• العنوان:
    الشيخ نعيم قاسم: الاستسلام لدى حزب الله غير وارد ولا نستطيع أن نبقى صابرين إلى ما لا نهاية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    متابعات | المسيرة نت: وصف الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023م بأنه "إجراء عظيم ومؤثر غيّر المنطقة".
  • التصنيفات:
    عربي

وقال في حوار خاص مع قناة الميادين: "عرفنا بالطوفان كما عرف العالم ولم نعلم به، فالإخوة في قيادة حماس في الداخل قاموا بهذا"، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تكن على علم بطوفان الأقصى، كما أن قسماً من قيادة حماس في الخارج لم يكن على علم به كذلك.

وأكد أن خبر عملية "طوفان الأقصى" وصل إلى السيد حسن نصر الله بعد نصف ساعة من بدايتها، مشيراً إلى أن الفكرة التي بادر إليها السيد نصر الله هي إعطاء الأمر في اليوم التالي بقصف مزارع شبعا على مبدأ أنها أرض لبنانية محتلة.

وأضاف أن شورى حزب الله اجتمعت بعد ذلك، وقررت الدخول في معركة إسناد وليس حرباً شاملة، لأن الحرب الشاملة يجب أن تكون لها استعدادات، منوهاً إلى أنه كان هناك ثمن إذا فتح حزب الله المعركة بشكل شامل على قاعدة أنها ستكون استثنائية ويمكن أن تعطي نتائج غير عادية.

وواصل الشيخ نعيم قاسم: "لو خضنا الحرب الشاملة، لكان هناك دمار وخراب وتدخل أمريكي وتوسّع للأمور على نحو أكبر من دون تحقيق الأهداف المطلوبة"، مبيناً أن الهدف من المساندة كان التخفيف عن غزة ودفع الإسرائيلي نحو الذهاب إلى الحل.

ولفت إلى أنه، ومع الإجرام الإسرائيلي غير العادي، كانت قناعة حزب الله بأن ما هو أكثر من المساندة لن يحقق المطلوب، موضحاً أنهم أخذوا في الاعتبار كيف تتم خدمة غزة وفي الوقت نفسه عدم إلحاق الضرر بلبنان، مؤكداً أن سماحة الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله كان دائماً يكرر: نحن لا نريد حرباً في لبنان، وأنهم كانوا يأخذون بعين الاعتبار الوضع اللبناني بما لا ينعكس سلباً على طريقة الأداء في المواجهة.

وفيما يتعلق بوحدة الساحات، أوضح الشيخ نعيم قاسم أنها كانت فكرة، لكن لم يتبلور لها شكل تنظيمي، وأنه عندما جاء طوفان الأقصى بدأ التنسيق تحت عنوان وحدة الساحات الطبيعية بسبب وحدة الأهداف التي نؤمن بها بشكل مشترك، لافتاً إلى أن كل ساحة قدّمت في مواجهة الكيان الإسرائيلي بحسب تقديراتها وظروفها.

تفجيرات البيجر وتنصت صهيوني واسع جداً

وبخصوص موضوع البيجر، قال الشيخ نعيم قاسم: "بدأ بثغرة كبيرة، حيث كان الإخوة يعتقدون أن عملية الشراء مموهة، لكن تبيّن أنها كانت مكشوفة للإسرائيلي"، لافتاً إلى أن "عملية شراء أجهزة البيجر المتفجرة تمت في السنة أو في فترة السنة ونصف السنة الأخيرة، وتبيّن أن نوع المتفجرات الذي وُضع في البيجر استثنائي ولا يمكن كشفه عبر آلية الفحص التي كان يتبعها الإخوة"، مؤكداً أن "تفجيرات البيجر كانت ضربة كبيرة جداً".

وتطرّق الشيخ نعيم قاسم إلى الاجتماعات مع شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله، مشيراً إلى أن آخر اجتماع شورى تم عقده بعد ظهر يوم 18 سبتمبر، وكان السيد حسن غاضباً جداً، منوهاً إلى أن السيد حسن نصر الله كُلِّف بتشكيل لجان تحقيق في تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي، موضحاً بقوله: "كان عندنا أيضاً ثغرة أخرى اسمها شبكة الاتصالات، حيث كان المعنيون يفيدون بوجود تنصت، لكن المعلومة كانت أنه موضعي، فلم يكن قد وصل أحد إلى أن التنصت شبه شامل أو واسع بشكل كبير جداً إلى درجة أن الإسرائيلي يعرف كل شيء".

وأكد أنهم في حزب الله لم يكونوا مطلعين على حجم معرفة "الإسرائيلي"، وقد اتخذنا إجراءات احتياطية، لكن ما كان يعرفه الإسرائيلي أكثر، مبيناً أن العمالة البشرية تصبح محدودة جداً أمام الكم الهائل من المعلومات التي توافرت عبر التنصت والمسيرات والإحداثيات التي حصلت عليها "إسرائيل"، لافتاً إلى أنه "لا توجد معطيات عن خرق بشري على مستوى شخصيات أساسية أو قادة داخل الحزب".

وأفاد بأنه "كانت هناك شحنة من 1500 بيجر مفخخ ستصل إلى تركيا، فطلبنا من الرئيس ميقاتي التواصل مع الرئيس أردوغان لمصادرتها وتفجيرها".

الحزب يتعافى ويقف على قدميه

وأكد الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أن استشهاد سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله لم يكن مفاجئاً للعالم كله فقط، بل لهم أيضاً في حزب الله، مشيراً إلى أنه "كنت أتصور أن نموت كلنا ويبقى سماحة السيد، نظراً لمعطيات العمر والشجاعة والقوة والتسديد الإلهي".

وقال: "لا نعرف متى يأتي الأجل، لكن لم نكن نتوقع أن يستشهد سماحة السيد في هذا الوقت"، موضحاً بقوله: "لا نبكي لأنه غادر، فهو رسم هذا الخط المستمر، وإنما نبكي لأنه لا يعوض بما كان لديه من إمكانات وقدرات وموقف وزخم"، مؤكداً بقوله: "لا توجد لدينا شهادة توقف المسيرة، بل لدينا شهادة تغذي المسيرة".

وأشار إلى أن إطلالته في 30 سبتمبر، بعد 3 أيام من استشهاد السيد نصر الله، كانت ضرورية وجاءت بمبادرة منه وبتنسيق مع السيد هاشم صفي الدين، منوهاً بأنه تحدث يومها إلى السيد هاشم صفي الدين وقال له: "أنا أفكر أنه يجب أن أخرج لنتحدث إلى الناس لأن وضعهم صعب جداً، فأيّد الخطوة"، مبيناً أن الظروف الأمنية كانت صعبة، ولم يكن بالإمكان أن نخرج بشكل أفضل من ذلك، فلقد سجلنا في غرفة من دون تكييف مساحتها 3 أمتار بـ3 أمتار.

التصعيد الأخير على لبنان

وفيما يتعلق بالتصعيد الأخير على لبنان، أوضح الشيخ نعيم قاسم أن "الغارات الأخيرة على 9 مبانٍ في الضاحية كانت بلا مبرر، وقد نفذها العدو الإسرائيلي بالتعاون الكامل مع الأميركي وبإرشاداته"، مؤكداً أن "مشروع الأميركي هو أن يأخذ بالسياسة ما لم يؤخذ بالحرب عبر ممارسة الضغوط من خلال إسرائيل".

وزاد قائلاً: "عملياً، نحن لا نستطيع أن نبقى صابرين إلى ما شاء الله، وتوجد حدود في النهاية، ولست في محل لأحدد آليات ولا زماناً"، لافتاً: "إذا اعتقد الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي ومن خلفه أيّاً كان أنهم إذا ضغطوا علينا أكثر يحققون أهدافاً فهم مخطئون".

وأكد بقوله: "سنواجه عندما يكون هناك قرار لدينا بالمواجهة"، منوهاً بأن لديهم خيارين لا ثالث لهما: النصر أو الشهادة، ولا خيار لدى حزب الله اسمه الاستسلام، فهذا الأمر غير وارد.