خاص| المسيرة نت: أكّد الخبير الاقتصادي عماد عكوش، أن تأثير العمليات النوعية التي تنفذها فصائل المقاومة في غزة، إلى جانب الضربات المستمرة من اليمن، تُحدث ارتدادات عنيفة داخل الكيان الإسرائيلي على مستويات متعددة عسكرية واقتصادية ونفسية.

وفي مشاركة له مع  برنامج ملفات على قناة "المسيرة" أوضح عكوش أن العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة في غزة ستنعكس مباشرة في الأيام القادمة على المشهد السياسي داخل الكيان الإسرائيلي، خصوصًا في ظل مؤشرات متزايدة على اتساع دائرة  الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية  الرافضة لاستمرار الحرب، مؤكدًا أن حالة التصدع والشتات يسيطر على المؤسسة العسكرية التابعة للكيان المؤقت، مع ازدياد حالات الاستقالة في صفوف الضباط وجنود الاحتياط، وتراجع الحماس الشعبي لاستمرار العمليات العسكرية التي لا تحقق مكاسب حقيقية، بل تجر الكيان إلى المزيد من الخسائر والجمود السياسي.

على الجانب الآخر، أشار عكوش إلى أن استمرار العمليات اليمنية في البحر الأحمر ألقى بظلاله على قطاع النقل البحري التابع للاحتلال الإسرائيلي، حيثُ تسبب في شبه شلل للموانئ البحرية، مما أدى إلى اختلالات كبرى في سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وهو ما وصفه بـالعامل الاقتصادي الأخطر على المدى المتوسط.

وأورد أن تكاليف التأمين على الشحنات البحرية المتجهة إلى الكيان ارتفعت من 0.2% إلى 0.5%، وهو ارتفاع كبير في ظل اقتصاد يعتمد بشكل جوهري على التصدير والاستيراد البحري.

وأظهر عكوش جانبًا آخر من الأزمة، حيثُ إن شركات التأمين الإسرائيلية تعاني من ضغط مالي هائل نتيجة ارتفاع أقساط إعادة التأمين لدى الشركات العالمية.

ففي عام 2023م وحده، بلغت كلفة أقساط التأمين في الكيان حوالي 13.5 مليار دولار، معظمها لدى شركات عالمية كبرى، ما دفع هذه الأخيرة إلى زيادة الرسوم بشكل كبير على الأصول والممتلكات داخل الاحتلال الإسرائيلي.

 وخلص إلى أن الضغط الاقتصادي دفع بالكثير من الشركات والمواطنين إلى الخروج من نظام التأمين، لعجزهم عن تحمّل التكاليف المتصاعدة على المنازل، والمركبات، والمصانع، وحتى الأجهزة التجارية.