• العنوان:
    اليمن.. صخرة التلاحم القبلي في وجه محاولات التفكيك والعدوان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

يمتلك الشعب اليمني إرثًا حضاريًّا ضاربًا في جذور التاريخ، صاغه العُرف القبلي وروابط الدم والجوار والشراكة في الأرض.

وقد شكّل هذا التماسك القبلي والاجتماعي جدارًا صُلبًا أمام كُـلّ محاولات الغزو والعدوان الخارجي، فكانت اليمن بحق "مقبرة للغزاة" عبر العصور.

واليوم، تتجدد هذه الحقيقةُ التاريخية في مواجهة تحديات ومؤامرات تحاولُ النيل من الوحدة الداخلية، لكن وعي اليمنيين وثقافتهم القرآنية يجعلان تلك المحاولات إلى زوال.

 

العُرف القبلي اليمني: قانون غير مكتوب يضبط المجتمع

يمثل العرف القبلي منظومة قيمية تحكم العلاقات بين الأفراد والقبائل. يقوم على أسس الشرف، النخوة، الكرامة، والعدالة، ويعزز التضامن الاجتماعي. يمنع الاقتتال الداخلي غير المبرّر ويحسم النزاعات بحلول سلمية وفق قواعد متفق عليها. ويعمل كـ"دستور اجتماعي" مكمل للقوانين الرسمية، ما يجعله صمام أمان في أوقات الأزمات.

 

التماسك القبلي سد منيع أمام التدخلات الخارجية

تاريخيًّا، فشلت القوى الغازية في إخضاع اليمن؛ بسَببِ تلاحم قبائله. رغم التنوع الجغرافي والمناطقي، تجمع اليمنيين رابطة الدم والأرض والدين.

في وجه العدوان الحديث، برزت القبائل كقوة دفاعية داعمة للجيش، رافضة لأية وصاية أَو احتلال.

محاولات الأعداء لتأليب قبائل ضد أُخرى باءت بالفشل، لوعي زعمائها ووعي الناس.

 

الوعي والثقافة القرآنية: سلاحُ العصر

تجاوز اليمني في هذا الزمن محدودية التعليم التقليدي إلى فهم أعمق لهويته وقضيته.

الثقافة القرآنية رسّخت قيم الحرية والكرامة والاعتماد على الله وعدم الارتهان للخارج.

وأصبح اليمني يدرك مخطّطات الأعداء الإعلامية والنفسية لتفكيك المجتمع.

وتحولت المساجد والمدارس والمنابر إلى مراكز توعية وتحشيد وطني.

 

المؤامرات الخارجية: الفشل المتكرِّر

حاول الأعداء تمزيق الصف اليمني بإثارة النزعات المناطقية والطائفية.

أنشأوا أدواتٍ إعلاميةً لبث الفتنة، وأذرعًا سياسية لشراء الولاءات.

دعموا ميليشيات وتيارات انفصالية لتقسيم اليمن جغرافيًّا.

لكن كُـلّ هذه المحاولات تحطمت على صخرة وعي اليمنيين وتمسكهم بوحدتهم.

 

الشعب اليمني اليوم: مختلف عن أي زمن مضى

لم يعد اليمني ذلك البسيط الذي تنطلي عليه الدعاية أَو المال السياسي. أصبح أكثر اطلاعًا وثقافة، بفضل الإنترنت، التعليم، وخبرات الحرب. صار يدرك قيمة الحرية والسيادة، ويُجيد تمييز العدوّ من الصديق.

ولا يوجد ارتهان للخارج، بل رفض قاطع لأية وصاية أَو تبعية.

 

اليمن: مقبرة الغزاة عبر التاريخ

منذ حملة أبرهة الحبشي وحتى حملات العثمانيين والإنجليز، كانت اليمن عصية على الغزاة.

والعدوان الأخير أثبت أن هذه المقولة ليست ماضوية بل حقيقة مُستمرّة.

لقد تحطمت أحدث الأسلحة والتقنيات أمام إرادَة شعب يرفض الخضوع.

إن التماسك القبلي، والوعي الجمعي، والثقافة القرآنية، هي السر في صمود اليمن أمام أقسى أنواع الحروب والمؤامرات.

وكل من يراهن على تفكيك الشعب اليمني يجهل عمق تاريخه وصلابة نسيجه الاجتماعي.

ستظل اليمن، اليوم وغدًا، مقبرة للغزاة، بوعي شعبها ووحدته وتمسكه بثوابته ومبادئه.