليف والاصطفاف.

فأصبح الممر ميدانًا، وأصبح الساحل شاهدًا على أن الشعوب – حين تمتلك الإيمان – تغيّر المعادلات بأدواتها لا بأوامر الآخرين.

ولم يُغلق المندب بقرار أممي، بل بإرادَة شعبيّة يمنية تستمد مشروعيتها من القرآن، وتستقوي بالله.

 

مضيق هرمز… سيف لم يُشهَر بعد

مضيق هرمز، الذي تمر عبره أكثر من 20٪ من تجارة النفط في العالم، بيد دولةٍ ترفع راية "الاستقلال عن الهيمنة" و"الموت لأمريكا".

لكن…

لماذا لا يزال المضيق مفتوحًا أمام السفن الأمريكية والصهيونية؟

ولماذا لم يتحوّل – ولو مرة واحدة – إلى أدَاة ضغطٍ في وجه الحصار على فلسطين، وعلى أَو على أي بلد مسلم.

هل كُتبت علينا الشعارات دون الأفعال؟

أليس من حقّ الأُمَّــة أن ترى مواقف تُترجم على الميدان، لا تبقى حبيسة المنابر؟

إذا كان باب المندب قد أُغلق نصرةً لغزة، فما الذي يمنع هرمز من أن يكون شريكًا في معركة الكرامة؟

 

الممرات البحرية… نِعَمٌ معطّلة عن وظيفة الجهاد

باب المندب: صرخ في وجه الصهاينة، وخنق شريانهم البحري.

قناة السويس: مُقيّدة باتّفاقيات الذل وممر للغاز الإسرائيلي.

مضيق هرمز: ورقة لا تزال تنتظر القرار.

مضيق جبل طارق: بين أيدي حلفاء الاحتلال.

البوسفور والدردنيل: تمر منهما حاملات الموت إلى البحر المتوسط.

وفي الوقت الذي تُسخّر فيه القوى الغربية هذه الممرات لخدمة الهيمنة ونهب ثروات الشعوب، تبقى الأُمَّــة تمسك بمفاتيح البحر… لكنها لا تجرؤ على فتح الأبواب التي تليق بكرامتها.

من لا يُدِر ممراته بروح العقيدة، تُدار عليه بقرارات الأعداء.

 

مفاتيح فلسطين… بين الممرات البحرية والمعابر البرية

حين نتحدث عن فلسطين، فَــإنَّنا لا نتحدث عن قضية منعزلة جغرافيًا… بل عن قلبٍ تدور حوله الأُمَّــة.

وفلسطين اليوم، لا تُخنق فقط من البحر، بل من البر أَيْـضًا.

والمعادلة واضحة: الممرات والمعابر التي تحيط بفلسطين، ليست مُجَـرّد خطوط عبور… بل مفاتيح نصر أَو أبواب حصار.

 

من جهة البحر:

ميناء أسدود المحتلّ.

ميناء حيفا المرتبط بسفن العالم.

ميناء العقبة الأردني.

قناة السويس التي تمر عبرها سفن السلاح والغاز دون قيد.

باب المندب وحده من قرّر الانحياز.

 

ومن جهة البر:

معبر رفح بين مصر وغزة، الذي يُفتح ويُغلق بقرار سياسي لا قرآني.

معابر الاحتلال من كرم أبو سالم إلى بيت حانون.

معبر جابر – نصيب بين سوريا والأردن، المغلق أمام شرايين المقاومة.

معابر جنوب لبنان، المحاطة بجدران العدوّ.

المعابر العراقية – الإيرانية – السورية، التي لو أُديرت بمنطق قرآني، لأصبحت جسور دعم لا خطوط حدود.

هذه المعابر ليست خطوط عبور فقط… بل خطوط انحياز.

فإما أن ننحاز لفلسطين بقرارات سيادية…

أو نستمرّ في تسهيل مرور العدوّ إلى قلب الأُمَّــة.

 

منطق الغرب… مقابل منطق الوحي:

يرفع الغرب شعار "المصالح المشتركة" لتبرير الحصار وتجويع الشعوب.

أما أمتنا، فعليها أن تقول: "نُدير الممرات باسم المبادئ القرآنية":

لحماية المظلوم.

لردع المستكبر.

ولنصرة القضية المركزية… فلسطين.

الممرات ليست قضية نفط وشحن فقط، بل قضية إيمان واستخلاف.

هي امتحاننا في الأرض… وموقفنا أمام الله والتاريخ.

آن للبحر أن يتحَرّك بإيقاع الأُمَّــة

 

لقد قالت صنعاء كلمتها:

في البحر، في البر، وفي السماء.

شاركت فلسطين بما تملكه، واستثمرت جغرافيتها نصرةً للحق.

فهل ينتظر مضيق هرمز أن يُخترق قبل أن يتحَرّك؟

هل ستبقى طهران تمسك بمفتاحه دون أن تُشهِره في وجه العدوان؟

 

المعادلة باتت واضحة:

الأمة بحاجة إلى مواقف، لا بيانات.

وإلى قرارات تُتخذ من موقع الإيمان، لا من موضع التوازنات الدولية.

 الممرات مفاتيح عزّة… فهل نُحسن استخدامها؟

من يُغلق باب المندب في وجه العدوّ، يفتح بوابة عزّة للأُمَّـة.

ومن يُبقي مضيق هرمز مفتوحًا أمام أدوات القتل، يُفرّط بفرصة استراتيجية في معركة السيادة.

البحر يتكلّم حين يتكلّم الإيمان.

والممرات لا تُغلق إلا حين نقرّر أن نكون أُمَّـة لا تُستباح، فإن لم تحسنوا استخدام مفاتيح البحر، فكيف ستحسنون في إدارة مستقبل الأُمَّــة؟