• العنوان:
    ماذا لو هُزمت إيران؟ [الحقيقة لا غير]
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: لم تعد الأهدافُ الأمريكية الإسرائيلية، نبوءاتٍ أَو أحلامًا، بل أصبحت حقائق يتحدث عنها قادة اليهود والصهاينة، الذين دخلوا مرحلة التنفيذ لمخطّط قديم لديهم، والمتمثل في أن فلسطين المحتلّة ليست نهاية المطاف، بل هي البداية وقاعدة الانطلاق للسيطرة على الأُمَّــة العربية بكل دولها وشعوبها وثرواتها.
  • كلمات مفتاحية:

بينما تسعى الأنظمة العربية وعلماء السوء لتقليل خطورة المشروع الإسرائيلي، وصرف أنظار الشعوب والأجيال العربية عن الاهتمام والاستعداد لمواجهته وإدراك خطورته، يعمل اليهود بجِد؛ مِن أجلِ الوصول إلى اللحظة التي يقيمون فيها ما يسمى بـ "إسرائيل الكبرى"، وسيصبح الجميع خاضعًا تحت السيطرة المباشرة والمطلقة من قبل اليهود.

كالنت العملة اليهودية القديمة التي صُكّت بعد احتلال كيان العدوّ الصهيوني لفلسطين؛ تجسيدًا لحلم اليهود وأهدافهم التوسعية الخطيرة في المنطقة، كانت أبرز الأهداف البعيد لليهود، والنموذج الأول للسيطرة الاقتصادية على فلسطين، ولهذا ما نراه من إجرام يمارس في فلسطين وغزة، لا يقتصر على باقي البلدان والشعوب والمجتمعات العربية المحيطة، ولا يوجد حصانة لأي بلد أَو شعب عربي، أمام المشروع الصهيوني القادم والزاحف، إلا القوة، والمقاومة، والجهاد في سبيل الله، والوقوف إلى جانب الفلسطينيين ومقاومتهم ومجاهديهم.

أي تحقيق لأهداف للأعداء الأمريكيين والصهاينة ضد إيران ينعكس مباشرة على الدول العربية، ولكن إيران، التي هي بمعزل عن دعم القضية الفلسطينية وعن دورها في تأسيس محور المقاومة، الذي يقوم على عقيدة المواجهة للمشروع الصهيوني والأمريكي، شكلت بثورتها الإسلامية ونهضتها العلمية والحضارية، وبسياستها المستقلة عن التبعية للشرق أَو الغرب، وكذلك بالرد العسكري الأخير "عملية الوعد الصادق 3" قوة موازنة أمام المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية، وهذه واحدة فقط من النتائج الإيجابية التي لا يفقهها العرب.

الإمام الخميني -رضوان الله عليه- والشعب الإيراني المسلم، جاء ليقف في وجه العدوّ الإسرائيلي، بكل قدراته وإمْكَاناته، يوفر الدعم المادي والسلاح للمجاهدين والمقاومين المظلومين في فلسطينَ ولبنان؛ مِن أجلِ درء شرور اليهود عن أنفسهم وعن الفلسطينيين وعن الأُمَّــة أَيْـضًا، لكن كان لحكام الأنظمة العربية موقف آخر، حَيثُ قاموا كالضباع الضارية، في وجه إيران، في وجه الإمام الخميني، الذي حمل لهم الخير وعرض عليهم الوَحدةَ والتعاون.

وفي السياق فإن العدوان السعوديّ الإماراتي الذي استهدف اليمن، كان بسَببِ أن المسيرة القرآنية والثقافة القرآنية والوعي القرآني تركز على مواجهة الخطر الحقيقي الذي يستهدف الأُمَّــة بأكملها، ويستهدف شعوبها ومقدراتها ودينها ومقدساتها وحكامها، ولهذا بدلًا عن أن يقوم حكام الأنظمة العربية بتفهم منهج ومواقف وفلسفة النهضة القرآنية في اليمن، قاموا بالنيابة عن اليهود والأمريكان بشن العدوان على الشعب اليمني.

هذا الباحث الكويتي المتخصص في قراءة الحركة الصهيونية وأهدافها الحقيقية ضد الأُمَّــة العربية والإسلامية، يشير إلى أهميّة التحَرّك من قبل الشعوب العربية والإسلامية لمواجهة الخطر الإسرائيلي، ويؤكد أن من أبرز الحلول واهمها لمواجهة العدوّ، وأهدافه وأطماعه في الدول العربية، دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ لأَنَّه لو فرغ العدوّ من فلسطين فالدور قادم على الجميع، خَاصَّة إذَا استمر التخاذل والتراجع والتواطؤ مع اليهود.

لو أن إيران التي ما زالت تحافظ على الإسلام والمسلمين، وتواجه خطر العدوّ الإسرائيلي ليلًا ونهارًا، اختفت من الوجود، سيصبح اليهود والمجرم نتنياهو أسيادَ المنطقة بلا منازع وبلا منافس، ولم يعد أمام الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية إلا الركوعُ والخنوع والعبودية المطلقة والمعلَنة لليهود، ورغم ذلك ما يجري في غزة سيجري على الجميع.

إيران ليست جزءًا من مشروع (إسرائيل الكبرى) المعلَن عنه، وبإمْكَانها التخلي عن القضية الفلسطينية والدفاع عن الإسلام والمسلمين، لكنها ما زالت مُستمرّةً في الدفاع وتقديم الدعم العسكري والاقتصادي للمقاومين الأحرار، وتعملُ على إفشال كُـلّ المخطّطات الصهيونية. في المقابل، عملت أنظمة الخيانة العربية على التحريض ضد الثورة الإسلامية الإيرانية، وتشويهها، ومساعدة اليهود في إضعافها واستهدافها.

على الرغم من أن حديثَ الصهاينة يشيرُ إلى أن مشروعَهم يشملُ الأردنَ والسعوديّة ومصر والعراق وسوريا، إلا أن الإعلامَ العربي وحكامَ العرب والمبطلين لم يتخذوا أيَّ موقف أَو حملات استنكار لما يقوله الوزراء الصهاينة. ولو أن شخصًا إيرانيًّا عاديًّا تحدَّث بنسبة واحد في المئة مما يقوله اليهود، لأشعل الإعلام العربي معاركَ عريضة ضد إيران، ولهذا لن يعجز اليهود عن إيجاد الذرائع والحيل؛ لديهم العديد من الأسباب والذرائع لتحريك الأحداث والقضايا التي يرغبون في استهدافها وإسقاطها وتفكيكها، دون أن يظهروا في الصورة بشكل مباشر أَو معلَن.

هذا المفكر المصري فهمي هويدي، في مقابلة صحفية مع قناة "الجزيرة"، يؤكد أن العدوّ الإسرائيلي هو من يثير الطائفية والمذهبية، وهو المستفيد منها، حتى لو كانت تثار عبر أبواق عربية وعبر علماء السوء، أصحاب اللحى التي في ظاهرها الدين والإسلام، لكن حقيقتها الغباء والسقوط في مستنقع المخطّطات الأمريكية والصهيونية أَو العمالة المباشرة.

من سخرية الأقدار أن تسقط هذه الأُمَّــة وأن تُداس من قبل يهود تم تأسيسُ كيانهم قبل عقود قليلة من الزمن، ورغم ذلك، صار هذا الكيان قوة عسكرية واقتصادية مهيمنة، تهين هؤلاء العرب وتذلهم وتخضعهم وتحتل أراضيهم، بينما العرب جالسون على نهضتهم، وأبرز إنجازاتهم الترفيه، لكن إيران؛ لأَنَّها بنت قوة عسكرية ضاربة مؤسّسة على ثقافة إسلامية أصيلة، والبلد المستقل الذي يواجه قوى الاستكبار والاستعمار، يواجه حربًا عشواء من العرب والغرب.

هذا الكاتب محمد حسنين هيكل كان يحاول أن يوصلَ رسائلَ ونصائح للحكام العرب، وخَاصَّةً حكامَ مصر والسعوديّة، لكنهم كانوا يعتبرونه خَصمًا؛ لأَنَّه رجلُ صاحب كلمة لم يكن يقبل أن يتحوّل إلى موظَّف أَو بوق لدى تلك الأنظمة. ولهذا، أصبحت هذه المشاهد وثائقَ تاريخية للأجيال العربية والإسلامية.