• العنوان:
    اليمن يصفع وجه العالم المنافق.. لا عبورَ بلا عقوبة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    عبدالقوي السباعي| المسيرة نت: حَيثُ تتقاطع طرقُ التجارة والنفوذ في البحر الأحمر، وعند مفترق الرعب بين عبور السفن وجنون العدوان، صعدت اليمنُ مجدّدًا إلى واجهة المعادلة الدولية؛ بنيرانٍ ذكيةٍ مسنودةٍ بقرار سيادي وموقف أخلاقي لا تراجع عنه.
  • كلمات مفتاحية:

استهدفت القوات المسلحة اليمنية السفينة "ماجيك سيز"، إحدى سفن الشحن التابعة لشركة أصرت على تحدي قرار الحظر الذي فرضه اليمن العظيم على السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني أو المتعاملة معه، لتسقطَ في فخ التقدير الخاطئ، وتدفع الثمن غرقًا وسط البحر، وسط صدمةٍ عالمية وتخبط في التصريحات.

ليست هوليوود.. إنها اليمن:

مشاهدُ الإعلام الحربي اليمني لم تكن مُجَـرّد عرضٍ عسكري؛ بل "وثيقة نارية" لخارطة معركة بحرية جديدة، أكّـدت أن اليمن لم تعد لاعبًا ميدانيًّا محدود القدرة؛ بل أصبح صانع قرار، يخطط، ينفذ، ويوثّق.

من النداء المتعدد اللغات إلى التحذير، ومن تحليق الزوارق البحرية المسيّرة إلى عملية الاقتحام النوعي، ثم انفجار فاحتراق فغرق، تراتبيةٌ عسكريةٌ دقيقةٌ تنُمُّ عن احترافيةٍ مذهلة، أبهرت المراقبين، وأقلقت عواصم المستكبرين حماة الكيان المؤقت.

لم يكن استهداف "ماجيك سيز" حادثًا عابرًا ولا رسالةً عبثية؛ كونها السفينة الثالثة التابعة لنفس الشركة التي تتعمد كسر قرار الحظر اليمني، ومع كُـلّ انتهاك، كانت صنعاء ترفع سقف الرد، وهنا، جاء الحسم: "من يتجرأ على الحظر.. يغرق".

القوات الخَاصَّة في البحرية اليمنية نفّذت العملية بطريقةٍ فريدة، جمعت بين الإنذار الأخلاقي والقوة النارية الحاسمة، لتؤكّـد أن من يتحدى السيادة اليمنية سيلقى مصيرًا واحدًا: "الاحتراق والاندثار".

 

الأحمر.. بحرٌ يمني بامتيَاز:

عمليةٌ إعادة رسم خريطة السيطرة في البحر الأحمر؛ فبعد سنوات من العبث الغربي والتطاول الأمريكي والإسرائيلي في الممرات البحرية، فرضت اليمن المعادلة الجديدة: البحر تحت مرمى النيران اليمنية، وحركة السفن مرهونة برضا صنعاء.

حيّدت اليمن كُـلّ الداعمين البحريين للعدوّ الإسرائيلي، وتجاوزت كُـلّ الخطوط الحمراء، واليوم، لم تعد هناك سفينة قادرة على تجاهل القرار اليمني دون أن تتوقع ردة فعل عسكرية، لا تعرف الرحمة.

ما بدأ كعملياتٍ بحريةٍ جريئة تجاوزت كُـلّ النظريات والاستراتيجية ضاربًا بها عرض الحائط، إسناد لغزة، لا يأبه لفوارق القوة والعتاد؛ تحوّل إلى استراتيجية ردع شاملة، اليوم، يد اليمن تمتد من البحر الأحمر إلى العربي، فالمحيط الهندي، وتصل برسائلها إلى الأبيض المتوسط.

بهذا التمدد البحري، يتشكل هلال ناري يطوِّقُ خطوط الإمدَاد الحيوية للعدو الإسرائيلي وحلفائه، ويجعل من كُـلّ ميناء صهيوني هدفًا محتملًا، ومن كُـلّ سفينةٍ مشارِكة، شريكًا في الجريمة، يستحق العقاب.

 

التوازن الجديد: كرامة غزة تصوغ المعادلات

القصة ليست فقط "ماجيك سيز"، بل غزة؛ فمنذ انطلاق طوفان الأقصى، والجيش اليمني يعلن بصوت مدوٍّ: لا بقاءَ للاحتلال دون كلفة، ولا مرورَ للإمدَاد دون إذن من الشعوب الحرة، وحين غابت الأمم المتحدة، وصمت العالم، وانحازت أمريكا، ظل اليمن ثابتًا بل ويصعِّد.

إنه التوازن الذي تصنعه الكرامة، وتخطه اليمن بدمها وبارودها، من الصحراء إلى البحر، ومن المضيق إلى الخليج، يكتب اليمنيون التاريخ من جديد، بعيدًا عن الموائد الدولية الملوثة.

الغرب الذي لم يُحرّك ساكنًا أمام مجازر غزة، اهتزّ فجأةً خوفًا على "سفينة"، وسقطت الأقنعة، وبدا واضحًا أن "البيئة" و"حقوق الإنسان" و"حرية الملاحة" شعاراتٌ انتقائية تُستخدم لحماية المصالح فقط.

وحدها صنعاء تواجه، لا تنتظر استنكارًا من مجلس الأمن، ولا اعترافًا من الإعلام العالمي؛ إنما تستمد شرعيتها من دماء أطفال غزة، وصراخ الجياع تحت الحصار.

  مشاهد نوعية وزعها الإعلام الحربي اليمني تظهر لحظات استهداف وإغراق السفينة "ماجيك سيز" في البحر الأحمر التي انتهكت الشركة المالكة لها قرار القوات المسلحة اليمنية حظر دخول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة#ثابتون_مع_غزة #يمن_الواثقين_بالله pic.twitter.com/TjqmJ7uad1

رسالة أخرى: القرار في صنعاء

حين قال العميد يحيى سريع: إن "السفينة الثالثة نالت جزاءها"، كان يعلن بأن القرار اليمني لا استئناف فيه: - إمّا امتثال، وإمّا غرق.

وإن كانت "ماجيك سيز" قد تحولت إلى كومة حطام في قاع البحر؛ فَــإنَّ رسالتها لا تزال تطفو على سطح المشهد العالمي: اليمن غدا قوة قادرة على صياغة المعادلات، وإعادة رسم الجغرافيا بالحديد والنار.

وما حدث في عُرض البحر الأحمر لم يكن مُجَـرّد عملية عسكرية؛ بل صفحة في سِفر الإرادَة، التي خطّها شعب صامد، وجيش قرّر ألا يقف على الضفاف متفرجًا على دماء غزة، ومن "ماجيك" إلى كُـلّ سفينةٍ تسوّغ لنفسها دعم الإبادة: "هذه ليست تحذيرات؛ بل إشارات نيران، والبحر يعرف الآن.. أن اليمن فيه سيدٌ لا يُستفز".